في مثل هذا اليوم قبل 20 عاما.. مقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة
في مثل هذا اليوم رصدت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2، أحد أشد المشاهد إيلاما في ما يعرف بانتفاضة الأقصى، والصبي محمد الدرة يلفظ أنفاسه بجانب والده المنهار خلف أسطوانة إسمنتية في غزة.
لم تستطع يدا والده وهما تلوحان أمام الرصاص المتطاير أن تحمياه في اليوم الثاني لانتفاضة الأقصى عام 2000، وسقط صريعا في لحظات قاسية وعنيفة ضاقت فيها الدنيا وأظلمت.
لحظات مرعبة صادمة تداهم كل من يشاهد هذا القتل المجاني على الهواء مباشرة، كما لو أنه يحدث فعلا آلاف المرات، بقدر ما يتحمل المرء رؤيته، حينها، تراجع الجيش الإسرائيلي عن أسف كان أعرب عنه لمقتل الصبي الصغير محمد خلف والده جمال، وأكد أن تحقيقاته أفضت إلى أن الفتى قتل برصاص قوات الأمن الفلسطينية.
المشهد أثار تعاطف الكثيرين من العالم، لكن الصدمة والذهول هما الوحيدان اللذان بقيا ينطقان بلسان الحال في كل عام تحل فيه ذكرى مقتل محمد الدرة في هذا المشهد المأساوي الذي يبدو كما لو أنه أبدي.
جمال من مواليد 1966، عاش مع زوجته أمل وأطفالهما السبعة في مخيم البريج للاجئين الذي تديره الأونروا في قطاع غزة. وكان جمال نجارًا ومصممًا للمنازل، وكان يعمل مع موشيه تمام، وهو مقاول عام إسرائيلي، لمدة 20 عامًا.
جاءت الكاتبة الإسرائيلية هيلين سكاري موترو للتعرف عليه عندما وظفته للمساعدة في بناء منزلها. وكتبت في عام 2000 عن سنواته التي قضاها وهو يستيقظ في تمام الساعة الثالثة والنصف صباحًا ليلحق الحافلة إلى المعبر الحدودي في الرابعة، ثم الحافلة الثانية من غزة حتى يتمكن من الوصول إلى العمل قبل السادسة.
تم إغلاق الحدود في يوم الحادث بسبب أعمال الشغب، وهذا هو سبب عدم تواجد جمال في مكان العمل. محمد وهو من مواليد 1988، كان طالبًا بالصف الخامس الابتدائي، ولكن تم إغلاق المدرسة في ذلك اليوم بسبب الاحتجاجات.