لهذا لا يريدون الإسلام
كتب/د. محمد كامل
سألت نفسي كثيراً لماذا الإسلام بالتحديد، اندهش وأُصاب بالحيرة،لماذا هجوم جميع الملل يكون دوماً ضد الإسلام والمسلمين، تنظر للتعدد الطائفي فى أي مكان على وجه الأرض تجد الفئة الوحيدة المحاربة هي الإسلام، لم يكن فى التاريخ عداء للسيخ والبوذيين إلا مع الإسلام، لم نسمع عن حروب بين الكاثوليك وعبدة البقر أو اللادينيين وكلاهما لا يعترف بالمسيح عيسى بن مريم، ولكن كان حربهم الدائمة مع المسلمين، بل الادهي فى الأمر هو وقوف الانجليين و البروتستانت الدائم مع اليهود ودعمهم لهم رغم افتراءهم على المسيح ومحاولتهم قتله !! متخيل أن هناك أناس تدعم الفئة التي حاربت ربهم ( على حد زعمهم) بل وصلبته وفعلت به الافاعيل، على حد زعمهم، ومع ذلك يدعمون تلك الطائفة ويمدوهم بالسلاح!! ضد طائفة أخري يحبوه بل ويضعوه ضمن أفضل خمسة رُسل، ويدافعون عن العذراء ولهم فى كتابهم ( القرءان) سورة خاصة باسمها، بل وفى مقتضى عقيدتهم أنه من لم يؤمن بعيسى فهو كافر؛
تشتت رهيب وانحراف غريب زادت حدته فى الآونة الأخيرة مع تكالب معظم هؤلاء على ضعفاء غزة، يساند العالم الغير يهودي كله اليهود فى حربهم ضد مسلمي غزة ولك أن تندهش، لماذا مثلاً لم يقف العالم على الحياد بين طائفتين لا ينتمي لأحدهما ( اليهود والمسلمين) لماذا لم يحاول وقف الحرب التي تهدد المنطقة والاقتصاد العالمي ككل، لم تدين المانيا أو فرنسا أو بريطانيا وحتي الولايات المتحدة باليهودية فلماذا تقف ضد الإسلام وتعتبره عدو لهم، لماذا لا تخشي المصالح العالمية من تجبر اليهود وتاثيرهم على السلم العالمى وخصوصاً أن لهم سوابق فى هذا مطلع القرن الماضي،
السؤال بصيغة أوضح ( لماذا الوقوف دائماً ضد خندق الإسلام مع إنه الأضعف الذي لا يمثل أي خطورة أو يمتلك أى طموحات توسعية)
عندما رجعت للوراء كثيراً ليس عشرات بل مئات السنين عرفت الإجابة،
الاجابة التي اتضحت عندما وقف رجل منذ أربعة عشر قرناً، لا ليعلن الحرب على العالم مثلما فعل هتلر أو يتباهي بجنسه وجيشه ويدعو لقتل كل المخالفين كما فعل جنكيز خان، لم يدعو للخراب أو الدمار بل وقف على جبل الصفا يعلن لقومه أنه رسول من عند الله يدعوهم للتوحيد وترك الشرك والموبيقات، لم يعلن أكثر من هذا حتي بدأت حرب ضروس ضد هذا الرجل، الغريب فى الأمر أنه لم يقابل هذا بالقتل والمؤامرات وقد كان مستضعف وأصحابه يعذبون، بل حاول معهم أكثر واستحمل ايذاءهم وعندما ضاق به الأمر هل حاربهم أو قتل سادتهم؟ لا والله بل فعل ما هو أسلم وأقل من هذا، ترك لهم البلاد هو وأصحابه وترك داره وكل ماله وهاجر !!
يحاولون تتبعه وقتله !! لماذا كل هذا …. لماذا كل هذا الكره والتحريض ضد أصحاب هذه الدعوة…سيترك لكم أرضكم تفعلوا فيها ما يحلو لكم، لماذا يقف العالم كله ضد الاسلام والمسلمين
الإجابة تتلخص فى كلمة واحدة
الخوف !! نعم
ليس الخوف من بطش المسلمين وقسوتهم، ليس خوف من عنف المسلمين وتجبرهم، بل كان الخوف ومازال من حكمة المسلمين ودعوتهم ….
الإسلام ليس دين بها شعائر مجرد أن تطبق فقد اخليت مسئوليتك لكي تفعل ما يحلو لك، الإسلام ليس دين يعتمد على الصكوك الإلهية ويترك العمل والجد، الإسلام هو منهج شامل يتضمن كافة أساليب الحياه،
منذ القدم لم تخشي قريش ظهور دين جديد قدر ما خشت من الإسلام، عندما علمت ما جاء به هذا الدين قررت تكون العدو الأول له، الدين القادم ليس طقوس وصلاوات فقط، بل جاء منهج عام فيه كل التشريعات والتحريمات، تشريعات لو نُفذت فقدت قريش كل شىء مثل :
خسارة اقتصادية: أساس دعوة هذا الدين هو نبذ الشرك وتوحيد العبادة لله فقط وهنا كانت الطامة الكبرى التي لا ينفع السكوت عليها،
تهديد للمكانة الدينية حيث ستفقد قريش ريادتها للمناطق المقدسة وتفقد السيطرة التامة على الكعبة وبيع الأصنام.
خسارة مادية : هذا الدين الجديد يحرم الخمر ولعب الميسر ومن هنا ستقل المعاملات التجارية ويحدث هبوط اقتصادي كبير
خسارة روحية : نعم روحية فهذا الدين الجديد جاء ليمنع الكثير والكثير ومنها طبعاً ( الزنا- وأد البنات- الاختلاط- اللهو والمنكرات- التفرقة بين الناس) وقد اعتاد أهل وقريش على الإستماع بملذاتهم دون حسيب أو عتيد، تعودوا أن تتزوج السيدة لأكثر من رجل، لا تورث الأنثى، يعامل الرجل زوجته كما يحلو له،…. كانت حياة منفلته دون تحكم أو سيطرة وفجاة وجدوا دين يأتي بكل شيء، لم يترك أى شىء فى التعاملات إلا وظبطه بداية من كيفية تكوين الجيش، حتي الدعاء الذي يقال وانت داخل تقضي حياتك، وجدوا دين يظبط كل شيء وعنده حل لأي شيء فكان الخوف من هذا الدين الجديد الذي سيقف حجر عسر أمام كل رغباتهم وشهواتهم ومكاسبهم.
بعد كل هذه القرون تتجدد نفس المشكلة ليقف العالم كله ضد هذا الدين الذى يمنع الكثير من موبيقاتهم، والذي لو تحكم ضاع الغرب حيث سيفقد أموال شركات الخمور، سيفقد أموال الدعارة والأفلام الإباحية، سيفقد عائدات السياحة المحرمة، ستقف تعاليم هذا الدين ضد المعاملات الربوية المقيتة التى اعتاد عليها العالم واضعفت اقتصاد الدول الفقيرة، سيأتي لهم الإسلام يحرم ويجرم، يشرع ويصنع، يعطى للدول منهج واضح للاستقلال عن الهيمنة الغربية وبناء إقتصاد قوي؛
لهذا لن يسمح هؤلاء الضباع بتمرير تلك التجربة التي ستكون مؤشر لبداية النهاية لهم، لذا يستميت العالم الغربي لمساعدة اليهود فى القضاء على أهالينا فى غزة ويدفع بكل يملك من أجل القضاء على صوت الأحرار فى أرض الزيتون، نسي هؤلاء الكاذبون أنهم صدعوا رؤوسنا بالعدل الدولي وحقوق الإنسان نسي هؤلاء أنهم وضعوا مبادىء للحريات ومنع الاعتدائات، نسوا كل شيء ولم يعيروا اهتماما بشكلهم أمام العالم كي يقضوا على اتنين مليون مدنى فى غزة ولكن بعد كل هذا أحب أن أوجه رسالة لهم، (تجمعوا كما شئتم، ادفعوا كما يحلو لكم، مهما فعلتم لن يحدث إلا كما أخبرنا الله تعالى (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) الأنفال
دفع الغرب الأموال كي يقضوا على الإسلام، لن يتحقق لهم ما أرادوا، عندماتدفع أموال لتحقيق شىء لم يحدث سينتابك شعور من الحزن والألم، أما أن تدفع أموالك وتكون هي نفسها سبب فى هزيمتك وتفوق عدوك، هنا تأتي الحسرة فى الدنيا التى تفوق الحزن والألم، وبعدها يكون العقاب النار فى الآخرة حيث الخيبة والندم.