مقالات

قصة قصيرة … الخطاب الأخير بقلم :جهاد رمضان

 قصة قصيرة … الخطاب الأخير بقلم :جهاد رمضان

قصة قصيرة ... الخطاب الأخير بقلم :جهاد رمضان
أرشيفية

وقفت تستند على عصاتها وقدميها ترتعشان ،اصوات أنفاسها تخترق هدوء البيت المميت. جلست بالشرفه تنظر إلى قرص الشمس الساطع وأشعتة الذهبيه التى تمتد على الطاولة فى ذالك اليوم لتدفى ثنايا الشرفه إلى درجه الألتهاب تحسست بيدها إلى”دبلتها “بأصبعها تناولت. ورقه وقلم وضعتها على الطاوله وكتبت خطابها الأخير

عزيزى عبد الحميد 

سأختصر عليك طريق طويل من المحاكم والقضايا ،فأنا كما تعلم ياعزيزى لم اقبل بالهزيمه ولا احب الأنتظار 

 لوكنت ادركت قيمه الاشياء منذ بدايتها لعلمت المفهوم الحقيقى للسعاده ،ليتنى ادرك المعنى الحقيقى للحياه منذ البدايه ،فلم تكن الحياه عادله معى منذ طفولتى. فقد كان زواجى بك وسيله للهروب من عائلتى الفقيره المتعصبه الأفكار

 ..فكنت اظن “اننى أم مثاليه” فلم أنسى سنين العشق والشوق لطفل جميل يخلق بداخلى يشاركنى تفاصيل يومى ،كدت ان اجن عندما حملت زوجه اخيك وانا اراها تسكن معى بالطابق السفلى يزداد حجم بطنها وانا مايقرب لخمسه أعوام لم أحمل ،اتبع كل التعليمات ،لقاءنا احسبه بدقه ،جعلت منك اداه فقط للإنجاب ولم أنتبه يوما لشعورك. اشكو دائما من ضيق عيشتنا. و انك السبب فى كل ذالك ودائما تصفنى بالجحود على النعم وهل التمنى فى عيشه افضل يعتبر جحود !؟

احلم ببيت جميل بدل بيت زواجنا المتهالك ،…هل الحلم جحود على النعم أم طموح للأمام !

انت لم تفهمنى ولم تحاول فهمى كونك شخص عاطفى لا تفكر سوى ان تجتاز يومك بسلام ولو اكلت كل يوم خبز جاف ما تأذيت ولا تتأفف .

لم انكر ان اشتعل قلبى حسره حين وضعت “سالى” زوجه اخيك “حاتم” ابنتها دارين مايقرب من عام واحد من زواجها 

“دارين “طفله رائعه الجمال ،فى حين اخبرنى الطبيب ان لايوجد ما يبشرنى به فقد استنفذ حلوله وخبرته معى. واصبح الأمر بيد الله.

بكيت كثير ،اردت حينها ان تظهر بعض التاثر ولكنك كنت تشفق على كعادتك وتستعجب من قله ايمانى وانى سأندم على ذالك فى زمن ما …اه.. ليتنى كنت اعقل كلماتك حينها. ولم تصدق ما فعلته ،كنت معميه العين. فى تلك الليله العينه حين خرجت سالى لشراء متطلبات وكنت انت وحاتم بالعمل واوصتنى. ان اكون حريصه على سماع صوت دارين لانها تركتها نائمه بشقتها وتركت الباب مفتوح نعم ..انا من فعلت ذالك !

أخذت زجاجه .

انجبت اولادنا على وحسن تؤم جميل ،اصبحو هم شغلى الشاغل وكيف ابنى مستقبلهم، عملت بالتمريض بالمشفى والتمريض الخاص 

انت تقول انى انانيه لترككم كل الوقت بمفردكم من اجل العمل ،اتهمتنى بالجحود ..ولم تعلم ان الجاحده هذيه كانت تبكى كل ليله من شده الألم والتعب الجسدى. ونسيت اننى انثى لديها مشاعروعشت من اجل جمع المال لكم 

وتركت لك مسئوليه الأولاد ،فكيف كان على ان اعيش على مرتب عملك ؟! وبالفعل استطعت جمع المال لشراء منزل بمنطقه راقيه ولكن توقف امامى على عشرون الف جنيه لمضى العقد 

اتعرف شئ ؟لا لا تعرف كيف ستعرف وانت تصفنى بالجحود !

قمت بلبس ثوب قديمه رثه وربط قدمى بشاش كثير واخذت ازحف بالشوارع أمد يدى بالعون حتى استجمعت المبلغ واشتريت البيت ولم تشكرنى على ذالك 

بل اكتشفت انك على علاقه غراميه مع زميلتك بالعمل. وقمت بابلاغ مديرك عن هذيه العلاقه وطلبت منه نقلك إلى الواحات وكل ذالك حدث بالمال يا عبد الحميد المال الذى كنت تقول انه غير مهم لنحيا حياه سعيده 

ذاب عمرى فى العمل بنيت عماره بوسط البلد وكبر اولادنا وسافرا إلى استراليا ليبنو مستقبلهم  واندلعت حريق بالطائره لينجو اولادنا بعد حدث إعاقه بقدم حسن وفقد على النطق هاهى عداله السماء التى طالما خشيت حدوثها و شعرت بالفقد كما كنت تشعر ومراره المال من دون الحب وذهبت لمديرك لينقلك للقاهره بعد عشر سنوات قضيتها بالواحات عدت ولكنك لست كما انت شخص هزمته الحياه حاولت ان نتقرب ثانيه ولكنك رفضت ولأول مره اراك بتلك القسوه وتفاجئنى بقضيه طلب الطاعه لأعود معك العيش فى حطام بيت الزوجيه كعقاب لى عندما اخبرك احد اصدقاءك انى السبب فى نقلك للوحات  

ها انا ذا كشفت لك اوراقى ،واعزرنى ان كان كلامى جاء غير مرتب فقد اكتشفت انى على مدار حياتى الكامله خسرت الكثير من سلامى الداخلى لجمع المال. وستصييك هستريا من الضحك عندما تعلم ان برغم من كل البيوت التى بنيتها سأموت قريبا كما قال لى الطبيب انى بمرحله متأخره من الورم النخاعى والعجب كل العجب انى سأترك مابنيت لأسكن المقابر. وقد الهتنى الدنيا ولم اتقرب إلى الله لحظه واكتشفت انى ما بنيته لم اخذه معى  

وداعا سأختفى بمكان بعيد لعلى اصلح مابينى وبين ربى ويكون لى مكان بين عرش رحمته

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى