مارك ميلي يتنبأ بـ حرب أهلية ومصير أسود لمستقبل أفغانستان في ظل سيطرة طالبان
صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، إنه يعتقد من المحتمل أن تتطور الظروف في أفغانستان إلى حرب أهلية مستقبلية بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وخلال مقابلة مع فوكس نيوز، ذكر الجنرال ميلي أن الحرب الأهلية في المنطقة يمكن أن تؤدي إلى عودة ظهور مجموعات مثل القاعدة وداعش.
وردا على سؤال سأل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة أكثر أمانًا اليوم منذ أن سحبت البلاد قواتها من أفغانستان؟
قال ميلي: «حسنًا، أنت تعلم أن هذا شيء فكرت فيه كثيرًا. وأنا شخصياً أعتقد أن تقديري العسكري هو أن الظروف من المحتمل أن تتطور إلى حرب أهلية. لا أعرف ما إذا كانت طالبان ستكون قادرة على توطيد سلطتها وإقامة الحكم، فقد تكون كذلك، وربما لا».
وتابع ميلي: «لكنني أعتقد أن هناك على الأقل احتمالًا جيدًا جدًا لحدوث حرب أهلية أوسع، وهذا بدوره سيؤدي إلى ظروف قد تؤدي في الواقع إلى إعادة تشكيل القاعدة أو نمو داعش أو غيرها من الجماعات الإرهابية التي لا تعد ولا تحصى،» مشيرًا، إلى أن المسؤولين لا يعرفون بعد على وجه اليقين مصير أفغانستان.
وأضاف ميلي إلى أنه سيكون «خيارًا سياسيًا صعبًا للغاية» عندما سئل عما إذا كان بإمكانه تصور موقف يتعين فيه على القوات الأمريكية العودة إلى أفغانستان، موضحاً، أنهم بحاجة إلى الاستمرار في مراقبة الوضع الاستخباراتي.
وجاءت تصريحات الجنرال بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية الفوضوي، وبعد السقوط السريع للحكومة الأفغانية على يد طالبان، التي عززت سلطتها في غضون أيام، واستولت على العاصمة كابول.
ويشعر المسؤولون والمشرعون في الولايات المتحدة بالقلق من أن أفغانستان يمكن أن تكون بؤرة للإرهابيين بعد انسحاب الولايات المتحدة بالنظر إلى أنه لم يعد هناك وجود عسكري أمريكي أو حلفاء على الأرض.
ويقول منتقدون إن انسحاب بايدن من أفغانستان يترك الباب مفتوحًا أمام تنظيم القاعدة وداعش والجماعات المتطرفة الأخرى لتنمو وربما تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى. وكان استخدام القاعدة لأفغانستان كملاذ، برضا طالبان، هو الذي دفع الولايات المتحدة لغزو البلاد في أكتوبر 2001، لتبدأ أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، وتستمر قرابة 20 عاما.
ومن جهتها، أكدت طالبان أنها تطورت منذ حكمها السابق في أواخر التسعينيات، مشيرة إلى أن الحركة لن تلاحق الأعداء وستحترم حقوق المرأة، لكن الكثيرين في المجتمع الدولي وفي أفغانستان نفسها ما زالوا متشككين.
وسحبت الولايات المتحدة أخر جندي من قواتها في 31 أغسطس، مما يمثل نهاية لنزاع استمر 20 عامًا، اندلع بسبب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية على الأراضي الأمريكية.