عرب وعالممقالات

ما سبب كل هذا الإعجاب بحفل زفاف بوريس جونسون .. ألم يحدث ذلك من قبل ؟

ما سبب كل هذا الإعجاب بحفل زفاف بوريس جونسون .. ألم يحدث ذلك من قبل ؟

ما سبب كل هذا الإعجاب بحفل زفاف بوريس جونسون .. ألم يحدث ذلك من قبل ؟
حفل زفاف بوريس جونسون

كتب: د. محمد كامل

ظهرت صور لرئيس وزراء انجلترا بوريس جونسون وهو فى زفاف مع كارى سيموندز حيث أشارت الصور إلى عرس متواضع لايليق لموظف عادى فى دولنا العربية فضلاً عن كونه الرجل الأول فى الامبراطوريه التى لا تغيب عنها الشمس وأحد أكبر الدول فى العالم ومن يمتلك حق الفيتو وأحد الثمان الكبار اقتصاديا،كل هذا ونجد زفاف عادى أقل ما يقال عنة أنة حفل عادى .وبدأت الصحف والمجلات العربية تنشر صور ذلك الحفل المتواضع وتشير إلى ما وصلت بة بريطانيا والغرب من العدل والمساواة ، إلى الحرية والديمقراطية، وأن إنجلترا وكأنها جنة الله فى الأرض…وبالفعل أقدر روح الهزيمة عند هؤلاء وخصوصاً أنك إذا كنت شاهدت حفل رئيس الوزراء هذا ثم اتجهت جنوباً إلى أرض الكنانة وخاصة فى الجونة بالغردقة كنت ستشاهد عرسا أيضاً ولكن من نوع مختلف … لإبن صاحب أحد البنوك الشهيرة على بنت أحد أباطرة العقارات فى مصر ، كان هناك تباين حاداً بين العرسين،.ففى لندن كان العرس بأقل التكلفة بل اذا شاهدت الصور من الصعب ان تصدق انها ترقى لحفل عيد ميلاد أصلا ،بينما هنا فى الجونة تجد مليارات تصرف من أجل ليلة ،فستان يقدر بملايين ،تصميم قاعة مخصوص ،كل ماتشتهى عقلك من طعام ستجدة ، جميع وجهاء المجتمع ونخبتة ومن تخلف تأتى طائرة مخصوص لة وكأنة جراح قلب سينقذ حياة مريض ، كانت مقارنة ظالمة وصدمت كثير من أبناء امتنا حيث وجدوا فى الغرب مهرب حتى لو كان فى أحلامهم من أى مشهد سلبى داخل أوطاننا ،اى ناقص عندنا يجدوا كامل عندهم ، هزيمة نفسية وإعجاب يصل لدرجة الانبهار لتلك المجتمعات. ولكن هل قصور المشهد فى بلادنا يتطلب معة دائماً التوجة لمشهد الغرب حيث الكمال والفضيلة أم ان هناك مشاهد اخرى تستحق المشاهدة…الحقيقة يوجد ولكن هى مشاهد من عصر قديم هو عصر التأخر والرجعية كما يصفة المتنورين ولكنة فى الحقيقة زمن العدل والرقى فى الحياة الإجتماعية ، إذا رجعت ل ١٤٠٠ عام او أكثر لمجتمع المدينة

ما سبب كل هذا الإعجاب بحفل زفاف بوريس جونسون .. ألم يحدث ذلك من قبل ؟
بوريس جونسون

فى أواخر العام الثانى للهجرة كان زفاف فاطمة رضى الله عنها من حيدرة الاسلام على بن أبى طالب ،فماذا كان هذا الزواج وكيف كان وهل كان زواج اسطورى فوالد العروس هو سيد المجتمع وحاكم المدينة والكل يريد أن يجاملة والعريس هو أحد سادة قريش وأحد قواد جيش المسلمين فى بدر بل وابلى أفضل البلاء ، ماذا كان المهر ..درع لايساوى أربعة دراهم ..!! إذن فليكن أساس البيت هو الغالى …كان عبارة عن وسادة جلد حشوها نبات طيب الرائحة،سجادة صغيرة ،قربة لتحمل بها الماء، رحا لطحن العلف والشعير …!! أين أساس القصور واين متاع الأميرات إنها بضعة من أشرف الخلق إنها ريحانة المصطفى سيد ولد آدم بلا منازع كيف يكون ذلك مهرها وذلك أساس بيتها … إذن كان هناك عرس يعوض ذلك تتحاكى بة كل الجزيرة العربية … أبدا كان عرس عادى لم يكن مع على أصلا تمن وليمة لة وتكلف سعد ثمن الكبش وقام رهط من الأنصار بعمل قصعة ذرة لعمل الخبز ..هل هذا عرس بنت القائد والحاكم …هل هذا يوم زواج أحد أشجع قواد البلاد بل ولم يمر وقت على إنتصارة الكبير على قريش فى بدر ..فقد كان زواج على وفاطمة بعد غزوة بدر مباشرةً.كان مجتمع مختلف بة أناس من طراز فريد ،لم يغتروا بنصر ..قائدهم رجل دولة بمعنى الكلمة يعرف أن من أهم ركائز قيام الدولة وتقدمها قيام العدل والمساواة فهو كبير المدينة ليس معة مايميزة عن أى أحد فى المجتمع ،وها هو أشجع قادتة لا يمتلك شىء ليوم عرسة ،لهذا مكن الله لهم ،،فعندما ترى الرعية قائدها يعيش نفس حياتها يخلق لديها جوا من الإحساس بالمسؤولية تجاة المجتمع بل والعمل الدؤوب على تقدمة وبذل الغالى والنفيس من أجل رفعتة. إن إعجابك لشكل البساطة والسهولة فى زفاف رئيس وزراء بريطانيا سيزول بالكلية إذا رأيت كيف كان زواج على والزهراء.

د/محمد كامل الباز

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى