كأس العرب من بداية الانطلاق حتى لقاء الحسم بنسخة قطر 2021
كتب: د. محمد كامل
بطولة كبيرة مقاما ، رفيعة قدرا ، ضرورية سياسيا ، كأس العرب والتى بدأت قديما وكانت تسير على سطر وتترك مئات الأسطر.
بدأت تلك البطولة عام ١٩٦٣ بأرض الشام ، بدأت بلبنان الجميله وفازت تونس الخضراء بأول نسخة ، توقفت لمدة مايقارب من عشرين عاماً وبالطبع كان للأوضاع السياسية العامل المؤثر فى هذا ، استئنفت عام ١٩٨٥ ثم تقطعت حتى عام ٢٠١٢ حيث كانت آخر بطولة من تنظيم الإتحاد العربي قبل أن تتولى الفيفا تنظيم أخر نسخة عام ٢٠٢١ بالدوحة.
استطاعت خمس دول حصد الألقاب التسعة التى أقيمت وكان لبلاد الرافدين العراق نصيب الأسد حيث فازت أربعة مرات ، تليها السعودية مرتين ، وكلا ومن الفراعنة وتونس والمغرب لقب واحد ، البطولة الحالية تمثل تحدى كبير لمعظم المنتخبات والتى حالياً وصلت لمرحلة حسم اللقب حيث يواجه محاربو الصحراء ، نسور قرطاج على لقب العرب فى نسخة تعتبر الأقوى والأجمل ، فى حين يلتقى منتخب الفراعنة مع العنابى القطرى فى مباراة تحديد المركز الثالث ، وهنا بيت القصيد مواجهة أشقاء بين منتخبين من المفروض تجمع بينهم روابط عديدة منها الهوية واللغه ، أشقاء وأخوة ، إذا عكرت صفوهم عوامل خارجية ، أن الأوان أن تعود المياه لمجاريها ، حان الوقت للتقرب الرياضة ما أفسدته عوامل أخرى ، أرى المكسب الحقيقى فى البطولة أن نرى لاعبو منتخب مصر وقطر وهم يتصافحون فى كل ود ومحبة ، ليس المكسب فوز الجزائر أو تونس بقدر ما وجدت من تلاحم ومحبة بين لاعبو الجزائر والمغرب فى مباراتهما ، ذابت خلافات الصحراء الغربية فى مشهد كروى ،سعدت جداً بما وجدت من روح طيبة بين أفراد المنتخبين القطري والاماراتي ، هكذا تكون الإخوة وهكذا نقطع الطريق على أى أحد يحاول شق الصف وزيادة الفُرقة.
منذ أكثر من قرن من الزمان كان التجول بين دول تلك البطولة طبيعى كأنك تتجول فى محافظات بلدك ، قبل أن يضع المستعمر الفواصل والحدود كان وطنا واحدا من المحيط للخليج ، كان قلبا واحد تنبض كل أطرافه داخل جسد واحد ، نرجو من جميع الدول الاستمرار فى تلك التجمعات التى من شأنها تقليل المسافات بين أفراد الوطن العربى ونتمنى استمرار انعقاد البطولة بصفة دائمة ، هى بالفعل بطولة الأشقاء وملتقى الأخوة والاحباء.