ما هو يوم عاشوراء وما سبب وحكم صيامه وفضله
كتب الشيخ / رضا نصر الدين
تدور الأيام بدورتها وتمر الأيام بسرعتها ليحل علينا شهر الله المحرم ويحل معه ذكرى يوم عاشوراء يوم عظيم من أيام الله يوم ظهر فيه الحق عزيزًا وزهق فيه الباطل، يوم أنتقم الله فيه من الظالمين وأنتصر للمظلومين يوم نجى الله فيه نبى الله موسى بن عمران ومن آمن معه من الغرق وأهلك فرعون الطاغية وجنوده
فى يوم عاشوراء دروس وعظات وعبر منها تحريم الظلم بكل صوره وأشكاله، الاستهزاء بالانبياء والصالحين عادة من عادات الجاهلية
ان لانفقد الأمل والتفاؤل.
التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة فى يوم عاشوراء هو فرصة عظيمة من فرص الخير علينا أن نحسن استغلالها .
عاشوراء هو العاشر من شهر المحرم قال بذلك جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم قال جمهور الفقهاء المالكية والشافعية والحنابلة والاحناف، هذا اليوم يعد من الأيام الفاضلة وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم يصومه اعترافا بما فيه من الفضل والثواب العظيم. روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء.
تقول السيده عائشة رضي الله عنها كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان المبارك ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه وبلغ من صيام هذا اليوم وقيمته العظيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه بصيامه وورد في ذلك أحاديث صحيحة تدعو إلى هذا الصيام وتشعر بمعظم ثوابه في هذا اليوم. وروى مسلم من حديث جابر بن السمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصومه يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا عنه ونحن نفعله وروى الإمام أحمد في مسنده والبزار والطبرانى من حديث عبدالله بن الزبير قال وهو على المنبر هذا يوم عاشوراء فصوموه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصيامه
ولصيام يوم عاشوراء ثواب جزيل فقد ورد فيما رواه أبو قتاده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فى صيام يوم عاشوراء انى احتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله أخرجه مسلم
وقد اتفق جمهور الفقهاء على أن صيام يوم عاشوراء سنة وليس بواجب فمن شاء صامه ومن شاء تركه وأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بصومه على سبيل الاستحباب والترغيب في صيامه وليس صيامه بواجب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لم يكتب عليكم صيامه وخير في الصوم وعدمه ولم يأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم من أكل يوم عاشوراء بالقضاء وبعض العلماء ومنهم الإمام الشافعي وأحمد قالوا باستحباب صيام اليومين التاسع والعاشر لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يصوم اليومين خوفا ان يفوته اليوم العاشر قال الترمذي. باب ما جاء في يوم عاشوراء وهو متوسد رداءه في زمزم قلت بابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني عن يوم عاشوراء اى يوم اصومه فقال إذا رأيت هلال شهر المحرم فاعدد ثم أصبح من اليوم التاسع صائما قلت اهكذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يصومه قال نعم ومعنى قول ابن عباس ثم أصبح من اليوم التاسع صائما اى صم اليوم التاسع مع اليوم العاشر واستشهد بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع أخرجه مسلم .
وفى كتاب الصيام باب صوم يوم عاشوراء والاحتفاء بهذا اليوم ينبغي أن يكون بصومه وذكر الله حتى يحصل فاعل ذلك على الثواب الجزيل أما ما جرت به العادة
عادة بعض الناس من الإكثار من الطعام وتنوعه بحجة التوسعة على العيال في هذا اليوم هو من قبيل البدعه التي لم ترد في الإسلام وما يتناقل من اثار في ذلك اليوم مثل من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل فى وسعة سائر سنته فيما رواه الطبراني ليس صحيحا انظر كنز العمال الجزء الثامن ص خمسمائة وست وسبعون والله من وراء القصد.