في ذكرى ميلاده.. “أحمد محرز” المثقف الحالم الذي مرّ كظل الشعر

كتبت: دنيا أحمد
في 11 يونيو عام 1949، وُلد الفنان والمثقف المصري أحمد محرز، ابن العائلة العريقة، نجل الطبيب الشهير إسماعيل محرز، أحد أطباء الأسرة الملكية قبل ثورة يوليو، ومن بيت له جذور في العمل العام والثقافة، إذ كانت والدته شريفة هانم من رائدات الحركة النسائية في مصر.
ورث أحمد محرز عشق الجمال والفن من بيئته، لكنه لم يكن فنانًا تقليديًا، بل كان نموذجًا للمثقف الهاوي الذي اختار الفن مسارًا للقول والتعبير، لا للشهرة أو الظهور، ولهذا لم يقدّم سوى خمسة أفلام خلال 25 عامًا، لكنها كانت كافية لتؤرخ لروحه وحضوره.

رفيق يوسف شاهين
بدأ مشواره في السينما بفيلم “الأقدار الدامية” (1976) مع المخرج خيري بشارة، لكنه ارتبط فنيًا باسم المخرج الكبير يوسف شاهين، حيث شارك في أربعة من أبرز أعماله:
• عودة الابن الضال
• إسكندرية ليه؟
• حدوتة مصرية
• سكوت ح نصور

وكان دوره في عودة الابن الضال الأهم والأقرب إلى قلبه، وعبّر عنه بعبارة شاعرية تلخص فلسفة الفيلم وحلمه:
«هذا الحالم العظيم الذي يرحل عن أسرته ليعود لهم بالشمس والقمر… ثم يعدو في لحظة الغروب وراء الشمس كظل قصير العمر يتلاشى سريعًا في الظلام».

فنان الفكرة لا الظهور
لم يكن أحمد محرز باحثًا عن أضواء الفن، بل عاش هاويًا بكل ما تعنيه الكلمة من شغف ونُبل، ممثلًا، ومثقفًا، وصاحب موقف. كان وجوده في أي عمل يضيف له بُعدًا فلسفيًا وتأمليًا، وكان أشبه بما وصفه النقاد بـ”ظل الجمال الذي يمرّ في صمت، لكنه لا يُنسى”.
توفي أحمد محرز في 21 يوليو 2008، لكن ذكراه لا تزال حيّة لدى من عرفوا قيمة الفنان المفكر، الذي فضّل أن يعبّر في القليل، لكن ببصمة لا تُمحى.






