ليلى مراد.. حينما طاردت شائعة الجاسوسية قيثارة الغناء العربي!

كتبت / دنيا أحمد
في واحدة من أكثر القضايا إثارةً للجدل في تاريخ الفن العربي، وجدت قيثارة الغناء، الفنانة الكبيرة ليلى مراد، نفسها في قلب عاصفة اتهامات ظالمة بالتجسس لصالح إسرائيل خلال خمسينيات القرن الماضي، رغم تاريخها الوطني ومواقفها المشهودة. هذه الأزمة تركت جرحاً غائراً في حياتها الفنية والشخصية.
التفاصيل الكاملة:
في أوائل الخمسينيات، وفي ظل أجواء سياسية مشحونة بعد قيام دولة إسرائيل والنكبة العربية، طالت الشائعات كثيراً من الشخصيات ذات الأصول اليهودية، ومنهم الفنانة الكبيرة ليلى مراد، التي كانت حينها قد أعلنت إسلامها منذ سنوات طويلة وارتبط اسمها بمشروعات وطنية وغنائية كبيرة تخدم قضايا الأمة العربية.

انطلقت الشائعة من مصادر مجهولة، وروجت لأن ليلى مراد تبرعت بمبالغ مالية ضخمة لدولة إسرائيل لدعم مجهودها الحربي، وهو الأمر الذي أثار حالة من الصدمة في الوسط الفني وبين جمهورها العريض.

سارعت السلطات المصرية بفتح تحقيق عاجل في القضية حفاظاً على الرأي العام، وبعد مراجعة دقيقة لكل حساباتها ومواقفها وسجلاتها، ثبت أن الاتهام لا أساس له من الصحة.

بل تبين أن ليلى مراد كانت ترفض حتى مجرد التعامل مع أي جهات ذات صلة بإسرائيل، وأن كل تحركاتها كانت معلنة ومعروفة، مما دفع السلطات إلى إصدار بيان رسمي ينفي علاقتها تماماً بأي نشاط معادٍ لمصر أو الوطن العربي.

ورغم صدور بيان البراءة، فإن الشائعة تركت أثرًا نفسيًا قاسيًا على ليلى مراد؛ إذ تعرضت لحملة مقاطعة من بعض وسائل الإعلام والجماهير في البداية، واضطرت إلى الابتعاد التدريجي عن الساحة الفنية، لتختتم مسيرتها الفنية في هدوء، متفرغة لحياتها الخاصة وعبادتها.

تظل هذه القضية درساً في كيف يمكن لشائعة أن تدمر جزءًا من تاريخ فني عظيم، حتى لو أثبتت التحقيقات لاحقاً براءة صاحبها.






