في ذكرى ميلاده.. “علي الكسار” البربري الطيب الذي رسم الضحكة في قلوب الملايين

كتبت / مايسة عبد الحميد
في مثل هذا اليوم من عام 1887، وُلد الفنان الكبير علي الكسار، أحد أعمدة الكوميديا العربية ونجوم الزمن الجميل، الذي خط اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الفن المصري، وترك بصمة لا تُنسى في قلوب الجماهير بابتسامته الفريدة وأدائه العفوي، سواء على خشبة المسرح أو عبر شاشة السينما.
ورغم مرور ما يقرب من سبعة عقود على رحيله، لا تزال أعماله تبهج الأجيال وتُدرّس كأمثلة نادرة في التمثيل الكوميدي الأصيل.
البدايات.. من “دار التمثيل الزينبي” إلى زعامة المسرح
بدأت رحلة “الكسار” الفنية عام 1907 حين أسس فرقته المسرحية الأولى “دار التمثيل الزينبي”، وهو ما مثّل الخطوة الأولى نحو النجومية. لكن انطلاقته الكبرى جاءت عندما أسس فرقته الخاصة باسمه عام 1925، وأدخل إليها رموزاً فنية كبيرة، كان أبرزهم الموسيقار زكريا أحمد، مما منح عروضه المسرحية زخمًا موسيقيًا لافتًا.

في وقت كانت فيه الكوميديا حكراً على طبقة معينة، اقتحم الكسار المجال بشخصية جديدة تمامًا.. “عثمان عبد الباسط” البربري المصري الطيب، ليواجه بها عمالقة الكوميديا مثل نجيب الريحاني وشخصيته الشهيرة “كشكش بك”. وكان ذلك بداية لمنافسة مسرحية شريفة أبهجت الجماهير لسنوات.
رحلة من التحديات.. وأفراح على خشبة المسرح
عام 1920، خطا علي الكسار أولى خطواته في السينما بفيلم قصير بعنوان “الخالة الأمريكانية”، ليبدأ مسارًا مختلفًا من الإبداع. وبلغت شهرته ذروتها في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما سافر إلى الشام وقدّم عروضه المسرحية هناك بنجاح كبير، ليرفع راية المسرح المصري في الخارج.
لكن النجاح لم يخلُ من العثرات. فقد واجه أزمة كبيرة أدت إلى إغلاق مسرحه بعد تقديم أكثر من 160 عرضًا، إلا أنه لم يستسلم، وتحوّل إلى السينما مجددًا ليُقدم سلسلة من الأفلام التي لا تزال خالدة حتى اليوم.

أبرز الأعمال.. كوميديا خالدة
من أشهر أفلامه التي لا تزال تُعرض وتُتناقل بين محبي الكلاسيكيات:
- بواب العمارة
- غفير الدرك
- سلفني 3 جنيه
- عثمان وعلي
- محطة الأنس
- علي بابا والأربعين حرامي
قدم خلالها الكوميديا بشكل ناعم وساخر، يخلو من الابتذال، ويُحاكي وجدان الناس البسطاء.
النهاية.. رحل الجسد وبقيت الروح
في 15 يناير عام 1957، رحل علي الكسار عن عالمنا، لكنه ترك خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا من المسرحيات والأفلام التي كانت مرآة لروح الشعب المصري، وبوصلة للأمل والضحك وسط أصعب الظروف.
تمر ذكرى ميلاده اليوم، لكن ما تركه لا يمر ولا يُنسى.. فالفنان الذي كان يسكن “قلب البسطاء” لا يموت، بل يعيش معهم ضاحكًا في كل مشهد وكل جملة ظلوا يرددونها جيلاً بعد جيل.







