قناة السويس وعملة البريكس
بقلم : حماده عبدالجليل خشبه
تعد قناة السويس أحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث تعبر عنها حوالي 12% من حركة التجارة العالمية. ومع ذلك، فإن اقتراح موضوع تشغيل القناة باستخدام العملة المشتركة لمجموعة بريكس ، موضوعًا يستحق النقاش الجاد. فمن الواضح أن هناك اتجاهًا متزايدًا للدول الأعضاء في منظمة بريكس لتحقيق الاستقلالية المالية والتخلص من الاعتماد الكبير على العملات الأجنبية الرئيسية. ومع تاريخ السويس المهم كأحد أهم الطرق المائية في العالم، يمكن أن يكون تشغيلها بالعملة البريكس خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف.
في الواقع، يعد تبني العملة المشتركة لمجموعة بريكس في تشغيل القناة خطوة جريئة ومثيرة للجدل. فعلى الرغم من أن مجموعة بريكس تمثل قوة اقتصادية ناشئة وتتمتع ببعض الثقة الدولية، إلا أنها لا تزال تعاني من العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية. وبالتالي، فإن استخدام العملة المشتركة لمجموعة بريكس قد يؤدي إلى تعقيدات إضافية في عملية تشغيل القناة وإدارتها.
علاوة على ذلك، يثير استخدام العملة المشتركة لمجموعة بريكس مخاوف بخصوص الاستقرار المالي والاقتصادي للقناة. فقد يتعرض تداول العملة المشتركة للتقلبات والتحديات الاقتصادية المتوقعة لمجموعة بريكس، وهو ما قد يؤثر سلبًا على العمليات المالية للقناة ويعرضها للمخاطر الاقتصادية الكبيرة.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر تشغيل القناة بالعملة المشتركة لمجموعة بريكس على التجارة والعلاقات الدولية. فالدول والشركات التي لا تتبع مجموعة بريكس قد تواجه صعوبات في التعامل مع القناة وتنفيذ عمليات التجارة الخاصة بها. وهذا قد يؤدي إلى تحولات في توازن القوى الاقتصادية العالمية وزعزعة استقرار النظام الاقتصادي العالمي.
بشكل عام، يتطلب تشغيل القناة بالعملة المشتركة لمجموعة بريكس دراسة دقيقة وتقييم شامل للآثار المحتملة على القناة والاقتصاد العالمي. فعلى الرغم من أن هذا الاقتراح قد يعزز التكامل الاقتصادي بين دول مجموعة بريكس، إلا أنه يجب أيضًا أن يؤخذ في الاعتبار التحديات والمخاطر المحتملة التي قد تنجم عنه. وفي نهاية المطاف، يجب أن يتم اتخاذ القرار بجدية وفقًا للمصلحة العامة واستقرار القناة والاقتصاد العالمي .
حفظ الله مصر شعبا وقيادة