عاجلمقالات

لا عزاء للنجوم .. بقلم: قدري الحجار

لا عزاء للنجوم .. بقلم: قدري الحجار

لا عزاء للنجوم ..بقلم: قدري الحجار
قدري الحجار

نجوم أثرو الحياة الفنية بالعديد من الأعمال الضخمه ورحلوا عنا مؤخراً مثل نادية لطيفى وشويكار وفاروق الفيشاوى ومحمود عبد العزيز وهند رستم وفريد شوقى وفؤاد المهندس وعمر الشريف سمير غانم .. وآخرهم
سمير صبرى وغيرهم من النجوم العظام الذين شكلوا وجدان الوطن العربى وأفنوا عمرهم فى خدمة الفن معتبرين أن الفن رسالة عظيمة وليس وظيفة وهناك فرق كبير بين الاثنين وكانت الجملة الوحيدة التى تتردد على لسان هؤلاء النجوم أن كل ما سيتبقى منى بعد موتى هى تلك الأعمال التى اختاروها بعناية فائقة لتبقى على مر السنين تحتفظ بها الذاكرة فى صون وإعزاز وتسكن قلوب ووجدان الجماهير العربية كلها، وبالفعل قدموا رسالتهم على أكمل وجه ولهم أعمال ستظل خالدة فى تاريخ الفن وقلوب المشاهدين.
المدهش والمثير لعلامات الاستفهام أنه بعد وفاة كل فنان نتفاجأ بأن أعماله قد دفنت معه بل والأدهى من ذلك أن سيرته وذكراه فى التليفزيون المصرى بلده قد إنتهت أيضاً، وهناك أسماء أخرى كثيرة لم تحاول حتى القنوات التليفزيونية إستعادة أعمالهم أو إستضافت النقاد ليعلم الجمهور قيمة أعمالهم الفنية وسنوات عمرهم التى استثمروها جميعاً فى الإبداع وإمتاع الجمهور وتقديم فن راق ولا يذكرهم أو يحرص على البحث عن أعمالهم الفنية سوى أسرهم ومن خلال قنوات خاصة على اليوتيوب وليس من خلال التليفزيون المصرى.. رغم أنه واجب التليفزيون فى المقام الأول، فهم ثروة مصر الحقيقية، ولن أناقش الأمر من الملكية الفنية والأخلاقية فقط بل أناقشها أيضا من الجانب الاقتصادى اليست تلك الأعمال لهؤلاء الفنانين هى من أثرت مكتبة التليفزيون من أفلام ومسلسلات ومسرحيات .. ألا يستحق هؤلاء الفنانين لمسة وفاء ، ألا يستحق المشاهد المصرى أن يعرف تاريخ هؤلاء العملاقة وأن تعرض أعمالهم ذات القيمة الفنية بدلاً من الأعمال التى يستهلكها التليفزيون ليل نهار والتى تحتوى على مجموعة من الألفاظ البذئية التى تخدش حياء المشاهدين والأكثر من ذلك جاءت أجيال جديدة من الشباب أصبحت لا تضحك إلا على الافهات البذيئة وقد أصبحت الافهات الجنسية هى الشئ الوحيد الذى يضحك الجمهور .. فى ظل هذا الجو العام من الكساد الفكرى.

وإن كنت ترغب فى مشاهدة الأعمال ذات القيمة وأن تسمع عن ذكرى هؤلاء النجوم فعليك أن تبحث عن القنوات الخاصة والعربية لأن التليفزيون المصرى رفع شعار”خد الشر وراح” أو “خرج ولم يعد” فقد وصلنا إلى مرحلة أن تمر الذكرى السنوية لهؤلاء الراحلين العظام ولا يجدون من يتذكرهم من المسئولين عن التليفزيون المصرى بكل قنواته أو يقرأ لهم الفاتحة .. ولا عزاء للنجوم.
أنا لا أدعى أن التليفزيون المصرى كان يقدر هؤلاء النجوم فى حياتهم ولكن على الأقل أن يتذكرهم بعد وفاتهم .. وهذا أبسط حقوقهم علينا.

منذ عدة عقود كنّا نتعرف على موعد ذكرى الفنان من عرض مجموعة من أعماله ولكن هذه الأيام يتجاهل التليفزيون الذكرى السنوية لهؤلاء النجوم، وأصبح المشاهد فريسة الأعمال التى تهتم بأبناء الليل والعشوائيات بعيداً عن الأعمال الجادة التى كانت تناقش قضايا المجتمع وكنا نجد أنفسنا فيها فقد كانت تعرض قضايا وهموم غالبية الشعب المصرى.
يا سادة الشعب المصرى ليس كله راقصين وراقصات وبلطجية وتجار مخدرات وبائعات هوى وأعلموا أن الفن فى النهاية قيمة وثقافة وتاريخ بلد.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى