عاجلعالم الفن

ماذا عن رسالة فريد الأطرش الغامضة قبل رحيله.. سطور في ذكرى ميلاده

ماذا عن رسالة فريد الأطرش الغامضة قبل رحيله.. سطور في ذكرى ميلاده

ماذا عن رسالة فريد الأطرش الغامضة قبل رحيله.. سطور في ذكرى ميلاده
فريد الأطرش

كتبت / مادونا عادل عدلي 

نجم تربينا على صوته المميز والذي تطرب له الاذان ينتمي إلى آل الأطرش وهم أمراء وإحدى العائلات العريقة في جبل العرب جنوب سوريا هذه المنطقة المسماة جبل الدروز أيضاً نسبة لسكانها الدروز.

تحل اليوم الإثنين ذكرى ميلاد الفنان الكبير فريد الأطرش حيث ولد في مثل هذا اليوم الموافق 21 أبريل

ولد فريد الأطرش بمدينة السويداء في محافظة جبل العرب بسوريا لعائلة الأطرش العريقة بجبل العرب جنوب سوريا، ووالده الأمير فهد الأطرش من سوريا، أما والدته اللبنانية الأميرة عالية، التى انتقلت مع أولادها إلى مصر هربًا من الاحتلال الفرنسى ورغبته في الانتقام من عائلة المناضل فهد الأطرش.

ماذا عن رسالة فريد الأطرش الغامضة قبل رحيله.. سطور في ذكرى ميلاده
فريد الأطرش وأسمهان

ووالده هو الأمير فهد فرحان بك إسماعيل الأطرش من جبل العرب في سوريا، تزوج ثلاث مرات: الأولى سنة 1899 وكانت زوجته طرفة الأطرش وأنجب منها ابنه طلال، والثانية سنة 1909 وكانت زوجته علياء المنذر، وأنجب منها خمسة أولاد: ثلاثة ذكور، وهم: أنور وفريد وفؤاد، وبنتان وهما: وداد وآمال التي غدت فيما بعد المطربة الشهيرة أسمهان، وفي السنة 1921 تزوج ميسرة الأطرش وأنجب منها أربعة أولاد: منير ومنيرة وكرجية واعتدال ورحل في عام 1944 ودُفن في مدينة السويداء في سوريا.

ووالدته هي الأميرة علياء المنذر وهي مطربة تمتعت بصوت جميل قادر على تأدية العتابا والميجانا ، وهو لون غنائي معروف في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، تأثرت بمطرب العتابا اللبناني يوسف تاج الذي اتبّعت أسلوبه فيما بعد المطربة صباح، توفيت سنة 1968 ودُفنت في بلدة الشويت في جبل لبنان حيث كان للعائلة منزلا هناك إضافة إلى منزلهم الكبير في بلدة القريا في السويداء.

إلتحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية “الخرنفش”، والتحق بمعهد الموسيقى وقام ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة، حتى اكتشفه الموسيقار مدحت عاصم وضمه كعازف عود في فرقة الإذاعة المصرية.

سجل فريد الأطرش أول أغنياته “يا ريتني طير لأطير حواليك”، وإلتحق بالعمل في فرقة بديعة مصابني، حتى اقتحم عالم السينما مع أخته أسمهان في أول فيلم لهما “انتصار الشباب” عام 1940، وبعدها توالت عليه العروض وذاعت شهرته حتى أصبح أحد عمالقة الموسيقى من نجوم الزمن الجميل.

ماذا عن رسالة فريد الأطرش الغامضة قبل رحيله.. سطور في ذكرى ميلاده
الأطرش وعبد الحليم حافظ

وفضلا عن العبقرية الفنية للموسيقار والفنان الكبير فريد الأطرش فإنه كان يتسم بأخلاق عالية وصفات أجمع على حبها كل من عرفه، فالفنان الذى ينتمي إلى آل الأطرش وهى إحدى عائلات الأمراء العريقة في جبل الدروز بجنوب سوريا ، كانت بالفعل أخلاقه وصفاته طوال حياته كأمير راق كريم وفى محبوب حتى فى أصعب الفترات التى مرت بحياته.

