عاجلعالم الفن

في ذكرى ميلاده.. رشدي أباظة «الدنجوان» الذي هزمه السرطان وأحبته الشاشة

في ذكرى ميلاده.. رشدي أباظة «الدنجوان» الذي هزمه السرطان وأحبته الشاشة

"في ذكرى رحيله.. رشدي أباظة دنجوان السينما الذي هزمه السرطان"
رشدي أباظة

كتبت / مايسة عبد الحميد 

في الثالث من أغسطس، تحل ذكرى ميلاد أحد أعظم نجوم الفن المصري، النجم الأسطوري رشدي أباظة، الذي وُلد عام 1926 وخلّد اسمه في ذاكرة السينما العربية، ليس فقط بوسامته الفريدة، ولكن بموهبة لا تتكرر وحضور طاغٍ أسر قلوب المشاهدين.

ورغم رحيله في 27 يوليو 1980، بعد صراع مؤلم مع سرطان المخ، يبقى أباظة حاضرًا في كل مشهد، وكل صورة، وكل ذكرى.

ولد رشدي سعيد بغدادي أباظة لأب مصري من عائلة أرستقراطية وأم إيطالية تُدعى ليلى بورجمينو. نشأ في بيئة راقية وتلقى تعليمه بمدرسة «سان مارك» في الإسكندرية. قبل أن يأسره الفن، كان شغوفًا بالرياضة وحياة المغامرة.

بدأ مشواره الفني بدور صغير في فيلم “المليونيرة الصغيرة” عام 1948، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت بعد عودته من محاولة فاشلة لدخول السينما الإيطالية. وسرعان ما لمع نجمه بفضل وسامته وموهبته وأدائه الطبيعي الجذاب.

في فترة الخمسينيات والستينيات، أصبح رشدي أباظة رمزًا للفحولة والرجولة على الشاشة، ولقّبه الجمهور والنقاد بـ”دنجوان السينما المصرية”، ليس فقط لجاذبيته الشكلية، بل أيضًا لأدائه المتمكن الذي تنوّع بين الأدوار الرومانسية والدرامية والأكشن والكوميديا.

من أبرز أفلامه التي لا تُنسى:
“في بيتنا رجل”، “الزوجة رقم 13″، “الرجل الثاني”، “تمر حنة”، “صراع في النيل”، “الطريق”، “لا وقت للحب”، “نص ساعة جواز”، و”غروب وشروق”.

في أواخر السبعينيات، اكتشف رشدي أباظة إصابته بورم في المخ، وتم استئصاله، لكنه عاد من جديد ليهاجم جسده. دخل مستشفى العجوزة وهو يعاني آلامًا مبرحة، لكنه ظل متماسكًا يرفض أن يُعامل كضحية. أصر على دفع تكاليف علاجه بنفسه، وطلب من ابنته قسمت أن تحضر له سيناريوهات جديدة رغم حالته المتدهورة.

نجوم رحلوا قبل الانتهاء من تصوير أدوارهم الفنية
رشدي أباظة

في لحظة إنسانية مؤثرة، استعاد وعيه قبل وفاته بساعات ليرى حفيده أدهم دياب للمرة الأولى، ثم فارق الحياة بعدها في 27 يوليو 1980، ودُفن في مقبرة أنشأها بنفسه في نزلة السمان، بعيدًا عن مدافن أسرته.

 

خلّف رشدي أباظة وراءه أكثر من 150 عملًا فنيًا ما بين سينما ودراما، تُعدّ من أعمدة التراث السينمائي المصري، وجعلت منه أسطورة حقيقية.

بعض أبرز أفلامه عبر العقود:

الخمسينيات: “امرأة على الطريق”، “جميلة”، “تمر حنة”، “الرجل الثاني”.

الستينيات: “في بيتنا رجل”، “الزوجة 13″، “لا وقت للحب”، “الشياطين الثلاثة”.

السبعينيات: “غروب وشروق”، “أريد حلًا”، “حكايتي مع الزمان”، “وراء الشمس”.

الثمانينيات: “سأعود بلا دموع”، “الأقوياء”.

كما جسد بعض الفنانين شخصيته في الدراما:

مسلسل “كاريوكا” (2012) – جسد دوره أحمد رفعت.

مسلسل “الشحرورة” (2011) – قام بدوره بهاء ثروت.

مسلسل “السندريلا” (2006) – ظهر أيضًا من خلال أحمد رفعت.

يبقى رشدي أباظة أكثر من مجرد فنان، بل رمز لفترة ذهبية تفيض بالأناقة والاحترام والموهبة. لا يزال صوته، وصورته، وتعبيراته، تعيش في ذاكرة الأجيال، وكأن الزمن لم يطوِ صفحته بعد.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى