ماذا بعد “سيف” و”المِ..ط..و..ا…ة” .. و”الشاطر طارق” ؟؟؟!!!

كتب / شريف محمد
..تجاوز الوقت الظهر بساعة ونصف، وعند مشارف عصر ذلك اليوم ( سيف) طالب الثانوي بإحدى مدارس اللغات في طريقهِ للمدرسة ليحصل على مجموعته الدراسية ؛ فإذا بذلك الصاحب بالجنب يعترضه ليتبادلا حديثا رآه ( سيف) بلا طائل ولا نفع ، شعر الصاحب بالمهانة لإنصراف ( سيف) عنه؛ احتدم الجدل بينهما ليُعاجِلَهُ الصاحبُ بطعنة حاقدةٍ بآلتهِ الحادة( المِطوَاة ) ويفر هارباً وسط فزع الجمع أمام بوابة المدرسة، ولكن أحد أولياء الأمور الواعين من ذوي النَخوة والمَرؤة الشاطر( طارق) ..
أسرع ليحمل المَطعون ( سيف) ، ويهرع به لداخل المدرسة ، التي بادر معلموها بلعب دور الاستقبال والإسعاف ، حتى حملهُ أحد المعلمين لاستقبال المستشفى القريب ، وهم ليسوا في هذهِ الحال طرف في القضية.
..وفي استقبال الطوارئ بالمُستشفى ، مَطعونٌ آخر يُفارق الحياة على يد صاحبهِ المُمَازِح له..( غير ( سيفنا) المُمَدَد في الاستقبال وهو يتألم).
..ما هذا العبث وما هذه المصائب ؟..
..ولماذا تحدث ؟.. أين صِرنا؟ وإلى أين وصلنا ؟..
..صحيح الخير لازال في الشاطر ( طارق) ، ومعلمي المدرسة ، لكن الكل يُصارع موجاً عنيفاً من هذا الجيل ، عنف غير مُبَرر ، و سلبية كبار لم يدركوا معنى الأبوة والأمومة و المتابعة والمُحاسبة والتدقيق ؛ ..
لا ننسى أن كل هذا المشهد حدث في ثوانٍ معدودة ، وفي الخلفية صوت مزعج لمُذنِب( مُطرِب) مهرجانات يتحدث عن الضرب والطعن ، وقوته أمام ( الأخصام)، وكأننا في حانة( غُرزة) كبيرة..
…. وتتساءلون عن النهاية..
: نجا ( سيف) من طعنة الغدر، بفضل الله ورحمته ، الذي قيَّد له ذلك ولي الأمر ( الشاطر طارق)، ثم بحُسن تصرُّف المُعلمين..
لكن الصاحب الأخر المُجرِم تحركت ضِدَه قضية ولا زال مُطارَدا من العدالة، هو ووالداه.
..وأخيرا ما الحل…؟؟؟!!! إلى أين المصير ؟؟!!كيف نواجه هذه الهجمة المرتدة على النشء ؟؟!.. وللأسف القصة صارت مألوفة للأغلبية.!!
..بالفعل الكل له دورٌ الآن. ولتبدأ الدولة في سَنِّ تشريعاتٍ تقتضي معاقبة ولي أمر الطفل المُذنب ، وثانية.. تُتِيح للشرطة التحفظ على أي مُذنب( حدث) وتطبيق عقوبة مثل التحفظ عليه داخل منزله لعدد من الأيام ، أو الاحتجاز في دار رعاية تتبع القوات المُسلّحة( مصنع الرجال)
..و تشريع ثالث يُتيح للمدرسة أياً كان نوعها ، أن تُحيل ملف أي طالب مُجرِم إلى مدارس خاصة لمثل هذهِ الحالات وأيضاً بإشراف القوات المُسلحة .
..يا سادة نحن في زمنٍ أمِنَ فيه النشء الحساب أو العِقاب ، فأساءوا الأدب.
..ولنتكاتف جميعاً آباءً ومسئولين، ومعلمين و أجهزة حكومية، في وجه عنف الأولاد بِصرَامة وجِديّة ليس بعُنفِنا نحن ولكن بقانون قوي ، وإرادة حقيقية، من مبدأ (لوِّح له بالعصا ولا تضربه)
فنحنُ شعبٌ عَلًم العالَم الحضارة ، ولا حضارة بلا أخلاق ، ولا مُشكلة بلا حلّ ؛و لا مجال لقول ( إحنا مَالنَا؟؟!!)، فإن عنف الجيل نارٌ إن لم نُخمِدها سيُحيط بنا سُرادقها حتى نختنق جميعاً فيه.
..وحتى لا يحدث ما نبّه لهُ السابقون :
(( ..يحفِرونها الصغار، ويسقط فيها الكبار..))