وعُرف فريد الأطرش بين زملائه بكرمه الواسع وكان بيته دائما مفتوحاً للجميع، حتى لمن لا يعرفهم، وتتساوى قواعد الضيافة فى بيته بين الفقير والوزير يضم مشوار فريد الأطرش حوالي 250 أغنية ونشيدا و31 فيلما.

رسالة غامضة من فريد الأطرش 

قبل سنوات من رحيله في 26 ديسمبر 1974، كتب فريد الأطرش رسالة غامضة ومؤثرة للمصريين في إحدى المجلات، عبّر فيها بصدق عن حبه للعود والموسيقى، ورحلته الفنية التي بدأت برفقة شقيقته أسمهان، التي غنت بأغاني من ألحانه بصوتها الملائكي، وسرد فيها معاناته مع المحاولات الفاشلة قبل أن يحقق النجاح الذي جعل اسمه خالدًا حتى يومنا هذا، فما هو نص رسالته التي نشرتها صفحة التلفزيون المصري «ماسبيرو زمان»؟

بدأت الرسالة النادرة من ملك العود فريد الأطرش بتأكيد حبه للفن والموسيقى، مؤكدًا أنه لو عاد به الزمن، كان سيختار نفس المهنة: «أنا فريد الأطرش، الموسيقار والممثل، لو وضعني القدر في غير موضعي هذا، لكان غير منصف، ولما أحسست بطعم الحياة، لقد جعلني الفقر فنانًا يشعر ويحس بآلام الغير، وخلقت المتاعب مني هذا الرجل الذي يود من صميم قلبه أن يزيل عن الناس المتاعب ويزيحها من طريقهم”

وروى الأطرش عن حبه للعود قائلًا: “عودي هو مصدر ثروتي ومجدي، هذا العود الذي بثت فيه ألمي وأشجاني فنطق، وعندئذ شعرت بالأبواب المغلقة تفتح أمام آهات عودي، وأحسست أن له رسالة يستميت في سبيل أدائها”

ماذا عن رسالة فريد الأطرش الغامضة قبل رحيله.. سطور في ذكرى ميلاده
رسالة فريد الاطرش

لم ينسَ فريد الأطرش بدايته في التلحين لشقيقته، فقال: «صوت أختي أسمهان هو محور رسالة عودي الذي سار إلى جوارها يغرد لها بالألحان فتقبل الناس اللحن والصوت الملائكي بنشوة، وأحسست أنا المغمور في الجوع والمحاولات الفاشلة، أنني ملهم وأنني موضع انتباه الناس وأشعل هذا ثورتي الفنية وبدأت ألحن لها ولنفسي”.

وظهر في الرسالة النادرة أيضًا تأثر فريد الأطرش بموسيقى محمد عبد الوهاب، التي أثرّت فيه وعاش عليها لسنوات طويلة قبل أن يُكتب اسمه بحروف من ذهب في سجل أشهر فناني الشرق الأوسط، قال: “لقد تأثرت بفن الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي فتحت موسيقاه إلهامي وصيتُه الذائع، عشت في فن عبد الوهاب طويلًا حتى استجمعت طاقتي الفنية والروحية وبدأت في استغلال فني، وأنا لم أكن سوى مطرب يخطو في جنة الفن بتؤدة ورفق حتى لا يضل الطريق إلى أن يحقق غايته وهي أن تحتل الموسيقى الشرقية مكانًا بين موسيقى الغرب».

وإختتم الراحل فريد الأطرش رسالته بسؤال استنكاري لنفسه، قائلًا: «هل أنا سعيد؟»، وكانت إجابته: «أعترف بأنني مدين لله تعالى بكل شيء في هذا النجاح وهذا الحب الذي يغمرني به الجمهور، السعادة هي آخر شيء يفكر فيه الإنسان؛ فيكفيه ليكون سعيدًا أن يرى الناس سعداء».

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى