في ذكرى وفاته.. مكرم عبيد باشا: مفكر وطني ومهندس العدالة الاجتماعية في مصر الحديثة

كتبت: دنيا أحمد

تحل اليوم، الخامس من يونيو، الذكرى الرابعة والستون لوفاة السياسي والمفكر المصري مكرم عبيد باشا (1889 – 1961)، أحد أبرز رموز الحركة الوطنية في مصر في النصف الأول من القرن العشرين، وأحد أعمدة حزب الوفد التاريخيين.

وُلد مكرم عبيد في محافظة قنا عام 1889، ودرس القانون في جامعة أوكسفورد البريطانية، حيث نال ما يعادل درجة الدكتوراه عام 1912. عمل في بداية حياته المهنية سكرتيرًا لصحيفة الوقائع المصرية، ثم سكرتيرًا خاصًا للمستشار البريطاني في القاهرة خلال الحرب العالمية الأولى، قبل أن يتجه إلى المحاماة ويصبح نقيبًا للمحامين.

انضم إلى حزب الوفد عام 1919، وشارك ضمن الوفد المرافق للزعيم سعد زغلول في رحلته إلى أوروبا، ونُفي معه إلى جزيرة مالطا عقب ثورة 1919. وبعد وفاة زغلول، أصبح مكرم عبيد سكرتيرًا عامًا للوفد، وشغل عدة مناصب وزارية منها وزير المواصلات (1928) ووزير المالية بعد معاهدة 1936، حيث حصل حينها على لقب الباشوية.

عُرف عن مكرم عبيد تفكيره الاجتماعي المتقدم، فكان أول من اقترح تأسيس النقابات العمالية ووضع كادر للعمال، كما أرسى نظام التأمين الاجتماعي، وأدخل نظام الضريبة التصاعدية على الدخل، وساهم في وضع نظام التسليف العقاري الوطني.

شهدت علاقته بحزب الوفد توترًا في سنواته الأخيرة، ما دفعه إلى الانشقاق وتأسيس الكتلة الوفدية، وقدم آنذاك ما عُرف بـ”الكتاب الأسود” الذي تضمن اتهامات مالية بحق بعض قيادات الحزب، وهو ما تسبب في عزله من البرلمان واعتقاله لاحقًا.

تميّز مكرم عبيد ببلاغته الخطابية وإتقانه الشديد للغة العربية، وظل حتى وفاته في 5 يونيو 1961 رمزًا للوطنية والنزاهة والتفكير الاجتماعي الرائد.