في ذكرى ميلاده “يوحنا بولس الثاني”.. البابا الذي غيّر وجه الكنيسة والعالم

كتبت / دنيا أحمد
في مثل هذا اليوم، 18 مايو 1920، وُلد كارول جوزيف فوتيلا في بلدة وادوفيس البولندية، ليصبح لاحقًا البابا يوحنا بولس الثاني، أحد أبرز شخصيات القرن العشرين، وأول بابا غير إيطالي منذ ما يقارب خمسة قرون، حين انتُخب في 16 أكتوبر 1978 ليقود الكنيسة الكاثوليكية حتى وفاته في 2 أبريل 2005.
امتدت حبريته نحو 27 عامًا، وهي واحدة من الأطول في تاريخ الكنيسة، قاد خلالها مسارًا إصلاحيًا وروحيًا واسع التأثير، مزج بين الثبات العقائدي والانفتاح على الحوار مع الأديان الأخرى، وكان له دور بارز في إسقاط الشيوعية في بلده بولندا وعدد من دول أوروبا الشرقية.

عرف البابا بشجاعته الفكرية والاجتماعية، فانتقد الرأسمالية المتوحشة كما ندد بالإجهاض والموت الرحيم ورفض سيامة النساء، مما جعله شخصية جدلية بين الليبراليين والمحافظين على حد سواء. رغم ذلك، ظل محبوبًا عالميًا بسبب حضوره الإنساني العميق وتواضعه، وكان أكثر بابا سافر في تاريخ الفاتيكان، زار خلالها 129 بلدًا، متحدثًا بعدد من اللغات بلغ تسعًا استخدمها بطلاقة، بينها البولندية، الإيطالية، الإنجليزية، الألمانية، واللاتينية.
نال البابا شهرة واسعة بفضل مبادراته التقريبية بين المسيحية واليهودية والإسلام، وتكريسه لفكرة “القداسة الشاملة”، إذ أعلن قداسة وطوباوية أكثر من أي بابا سابق خلال قرون.
عاش يوحنا بولس طفولة صعبة فقد خلالها والدته وشقيقه ووالده، وتأثرت حياته المبكرة بالاحتلال النازي لوطنه، ما دفعه للعمل الشاق وخوض تجربة سرية في دراسة اللاهوت. صدمته شاحنة خلال الحرب، ونجا بأعجوبة، ليواصل رحلته الروحية حتى نال السيامة الكهنوتية، ثم الأسقفية، فالكاردينالية، وأخيرًا تولى السدة البابوية.

في الأول من مايو 2011، أُعلن طوباويًا، وتحوّلت ذكراه إلى مناسبة يتوقف عندها العالم لتأمل مسيرة رجل قدّم الكثير من أجل الإنسانية والسلام.






