في ذكرى ميلاده.. “هاني مهنا” صانع الألحان الراقية ورفيق عمالقة الطرب
كتابة / دنيا أحمد
يوافق اليوم، 24 مايو، ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير هاني مهنا، أحد أبرز رموز الموسيقى العربية الحديثة، وصاحب البصمة المتميزة في الموسيقى التصويرية والعزف والتلحين، والذي أسهم في إثراء الساحة الفنية بأعمال خالدة وعزف مميز رافق عمالقة الطرب العربي.
وُلد مهنا في محافظة الشرقية، وبدأ رحلته الفنية بثبات ورؤية واضحة، حيث حرص على دراسة الموسيقى أكاديميًا، فحصل على دبلوم الموسيقى من معهد مونتي فردي التابع لمعهد ليوناردو دافنشي، كما واصل دراسته في إيطاليا بمعهد ألفريد أوهانيس، متعمقًا في الهارموني والنظريات الموسيقية والعزف على البيانو، ليصقل موهبته بخبرة أكاديمية نادرة.
بدأ مسيرته مع الموسيقى التصويرية في أوائل السبعينيات، حين وضع أولى بصماته في مسلسل إذاعي عن روز اليوسف، ثم توالت أعماله في هذا المجال في أفلام شهيرة مثل الحب فوق هضبة الهرم والبيه البواب وزوج تحت الطلب، حيث أظهر قدرة استثنائية على توظيف الموسيقى لتعميق الأثر الدرامي.
عزف هاني مهنا خلف كبار نجوم الغناء العربي، على رأسهم أم كلثوم في ليلة حب وحكم علينا الهوى، وعبد الحليم حافظ في قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء، إلى جانب تعاونه مع فريد الأطرش، طلال مداح، فايزة أحمد، وسميرة سعيد، التي تزوجها لسنوات.
عُرف مهنا بأسلوبه الهادئ والمتمكن على آلة الأورغ، وكان يُصنَّف إلى جانب مجدي الحسيني كأفضل من عزف هذه الآلة في عصره، مع تميز خاص نابع من خلفيته الأكاديمية وتكنيكه الراقي.
وفي عام 2013، تم انتخابه نقيبًا للمهن الفنية في مصر، تكريمًا لمسيرته وتأثيره الكبير في الوسط الفني.
هاني مهنا ليس فقط موسيقارًا، بل أيقونة فنية متكاملة، جسّد بعزفه وألحانه روح العصر، وساهم في صنع لحظات خالدة في الذاكرة الموسيقية العربية.
