قاسم أمين المناضل المستشار زعيم الحركة النسائية “مشواره”
كتبت: دعاء سنبل
قاسم أمين كان قاضياً وكاتباً وأديباً، ومصلحاً اجتماعياً أيضاً، اشتهر بأنه زعيم الحركة النسائية في مصر ومحرر المرأة المسلمة، كما اشتهر بدفاعه عن الحرية الاجتماعية بدعوته لتحقيق العدالة، بإنشائه الجامعة المصرية، بدعايته للتربية في سبيل النهضة القومية.
نشأته:
ُولد قاسم أمين على الأرجح في 1 ديسمبر 1863م الأب تركي وأم مصرية من صعيد مصر، من أسرة من أوساط المصريين، كان والده “محمد بك أمين” قبل مجيئه إلى مصر واستقراره بها واليا على إقليم “كردستان”.
دراسته:
كما أتم تعليمه الابتدائي والثانوي والعالي في مدارسها، وأكمل دراسة القانون في فرنسا.وقضى فيها أربعة أعوام من سنة 1881 إلى 1885م يدرس المجتمع الفرنسي.
كما يطلع على ما أنتجه المفكرون الفرنسيون من المواضيع الأدبية والاجتماعية والسياسية وراعه في فرنسا تلك الحرية السياسية التي تسمح لكل كاتب أن يقول ما يشاء حيث يشاء.
قاسم أمين المناضل المستشار وبداياته:
بعد عودته من فرنسا إلى مصر، أقام مبدأ الحرية ومبدأ التقدم على أسس من الثقافة العربية المسلمة بشكل خاص و الثقافة المصرية بشكل عام وكان مثله في الرأي الإمام محمد عبده في الإصلاح.
فقد رأى أن كثيراً من العادات الشائعة لم يكن أساسها الدين، وقد كتب في جريدة المؤيد تسعة عشر مقالاً عن العلل الاجتماعية في مصر.
دعوته لتحرير المرأة:
كان يرى أن تربية النساء هي أساس كل شيء، وتؤدي إلى إقامة المجتمع المصري الصالح، وتخرج أجيالاً صالحة من البنين والبنات.
فقام يعمل على تحرير المرأة المسلمة بوجه عام والمرأة المصرية بوجه خاص. وذاعت شهرته فقد كان قاضياً وتدرّج في مناصب القضاء حتى أصبح مستشاراً.
مؤلفاته:
في عام 1898م أخرج كتابه” تحرير المرأة” وفي عام 1900م ألف كتابه” المرأة الجديدة” وتكلم المترجم في كتابه الأول عن الحبرة و اليشمك التي كانت منتشرة في عصره.
كما تعدد الزوجات والطلاق و فهم أساسياته بشكل سليم و واضح .وأثبت أن العزلة بين المرأة والرجل لم تكن أساساً من أسس الشريعة، وإن لتعدد الزوجات والطلاق حدوداً يجب أن يتقيد الرجل بها.
دعا أمين إلى تحرير المرأة لتخرج إلى المجتمع و تتعلم مثلها مثل الرجل و تخرج للعمل و تحتك بالمجتمع وتلمّ بشؤون الحياة.
المرأة الجديدة:
كما طالب بكتابه الثاني” المرأة الجديدة..”الذي أهداه إلى صديقه الزعيم المحبوب سعد زغلول باشا بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها، وحقوق المرأة السياسية.
لقد قاد المترجم المصلح الحركة الأولى وتبعه كثير من الزعماء، وكان للسيدة هدى الشعراوي كل الأثر في تنفيذ ما دعا إليه.
الهجوم عليه بسبب دفاعه عن حقوق المرأة:
كما لقيت هذه الآراء عاصفة من الاحتجاج والنقد، وقام الكتاب والقراء يردون على كتابه الأول الذي أثار جدلا، علىأن المترجم لم يتزعزع أمام هؤلاء النقاد، فقد ظل سنتين يدرس الكتب والمقالات للرد عليها.
ودعا إلى تحرير اللغة العربية من التكلف والسجع، فقد كان أديباً فذاً، لكن أحداً لم يتفق معه على التحرر من حركات الإعراب، فماتت دعوته في مهدها.
رحيل المناهض من أجل حرية المرأة:
رحل محرر المرأة ، في 23 أبريل سنة 1908م، عن عمر يناهز الـ 45، في حفل عيد ميلاد ابنته الذي أقامه كبداية لتطبيق آرائه ووجهة نظره اولاً على نفسه وعلى عائلته، ولو امتد أجله إلى اليوم لرأى آثاراً لدعوته تتجلى في حياة الشرق العربي.
وبعد وفاته ندبه سعد باشا زغلول وأراد أن يؤنبه فكان تأبينه ندباً وتعداداً وبكاء وعلي العقل المستنير الذي توفي .