ماسبيرو … العاصمة الإذاعية الجديدة
كتبت: دعاء نصر
تمام الخامسة والنصف وتحديدًا في شارع رمسيس وعند ساحة وزارة المواصلات بدأت الإذاعة المصرية ارسالها باحتفالية كبيرة وذلك يوم ٣١ مايو عام ١٩٣٤ ..ذلك اليوم الذي لاينسى …قبل هذا التاريخ بما يقارب ٩ سنوات.
كانت الإذاعات الأهلية تصدح فى سماء مصر بدءا من عام ١٩٢٥ بعد ان تم منح التراخيص للأهالي لإنشاء محطاتهم الإذاعية اللاسلكية مثل راديو “مصر الجديدة” عام 1926م للمهندس جرجس حبشي، ثم بعد ذلك بعامين لحقتها الإذاعة الأوروبية “سابو”، وإذاعة “راديو فؤاد” التي أسسها عزيز بولس، وفي عام 1932م أنشأ إلياس شقال “محطة راديو الأمير فاروق”، ثم راديو “الأميرة فوزية”، وراديو “الأميرة فاطمة”، وراديو “هليوبوليس”، وراديو “وادي الملوك”، وراديو “مصر الملكية”، وراديو “فريد”، وراديو “بورسعيد”، وراديو “صايغ”، وراديو “القاهرة”، وراديو “ماجازين اجيبسيان”، وراديو “فيولا” بالاسكندرية وراديو “مصر الحرة”، وبانتهاء التعاقد مع شركة ماركونى تم تمصير الإذاعة المصرية عام ١٩٤٧ ..والحقيقة انه لايوجد مصري أو مصرية لا يأخذه الشجن بعيدًا بمجرد ان تسمع أذنه ألحان ومقدمة تلك البرامج التى اسرت شبابنا وطفولتنا ومازالت
كانت الإذاعة المصرية هى جامعة الفقير التي علمته فى برامج محو الأمية..وعلى حكايات أبلة فضيلة تربى جيل كامل مازال يطرب كلما سمع تلك المقدمة الغنائية العبقرية..ياولاد ياولاد. ثورات تحركت وبلدان تحررت والسبب كان الإذاعة المصرية.. تتحلق الأسرة حولها لتسمع وتتثقف وتتعلم فى أهم منبر إعلامي عرفه تاريخ مصر الحديث.ثم جاءت فترة قبع ذلك الصندوق الذهبي على الرف بعد دخول عوالم الفضائيات وثورة الإتصالات المرئية وشبكة المعلومات ثم لاحقًا مواقع التواصل الاجتماعي.. في وسط هذا كله وتحديدًا فى عام ٢٠١٩ يتقلد فارس من فرسان هذا المبنى العتيق “ماسبيرو ” زمام الإذاعة المصرية رافعا شعار ( الإذاعة المصرية.. تعود لتقود.
فبدأ رئيس الإذاعة المصرية الجديد الإعلامي الكبير الأستاذ محمد نوار خطته لتطوير وتحديث شبكات الإذاعة فى منظومة ( الآلة والانسان) فعرفت الإذاعة لأول مرة مايسمى بالشراكة الإستراتيجية مع هيئات الدولة كان أحدثها تقديم خدمات التضامن الاجتماعي عبر الأثير وبدأ “نوار” حملة لتطوير الأستوديوهات على أحدث نظم التقنيات الدولية الحديثة مع العناية بتدريب وتطوير الإذاعيين وراء الميكروفون فاعاد إلى إذاعة الأغاني هيبتها المفقودة بعد ان كانت خرجت عن نهجها فى تقديم طرب الزمن الجميل لمحبيه ..
وفي الوقت الذى كانت المعدات تعمل بغير كلل فى إنشاء عاصمة مصر الإدارية الجديدة كان رئيس الإذاعة الجديد يعمل بكل اجتهاد لإعادة تحديث وبناء مايمكن ان نسميه ( العاصمة الإذاعية الجديدة ) بتنسيق وإشراف وتعاون مشترك مع الهيئة الوطنية للإعلام ورئيسها المحترم الأستاذ حسين زين ..نتمنى لهذه التجربة المصرية الجديدة المزيد من التقدم وتعظيم سلام لرئيس الإذاعة المصرية على مانسمع ونرى وفى أنتظار المزيد.