قيمة الشباب ومكانته في الإسلام بقلم: الشيخ عبد العزيز زيدان

الشباب هم عماد حضارة الأمم وسر نهضتها لأنهم في سن الهمه والجهود المبذولة. وسن الشباب سن البذل والعطاء. وسن التضحية والفداء وغالبا ما يمثل الشباب النسبة العظمى من السكان الأمر الذي يقتضي مزيدا من الاهتمام به. واستثماره حيث يعتمد نمو خيرات هذه المجتمعات على مدى وحدوي عنصر الشباب فيها.

العنصر الأول: خصائص الشباب

مما لا شك فيه أن الشباب يتميز بخصائص لا توجد فى غيره:

1- فهى الفترة التي يتمتع فيها بكامل قواه الجسدية فهو قد تعدى مرحلة الصعود “الطفولة”. ولم يبدأ مرحلة الانحدار “الشيخوخة”

2- الشباب هم رجال الغد وآباء المستقبل وعليهم مهمة تربية الأجيال القادمة .

3-فى صلاح الشباب صلاح للأمة وفى فسادهم فساد لها لأنهم القوة المتحركة في المجتمع .

4- الشباب لم يكتمل نضجه بعد فهو قابل للتشكل والتغيير فإن كان توجه إلى الخير قبله. ونفع الله به وإن كانت الأخرى فالدمار مصيره.

5- الشباب مرحلة القوة كما قال تعالى فى سورة الروم “الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبه.

6- ومما يدل على أن مرحلة الشباب هي أفضل مراحل العمر ان الله تعالى عندما يجازى الناس يجعل أهل الجنة شبابا لا يهرمون أبدا. وذلك من كمال السعادة.

العنصر الثانى: الشباب في القرآن الكريم

صور القرآن الكريم حقيقة الشباب في قصة أصحاب الكهف وهم شباب قاموا داعين لتوحيد الله تعالى في مجتمع طغت فيه الوطنيه وانتشر فيه الإلحاد قال تعالى فى سورة الكهف”إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى “ولفظ الفتية ينطبق على المراحل الزمنية التي يطلق عليها مرحلة الشباب بكل خصائصها وسماتها..

العنصر الثالث: الشباب فى السنة النبوية

1- مدح صلى الله عليه وسلم الشباب بصفة عامة فقال “فحالفني الشباب. وخالفني الشيوخ”إشارة إلى أن أكثر من وقفوا معه فى دعوته إلى الله هم الشباب.

2- كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يطلب مشورة الشباب وينزل على رأيهم كما حدث فى غزوة أحد حين نزل على رأيهم لملاقاة المشركين خارج المدينة.

3- ولأهمية الشباب خصهم صلى الله عليه وسلم بالذكر حين قال”يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء أي قاطع للشهوة”

4- وقد حث صلى الله عليه وسلم الشباب على فعل الخير والطاعة وبين لهم فضل العبادة ولا سيما فى مرحلة الشباب فقال “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم وشاب نشأ في عبادة ربه فجعل صلى الله عليه وسلم منزلة الشاب الطائع لله إلى منزلة الإمام العادل لمرحلة الشباب من خصائص تميزها عن غيرها من مراحل العمر..

العنصر الرابع: دور الشباب فى حاضر الوطن ومستقبله

وجه الإسلام الشباب إلى استثمار طاقاتهم فيما ينفع العباد والبلاد وذلك عن طريق العلم والعمل فدعا إلى الأخذ بالعلم وحث على طلبه فقال “يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”وكان صلى الله عليه وسلم يختبر ذكاء الشباب ويعهد إليهم بما يتفق وإمكانات كل واحد منهم فجعل سيدنا مصعب بن عمير اول سفير فى الإسلام وأمر أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن يتعلم السريانية فتعلمها فى وقت قصير .وكان صلى الله عليه وسلم يحاور الشباب والفتيان ويصحح لهم الأخطاء والمفاهيم بالحكمة والموعظة الحسنة كالسابق الذى يطلب من رسول الله إن يرخص له فى الزنا صاح الناس فقال “مه” فقال النبى للشاب ادن مني وأخذ يقول له أترضاه لأمك ولابنتك ولاختك ولعمتك ولخالتك كل ذلك والشاب يقول لا ثم وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه “وفى نهاية الحديث ندع الله تعالى أن يحفظ شبابنا بحفظه ويرعاك برعايته…