قصة إطلاق “مدفع رمضان” في مصر وحكايته
كشف مسؤول في وزارة السياحة والآثار المصرية، تفاصيل إعادة إطلاق مدفع رمضان من جديد داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة. اليوم الثلاثاء، لأول مرة منذ العام 1992.
وقال رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أسامة طلعت إن “مدفع رمضان” الشهير بالقلعة. وكما توقف عن العمل قبل قرابة 30 عامًا وتم تخزينه داخل السياج الخشبي لمتحف الشرطة. وأصابه الصدأ، ورادوتنا فكرة إعادة إحيائه في أول أيام شهر رمضان.
وأضاف أن المدفع تعرض خلال فترة توقفه لعوامل التعرية كالشمس والمطر والتراب بالإضافة إلى صدأ الفوهة ذاتها. وكما جرى العمل خلال الأيام الماضية على إزالة طبقات الصدأ وتلميعه وإعادة تليين. وتحديث الأجزاء الميكانيكية، ليعود للعمل من جديد اليوم وحتى نهاية الشهر.
وأشار إلى إطلاق شعاع ليزر متواجد أسفل المدفع بالتزامن مع لحظة غروب الشمس وعند موعد الإفطار. لتصدح في سماء القاهرة، إيذانًا بالإفطار.
ويعود تاريخ إنتاج المدفع الأشهر في مصر إلى عام 1871، وهو عبارة عن ماسورة حديدة ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد.
وبيّن رئيس قطاع الآثار الإسلامية، أن هذا المدفع توقف عدّة مرات على مدار التاريخ. حين تعطل أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية، وتم إحياء فكرته مرة أخرى بالتزامن مع أعمال ترميم قلعة صلاح الدين الأيوبي عام 1985.
وكما قال إن تشغيل مدفع رمضان أحدث حالة من حالات البهجة. ولاحظنا هذا على مواقع التواصل الاجتماعي، ويأتي ضمن خطة رفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية.
وأضاف: “شكّل إطلاق المدفع لدى كبار السن في هذا الجيل ارتباطًا وجدانياً معهم خلال شهر رمضان. وإذ كان ينطلق في القاهرة، مع تواجد مدافع في بعض عواصم المحافظات مثل الإسكندرية والأقصر وأسوان والإسماعيلية”.
تاريخ المدفع
وكشف المسؤول الآثري المصري عن وجود عدّة روايات بشأن حقيقة قصة مدفع رمضان. إلا أنها جميعها تؤكد على أنها نشأت في مدينة القاهرة. وتحديداً بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة.
وأوضح أن من بين هذه القصص أن مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكي خشقدم. وحين أراد أن يجرب مدفعاً جديداً وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام 1467. فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها. وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذاناً بموعد الإفطار.
وهناك قصة أخرى تقول إن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة. وتصادف أن ذلك كان وقت آذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي اتبع تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار، وعندما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوى إصدار “فرمان” يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة فاطمة. وفيما بعد أضيف إطلاقه في السحور والأعياد الرسمية، بحسب الدكتور أسامة طلعت.
وكما يُعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من موقع. وهو يعرض حالياً بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة.