عاجلعالم الفنمقالات

لفتة مهرجان الإسكندرية بقلم الكاتب الصحفي والناقد السينمائي/ أشرف غريب

لفتة مهرجان الإسكندرية بقلم الكاتب الصحفي والناقد السينمائي/ أشرف غريب

لفتة مهرجان الإسكندرية بقلم الكاتب الصحفي والناقد السينمائي/ أشرف غريب
أشرف غريب

إذا لم ينصفك معاصروك، تأكد أنه سوف يأتى يوم يعاد فيه الحق إلى أصحابه ويتم فيه تسليط الضوء على ما غفله الآخرون ، فضمن برنامج الاحتفال بالمئويات وهى السنة المحمودة التى استنتها إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط منذ سنوات فعل المهرجان خيرا هذه السنة حين تذكر مئوية صانع النجوم ورائد الإنتاج السينمائى الفنان رمسيس نجيب الذى ولد فى الثامن من يونيو عام 1921 بمدينة الفيوم ، ولم تكن اللفتة طيبة فقط لأن المهرجان انتبه إلى مئوية هذا الرجل وإنما لأن فى الانتباه لشخص رمسيس نجيب هو فى ذاته تقدير وتكريم لواحدة من المهن الشهيدة فى صناعة السينما وهى الإنتاج السينمائى رغم أن رأس المال أو التمويل هو الركيزة الأولى التى تقوم عليها أى صناعة ومن بينها صناعة السينما .

وإذا كان الفن السابع فى مصر قد قام على أكتاف مجموعة من السيدات غامرن بالنزول إلى مجال الإنتاج السينمائى فى بواكير معرفة البلاد بهذا الفن الحديث أمثال عزيزة أمير وآسيا داغر وبهيجة حافظ وفاطمة رشدى وأمينة محمد فإن السينما المصرية عرفت أيضا على مدى تاريخها الطويل مجموعة من المنتجين الرجال كان على رأس هؤلاء رمسيس نجيب ليس من حيث توقيت مساهماته الإنتاجية وإنما من حيث الأثر الذى تركه هذا الرجل .. فرمسيس نجيب ليس مجرد منتج سينمائى وضع اسمه على قائمة طويلة من الأفلام المهمة مثل : شباب امرأة ، دليلة ، الوسادة الخالية ، أنا حرة ، وا إسلاماه ، آه من حواء ، الزوجة الثانية ، الخيط الرفيع ، امبراطورية م ، الرصاصة لا نزال فى جيبى ، وحتى آخر العمر ، وإنما هو من استطاع أن يجعل من نفسه نجما فى مجاله والأسم الأبرز بين أقرانه من المنتجين ، وهو أيضا ليس مجرد نجم ، وإنما هو صانع للنجوم والسبب الأهم فى ظهور مجموعة من الأسماء لونت وجه السينما المصرية على مدى عقود كثيرة ، يكفى فقط الإشارة إلى أنه مكتشف كل من : لبنى عبد العزيز ، نادية لطفى ، ليلى طاهر ، حسن يوسف ، نجلاء فتحى ، محمود ياسين ، محمود عبد العزيز ، صفية العمرى ، محمود قابيل ، ومصحح مسار أسماء أخرى على النحو الذى حدث مع فاتن حمامة وسعاد حسنى ونجوى إبراهيم .

ليس هناك فى تاريخ السينما المصرية من أستطاع ضخ دماء جديدة فى عروقها مثلما فعل صانع النجوم رمسيس نجيب ، صحيح أطل وجه فاتن حمامة وليلى مراد بفضل الموسيقار محمد عبد الوهاب , واكتشف يوسف وهبى نور الهدى ، وأتت آسيا داغر بالشحرورة صباح من لبنان ، وقدم محمد فوزى شادية للسينما ، وصنع أنور وجدى أسطورة الطفلة المعجزة فيروز ، ومنح عبد الحليم نصر الفرصة لكل من مريم فخر الدين ويسرا لكن رمسيس نجيب كان الأكثر دأبا واستمرارية وإخلاصا للنجوم التى يكتشفها ، ومن هنا فهو يستحق بامتياز لقب ” صانع النجوم “
كل التقدير لإدارة مهرجان الإسكندرية التى انتبهت للاحتفال بمئوية هذا الرجل العظيم ولشخص رئيس المهرجان الناقد السينمائى الأمير أباظة.

زر الذهاب إلى الأعلى