في مثل هذا اليوم.. زلزال أنطاكية المدمر عام 526 يودي بحياة ربع مليون شخص ويحوّل المدينة إلى رماد

كتبت/ دنيا أحمد
في أواخر شهر مايو من عام 526م، شهدت مدينة أنطاكية السورية زلزالًا كارثيًا يُعد من بين أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في التاريخ، حيث قُدّر عدد ضحاياه بما يقارب 250 ألف شخص، وفقًا لبعض الروايات. وقعت الكارثة خلال عهد الإمبراطور البيزنطي جاستين الأول وفي فترة ولاية القنصل أوليبريوس، وتزامنت مع توافد أعداد كبيرة من الزوار إلى المدينة للاحتفال بعيد الصعود، ما ساهم في ارتفاع حصيلة الضحايا.
بلغت قوة الزلزال التقديرية نحو 7 درجات على مقياس قوة الأمواج السطحية، وشدّته تراوحت بين الدرجة الثامنة والتاسعة على مقياس ميركالي المعدل في مركز الزلزال بأنطاكية، بينما سُجلت شدة أقل في ضواحيها مثل دافني وسلوقية بيريا الساحلية. لم تتوقف الكارثة عند الهزة الأرضية، بل تلتها حرائق مروعة استمرت لأيام، أتت على ما تبقى من مبانٍ، وأدى هبوب الرياح إلى تفاقم النيران لدرجة أن السماء بدت وكأنها تمطر نارًا.

ومن بين أبرز المعالم التي دُمرت كانت كنيسة دوموس أوريا التي شيدها قسطنطين الكبير، والتي التهمتها النيران بالكامل بعد أسبوع من الزلزال. وخلّفت الحرائق دمارًا شاملًا في المدينة، ما أدى إلى نزوح جماعي، حيث فرّ السكان وسط الفوضى والخراب، وتعرض الكثير منهم للنهب والقتل أثناء محاولاتهم النجاة.
وقعت هذه الكارثة في منطقة زلزالية نشطة تقع عند تقاطع معقد لعدة صفائح تكتونية، منها الصفيحة الإفريقية والعربية والأناضولية، ما جعل المنطقة عرضة للزلازل الكبرى عبر التاريخ. واستمرت توابع الزلزال في ضرب المنطقة لما يقرب من 18 شهرًا، ما زاد من معاناة السكان وحجم الدمار.

زلزال أنطاكية عام 526م لا يزال يُذكر بوصفه واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي عرفتها البشرية، لما خلّفه من دمار هائل وخسائر بشرية مروعة، حولت مدينة مزدهرة إلى أنقاض وأطلال مهجورة.






