ليلة السقوط .. دراما تشويقية توثيقية لجرائم داعش في العراق .. مشاهد تحبس الأنفاس
كتب: السيناريست مجدي صابر
عانت كثير من الدول العربية من هول الحروب والدمار الذي تركته خلفها ، رصد مسلسل “ليلة سقوط بغداد” الحقائق الغائبة عن تنظيم داعش بمشاهد جريئة فريدة من نوعها “أفعال وحشية من جرائم أغتصاب الإيزيديات وخطفهن كسبايا ” وكذلك يبرز تكاتف شعب العراق في مواجهة قوى الظلم التي حاولت محو تاريخ العراق وأمتد أثرها للوطن العربي.
قصة العمل تدور في الفترة 2014 : 2017، وتتناول أحداث الموصل إبان سنوات أحتلالها من قبل تنظيم داعش، وتستعرض الظروف المأساوية التي عاشها أهل الموصل خلال تلك الحقبة، وكيف استطاعت القوات المسلحة العراقية بالشراكة مع قوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبي من دحر الإرهاب.
يضم العمل كوكبة من نجوم الدراما العراقية، أبرزهم جواد الشكرجي، خليل إبراهيم، سمر محمد وذو الفقار خضر، ونجوم مصريين وهم النجم “طارق لطفي” والفنان “أحمد صيام” ومن سوريا النجم “باسم ياخور” والفنانة “كيندا حنا” ، ومن الأردن النجمة “صبا مبارك”.
شركة الإنتاج لم تحدد ميزانية معينة، بل تركت الميزانية مفتوحة ليخرج العمل بشكل يتناسب مع كم الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون، خاصة وأن العمل تكلف أموالا باهظة في صناعة الديكور والملابس والأسلحة وغيرها.
“ليلة السقوط” مختلف تماماً عن “القاهرة كابول”، وإن كان العملان يفضحان جرائم التنظيم الإرهابي، لكن الفترات الزمنية مختلفة، والأحداث مختلفة.
تلقيت العديد من التهديدات، منذ بداية الإعلان عن العمل، وكان علينا أن نختار إما أن نتراجع أو نستمر، وقررنا الاستمرار، فالأعمار بيد الله، وقد جاءت التهديدات صريحة مرة، وغير مباشرة مرة أخرى، ولم نتراجع، فقد آمنا بهدف، ويجب إنجازه أيا كانت النتائج، ولسنا أفضل ممن دفعوا ثمن مقاومة داعش.
وهذا هو دور الفن فى كشف الزيف والخراب، ويقدم صورة عن واقع أليم حتى لا يتكرر مرة أخرى، فالكثير فى العالم العربى يسمع عن داعش، لكن لا يعلم حقيقته، وليلة السقوط يقدم صورة، وتوضيحا لمن يدَّعون الإسلام، وأنهم ينشرون تعاليمه .
تم تصوير 90% من مشاهد مسلسل ليلة السقوط في الأماكن الطبيعية للأحداث التي يتناولها في مدينة “أربيل”، عاصمة “إقليم كوردستان العراق”؛ لينقل صورة واقعية للأهوال التي مرت بالمنطقة العربية خلال أعوام ماضية وقد أستغرق الإعداد للعمل سنتين.
مسلسل «ليلة السقوط» مزيج بين اللهجة العراقية واللغة الفصحى، وهذه المسألة استغرقت من صناع العمل، وقتا كبيرًا ، حتى استقروا على ذلك، وهناك الكثير فى البلدان العربية لا تعرف اللهجة العراقية، واللغة الفصحى قد تكون ثقيلة، لأنهم لا يقدمون عملًا تاريخيًا، ومن هنا أوجدوا لغة وسطًا ما بين الفصحى والعراقية يستطيع المشاهدون فهمها، واستيعابها.
حاولت تخفيف جرعة العنف أو القتل، إلا هذا في حد ذاته سيكون صادمًا للكثيرين، ولن يصدقوه، وحينما يشاهدون مجازر داعش، سيرددون مش ممكن يكون فيه حد بهذه البشاعة والقسوة.
رغم محاولة تقليل العنف، لكنه واقع، لدرجة أنهم كانوا يقومون برمي شخص من فوق عمارة ١٢ دورًا، لإرهاب الناس، وليصبح عظة وعبره لهم اعتمدت داعش على الرعب والتمهيد النفسي فهي حروب فكرية قبل أن تكون الحروب على أرض الواقع حيث أعتمدت داعش على نظرية إدارة التوحش بأن يسبق الهجوم الفكري الهجوم الداعشي.
شهد الماراثون الرمضاني هذا العام عدد كبير من المسلسلات ذات القيمة الفنية مما دفع صنّاع مسلسل “ليلة السقوط” تأجيل عرضه بعد شهر رمضان للابتعاد به عن الزحام الدرامي في هذا الشهر ، حيث أكد محمد عشوب خبير المكياج والمشارك في إنتاج العمل مع المنتج العراقي د.قيس الرضواني، أن عرضه خلال شهر رمضان وسط هذا الكم من المسلسلات المعروضة سيجعله لا يأخذ حقه من المشاهدة .
ليلة السقوط عمل درامي فضح تخفي داعش في زي الدين الإسلامي وهو برئ من كل هذه الأفعال لأن الدين الإسلامي دين سلام وأمان وبناء وليس هدم .
أعلم علم اليقين أننى سأتعرض لهجوم شرس من قبل لجان الجماعات الإرهابية الإلكترونية، ومدرك لحجم رد فعلهم لكن لم أتزحزح عن موقفي لحظة، وها أنا الرجل القبطي الذى دخل بكامل حريته هذه المناطق الشائكة، وأناقش أفكار “داعش” والفتاوى التى أباحت لهم الذبح والسبي والأغتصاب وغيرها من الجرائم الإنسانية التي لم تغتفر.