للقوة وجه أخر بقلم: د:عبير منطاش
كثير من الناس نقابلهم في حياتنا يقال عنهم شخصيات قوية ولكن ليست جميع هذه الشخصيات ناجحة أو محبوبة في مجالها أو محيطها الأجتماعي.
وذلك لأن كثير من الناس ترى قوة الشخصية في الحزم والشدة والإستئثار بالرأي، وأحيانا كثيرة في رفع الصوت والقسوة…وغيرها.
لكن القوة الحقيقية غير ذلك تماما ونستطيع القول أن أفضل تعريف للقوة هو
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ؛ إِنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَب»
أن القوة الحقيقية أن تتحكم في غضبك وفي نفسك عندما تجد نفسك ستخطئ في حق نفسك أو في حق غيرك.
للقوة أشكال كثيرة لكن أفضلها وأكثرها إفادة هى “القوة الناعمة “
وتلك هى المظهر المثالي الأمثل والأنجح في أي مجال سواء على المستوى الأسري أو العملي أو أي مجال فوجود شخصية تمتلك القوة الناعمة تجعل لغة التفاهم والحب والإيجابية هى السائدة لأنها تتضمن في داخلها أنك تجعل ما تريده أنت هو نفسه ما يريده الآخرين وبالتالي تتوحد
الأهداف ويصبح النجاح والإنجاز مطلب جماعي وليس فردي ، وذلك كفيل بنجاح أي عمل مهما كان وعلى أي مستوى.
وتصبح النتيجة هنا أيضا جماعية مما تبعث على الفخر والاعتزاز بالنفس والتطلع لمزيد من النجاحات وتتلاشى روح الحقد والغيرة بين الأفراد.
ونحن في حاجة إلى ذلك النموذج في العائلة حيث الأب الواعي المدرك الذي يدير أمور أسرته بالقوة والحب معآ في وقت واحد فيستمع الأبناء والزوجة له عن حب و ليس عن خوف فيطيعونه حبا واحتراما وقناعة.
وليس فقط العائلة ما تحتاج إلى ذلك النموذج بل نحتاج ذلك أيضا وبشدة في جميع مواقع العمل فكل صاحب عمل قائد أو مدير يحتاج أن يمتلك القوة الناعمة في موقعه ليستطيع تحقيق أفضل النتائج في مجاله عن طريق التحفيز والترغيب وليس الترهيب والإجبار فإن الإبتسامة والروح الحلوة والتفكير الإيجابي كل هذه الأدوات تجعلك مبدعا مبتكرا منجزٓٓ تجعلك إنسان قوي بمعنى الكلمة
تلك هى نموذج القوة التي نحتاج إليها حقأ في مجتمعنا حتى نزرع الثقة والأمان ونرفع الروح المعنوية.