كومان .. مدافع الطواحين الهولندية الذي جاء لإنهاء عصر “ميسي”
لم تتوقف خسائر البارسا على ضياع لقب بطولة الدوري فحسب، بل امتدت إلى أبعد مدى بعد الخسارة المدوية والمُخزية التي تلقاها أمام نظيره البافاري بايرن ميونيخ Bayern Munich، الذي أمطر شباكه بثمانية أهداف مُقابل هدفين، وهي الفضيحة الأكبر في مسيرة البرشلونيين بالتشامبيونزليج خلال العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين.
ومع تولي مدافع الطواحين الدولي الأسبق، مقعد القيادة الفنية للفريق الكتالوني، بعد الخسارة الفادحة التي تلقاها بالدور قبل النهائي لدوري الأبطال الأوروبي أمام بايرن ميونخ Bayern Munich، كأحد الحلول الناجعة التي لجأ إليها مسؤولو قلعة البلوجرانا، بات عرش البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي مهددًا وبقوة، وبخاصة مع سلسلة الإجراءات الحازمة، التي لجأ إليها رونالد كومان، بمجرد استلامه لزمام الأمور.
وقطع رونالد كومان الطريق على أي محاولة ممكنة من ليونيل ميسي لقلب الطاولة عليه كمدير فني، بعد حصوله على الضوء الأخضر لنسف مراكز القوة داخل الفريق، التي بدأت بالاستغناء عن 4 من أعمدة الفريق الرئيسية، والتي كانت حتى وقت قريب، تمثل حائط الصد المنيع، ضد أي قرار يسعى لزعزعة سيطرة البرغوث الأرجنتيني، على زمام الأمور داخل قلعة البلوجرانا.
وأجرى رونالد كومان، المدير الفني الجديد لنادي برشلونة، مجموعة من الاتصالات المُقتضبة بعدد من لاعبي الفريق، أخطرهم فيها بعدم حاجته إلى خدماتهم خلال الموسم الجديد، وهو الأمر الذي أشعل فتيل الصدام المُرتقب بين الدبابة الهولندية والساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وأكد المدير الفني الجديد للبلوجرانا، عدم دخول الأوروجواياني لويس سواريز، والكرواتي إيفان راكيتيتش، والتشيلي أرتورو فيدال، والفرنسي صامويل أومتيتي؛ ضمن خطته للموسم الجديد، وهو القرار الذي كان بمثابة القشة التي قصمت العلاقة ما بين ميسي وبرشلونة، خاصة مع التصريحات التي سبقت هذا الخطوات التصعيدية التي اتخذها رونالد كومان، وذلك وفق التسريبات التي كشفتها صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية.
وجاءت إجابات مدافع الطواحين الهولندية الأسبق، والمدرب الحالي لفريق برشلونة الإسباني، ردًا على سؤال وجه له خلال مؤتمر تقديمه في النادي الكتالوني، حول الأفضل بينه وبين ميسي في تنفيذ الركلات الحرة المباشرة، لتثير حفيظة البرغوث الأرجنتيني، الذي اعتبرها بمثابة رسالة خفية، تؤكد نوايا المدير الفني الحقيقية تجاهه.
ورد المدير الفني الجديد لنادي برشلونة الإسباني على سؤال: هل هو الأفضل في تنفيذ الركلات الثابتة أم ميسي؟ قائلًا: “من الجيد أن تحظى بلاعب يُجيد تنفيذ الركلات الركنية والحرة في فريقك، وهو الرد الذي اعتبره ليونيل ميسي تقليلًا من إمكاناته كأفضل لاعب في العالم، ورسالة ضمنية- لا لبس فيها- من رونالد كومان، بنيته الإطاحة به خارج جدران قلعة البلوجرانا.
فيما برهنت خطة اللعب التي ينوي المدرب الجديد استخدامها، عن قُرب الصدام الأخير بين كومان وميسي، بسبب التعديلات التكتيكية التي ينوي تطبيقها على أرضية الملعب خلال الفترة القادمة، والتي تحد من حريته كقائد للفريق، ما لم ينل رضا البرغوث، الذي صرح لبعض المُقربين منه، بأنه اتخذ قراره بالرحيل عن الفريق الكتالوني في أقرب وقت، وفق ما أعلنته صحيفة “دون بالون” الإسبانية.
وأطاحت الخسارة المُدوية- التي تلقاها نادي برشلونة من نظيره البافاري بايرن ميونخ Bayern Munich، بثمانية أهداف مُقابل هدفين، ضمن منافسات الجولة قبل الأخيرة لبطولة التشامبيونزليج الأوروبي- بالمدرب الإسباني كيكي سيتين من على عرش القيادة الفنية للفريق الكتالوني.
واسترجع مسؤولو نادي برشلونة شريط الذكريات، والحقبة الذهبية للفريق الكتالوني، إبان تولي الداهية الهولندي يوهان كرويف دفة القيادة الفنية، إذ حصدت معه قلعة البلوجرانا أحد عشر لقبًا متنوعًا– دوري و1 كأس و3 سوبر محلي، ودوري الأبطال وكأس السوبر وكأس الكؤوس الأوروبية– خلال ثمانية مواسم قاد فيها الفريق، وهو الأمر الذي رجح كفة المدافع الدولي الصلد رونالد كومان، الذي جاء خلفًا للإسباني كيكي سيتين.