ما لا تعرفه عن العازف على قلوب النساء… رشدي أباظة
تقرير: ثريا الصاوي
استطاع أن يدخل الفن من أوسع الأبواب ونجح في تجسيد عدد كبير من الأدوار المؤثرة حتى وقتنا هذا في الشاشة المصرية وذلك بفضل شغفه نحو الفن، كان يمتلك ملامح تجذب قلوب النساء نحوه مما دفع النقاد منحه لقب “دنجوان السينما”.
استضافت إيناس الدغيدي أحمد رمزي وعمر الشريف في برنامج “هو وهي والجريئة” خلال اللقاء روى رمزي والشريف عدد من المواقف التي جمعت بينهم وبين الراحل رشدي أباظة، قال أحمد رمزي: إنه لم يجد من أبناء جيلهم من يستطيع منافسة رشدي أباظة في الوسامة أو الكاريزما أو حتى الأداء الفني، قائلًا: “مكنش حد يجي ضفر في رشدي أباظة”.
وعن الفنان العالمي عمر الشريف قائلًا: “لم تكن تجمعني السهرات كثيرًا برشدي أباظة مثل أحمد رمزي، رغم أن ثلاثتنا أصدقاء منذ الطفولة ومرحلة الشباب”.
وأكد عمر الشريف، أن الفنان الراحل رشدي أباظة كان بمنزلة هرم فني، الجميع يتمنى أن يقف أمامه، سواء من الفنانين أو الفنانات.
ذكر عمر الشريف، أن ثمة خلاف نشب بينه وبين رشدي أباظة، بسبب انتقاد عمر الشريف لعمل فني كان رشدي أباظة يقوم بدور البطولة فيه أمام إحدى النجمات في هذا الوقت، فما كان مني إلا أن ذكرت له نصيحة، قائلًا: “إزاي توافق تدخل عمل زي ده مع الممثلة دي ؟!”. فما كان من رشدي إلا أن انفعل وثار، وكان معروفا عنه غيرته الشديدة على كل عمل فني يقوم به أو حتى مشروع بصدد المشاركة فيه، الأمر الذي تسبب في خلاف دام بيننا لسنوات.
شكل الدنجوان والسندريلا ثنائي فني رائع حيث قدما مجموعة من الأفلام منها الساحرة الصغيرة والطريق وجناب السفير والفيلم المتميز “صغيرة على الحب” وغيرها من الأعمال.
في أحد الحوارات النادرة تحدث رشدي أباظة عن سعاد حسني وقال: “عمري ما فهمتها كانت دايماً بتخضني لما كنا بنعمل فيلم “صغيرة على الحب” كانت تلبس لبس الطفلة سميحة ابصلها طفلة يا جدعان تقعد تتنطط.
وأضاف: تعمل مقالب فيَّ ، في نيازي مصطفى بعدها بعشر دقايق تدخل جوه وتطلع ألاقي أجمل ست في الدنيا خارجه علينا بفستان هي اللي محلياه، هي ليدي بروح طفلة”.
وفي عام 1962 نجح رشدي أباظة و شادية في تقديم ثنائي فني متميز بفيلم “الزوجة 13” واستمر هذا النجاح لعدة سنوات.
قصة فيلم “مراتي مدير عام”
بعد الاتفاق مع أباظة علي بطولة الفيلم، تزوج الفنان صلاح ذو الفقار من النجمة شادية وقتها، وبعد زواجهما وجدا الثنائي أنه من الممكن استثمار زواجهما بالقيام ببطولات معا، لذلك كانت هناك رغبة وجود صلاح ذو الفقار بدل رشدي أباظة في بطولة “مراتي مدير عام”، ولكن لم يجرؤ أحد على إبلاغ رشدي بالأمر.
مع أول يوم تصوير للفيلم في أستوديو نحاس ودون علم أباظة تفاجئ العاملون بالفيلم بحضور رشدي إلى الأستوديو وقبل أن يدخل رشدي لمكان التصوير هرع جميع العاملين والأبطال إلى غرفهم خوفًا من رد فعله، ليدخل رشدى إلى البلاتوه ويجده قد خلا من الجميع وبعد حوالي ربع ساعة خرج رشدي وانصرف دون أن يعرف أحد ماذا فعل رشدي بالديكور.
توقع العاملون أنهم سيخرجون من غرفهم ليجدوا رشدي وقد أحرق الديكور أو هشمه، لكنهم تفاجأوا جميعا بوجود باقة من الزهور وضعها رشدي داخل الأستوديو وإلى جواره 2000 جنيه مبلغ عربون الفيلم ورقة مكتوب بها أخي صلاح أتمنى لك التوفيق.
وبعد نجاح فيلم “مراتي مدير عام” لم ينقطع العمل بين رشدي أباظة وشادية قدما للسينما المصرية سلسلة من الأعمال الفنية الناجحة.
وفي حوار أجرته منيرة أباظة، شقيقة الراحل، مع الإعلامي أحمد شوبير، لبرنامج “الرجل ده أبويا”، قائله: عند اكتشافه المرض طار رشدي أباظة إلى لندن، وهناك خضع لجراحة أزال خلالها الأطباء ورما خبيثا استقر في مخ الدنجوان، كان رشدي ومن حوله يأملون في أن تنتهي الأمور عند هذا الحد، وأن يعود الجميع إلى مصر وهو سليم معافى، لكنهم عادوا بـ”روشتة” مكتوبا بها أنّ رشدي لن يعيش أكثر من 6 أشهر، وهو ما حدث بالفعل حسب شقيقته: “6 شهور بالظبط وتعب رشدي واتنقل المستشفى وبعدين مات”.
لحظات رشدي الأخيرة قضاها وسط أسرته وأشقائه، حيث كان أقربهم إلى قلبه، شقيقه الفنان الراحل فكري أباظة، ومنيرة أباظة: “كنت بنته وصاحبته وأخته، وكان مرتبط بفكري أخويا أوي، ورشدي كان بيعتبره ابنه، وفكري اتأثر أوي لما رشدي مات”.
كان للدنجوان الراحل وصية غريبة، لم يتم الكشف عنها سوى بعد فترة كبيرة من وفاته، تحدث عنها الماكير محمد عشوب، من خلال برنامج “القاهرة اليوم”، مضيفا: “حضرنا تغسيله أنا والمرحوم عجم عبدالرحمن دنجل صديقه، واللي وصاه وقاله قبل ما يموت على طول لما أموت افرشلي قبري بالحناء، هو كان من وجهة نظره أن الحناء بتحلل الجثة بسرعة شديدة جدًا لأنها سخنة فبتحلل الجثة، كأنه قال لنفسه مش عايز أقعد وجثتي تعفن أنا عايز أبقى فجأة هيكل عظمي”.
