الشعر والأدبعاجلمقالات

في ذكرى وفاته.. عبد الوهاب الشيخ خليل شاعر الأصالة الذي كتبته الحياة

في ذكرى وفاته.. عبد الوهاب الشيخ خليل شاعر الأصالة الذي كتبته الحياة

في ذكرى وفاته.. عبد الوهاب الشيخ خليل شاعر الأصالة الذي كتبته الحياة
عبد الوهاب الشيخ خليل

تمر اليوم ذكرى وفاة الشاعر السوري الكبير عبد الوهاب الشيخ خليل، أحد أبرز الأصوات الشعرية التي تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ الأدب السوري والعربي. شاعر تميز بجذوره العميقة في أرضه وحبه الصادق لوطنه، حيث كتب عن الإنسان والأرض والأخلاق بلغة نقية وقلب صادق.

وُلد عبد الوهاب الشيخ خليل عام 1926 في مدينة حماة السورية، وتلقى تعليمه الأولي في كتاتيب المدينة حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم قواعد اللغة العربية، ثم أكمل دراسته حتى حصل على شهادة الثانوية العامة، ليتابع لاحقًا دراسته الجامعية ويحصل على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق عام 1968.

رغم تنقله بين عدة وظائف مثل عمله في فلسطين قبل النكبة، ثم كضابط شرطة، فموظف جمارك، إلا أن الشعر ظل هو الرفيق الأول في مسيرته الطويلة. وكان يقول دائمًا: “أنا لم أختر الشعر، بل الشعر هو من اختارني وكتبني”.

في ذكرى وفاته.. عبد الوهاب الشيخ خليل شاعر الأصالة الذي كتبته الحياة
عبد الوهاب الشيخ خليل

بدأت مسيرة عبد الوهاب الشيخ خليل الشعرية منذ شبابه، حيث كان يلقي قصائده في المنتديات الأدبية، وشارك في العديد من المهرجانات المحلية والعربية، خاصة في السعودية التي قضى فيها فترة من حياته.

تميزت كتاباته بصدق الإحساس وعمق المعنى، حيث اختار أن يكون شعره قريبًا من الناس، يتحدث بلغتهم وينقل آمالهم وآلامهم ببساطة راقية. ورغم أنه لم يسع وراء الشهرة الإعلامية، إلا أن قصائده تركت أثرًا عميقًا في وجدان كل من سمعها أو قرأها.

منجز أدبي وثقافي

أصدر الراحل ديوان “مناجاة الشموع” عام 1978، ثم ديوان “سماط الروح” عام 2003، وهما من أبرز أعماله التي خلدت اسمه بين شعراء الأصالة. كما كتب سلسلة من المقالات النثرية التي أطلق عليها “أوراق”، والتي وثّق فيها الحياة الاجتماعية والإنسانية في مدينة حماة خلال القرن العشرين.

انضم إلى اتحاد الكتاب العرب عام 1978، وكان حريصًا على دعم الشعراء الشباب وتشجيعهم على القراءة العميقة والتمسك بالهوية الثقافية.

تكريم في حياته ورحيل هادئ

في السنوات الأخيرة من حياته، كرّمه اتحاد الكتاب العرب ومديرية الثقافة في حماة تقديرًا لعطائه الشعري المميز. توفي عبد الوهاب الشيخ خليل في 2 يوليو 2018 عن عمر يناهز 92 عامًا، بعد رحلة مليئة بالحب والعطاء والكلمة الصادقة.

يبقى عبد الوهاب الشيخ خليل حاضرًا في ذاكرة الأدب السوري كصوت نقي حافظ على قيمة الشعر وأصالته. كان يؤمن أن الشعر رسالة إنسانية، وأن الكلمة الطيبة قادرة على مداواة جراح القلوب.

وفي ذكراه اليوم، يستعيد محبوه كلماته العذبة التي خلدت تفاصيل الوطن، ويستحضرون صورته البسيطة كشاعر عاش بصدق ومات بسلام.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى