متى يقود الفنانون قطار ( تحيا مصر) ؟
بقلم/ إنجي الحسيني
كانت السينما المصرية فى عهدها الذهبي هي ثاني دخل للاقتصاد المصري جنبًا إلى جنب مع القطن المصري وكانت السينما المصرية هى ثانى سينما في العالم بعد السينما الفرنسية بفرق شهر واحد وذلك فى آواخر القرن التاسع عشر بذلك العرض الذى بدا في الإسكندرية ومن عجائبها ان المخرجين كانوا فى بدايات السينما ينزلون إلى الشوارع يلتقطون مشاهد حية للناس ودعوتهم لمشاهدة أنفسهم بعد دمج هذه المشاهد مع مقاطع الفيلم الأصلية فى عبقرية نادرة وبدءا من ثورة ١٩١٩ تولدت لدى المصريين وخاصة المبدعين والفنانين تلك الرغبة العارمة فى تقديم فن مصرى حقيقى يلبى طموحات الشعب فى الاستقلال عن كل ماهو غربى من عادات وتقاليد وفنون ومقاومة مظاهر الاستعمار الانجليزى وثقافته الدخيلة على مجتمع شرقى محافظ فقامت نهضة فنية سينمائية ومسرحية كبيرة وكان دائما هناك دور للفنان تجاه مجتمعه، ومن ضمن هؤلاء الفنانين وعلى الرأس منهم كانت كوكب الشرق أم كلثوم والتى كان من ضمنها تبرعها عام 1956 من أجل إعمار مدارس بورسعيد بمبلغ 1000 جنيه، بما يوازي أكثر من مليون جنيه الآن، وقادت بنفسها حملة لجمع التبرعات من المشاهير والشخصيات العامة من أجل الوطن حتى وصل بها الأمر بإحيائها حفلات للجنود على جبهات القتال …ومن هنا تأتى فكرة ( قطار تحيا مصر) والذى من المقترح ان يمر بمحافظات مصر فى عروض مسرحية وفنية داعمة بمشاركة نجوم مصر، بدايتا برموز الفن فى زمن الفن الجميل ومنهم فاتن حمامة، فريد شوقي، سامية جمال وزوزو ماضى وزينب صدقى وزهرة العلا وليلى فوزى وأميرة أمير وأمينة رزق ومارى منيب وحسين رياض ومحمد كمال المصرى وكارم محمود ومحمود شكوكو وجلال حرب وعزيز عثمان وكمال الشناوى وعماد حمدى ومحمد جنيدى وحسن فايق. . وغيرهم
كان الفنان دائما قريبا من الجمهور، لا يستطيع أن ينفصل عن قضايا وطنه بحياته الخاصة، هؤلاء هم القوة الناعمة والتى طالما كانت وسيلة لمؤازرة الانسان المصرى والمجتمع المصرى فى كافة المحافل
وعندما يكون الفنان محبوبا بفنه وإنسانياته، فإن ذلك يجعل له رصيدا عند الجمهور ومحبة في قلوبهم، ومن ثم يصير قدوة ومحرك للمشاعر الوطنية إذا ما تزعم الفنان المواقف الوطنية النبيلة.
و في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر وفي ظل المعاناة التي يشعر بها المواطن، يأتي السؤال: متى يقود الفنانون ” قطار تحيا مصر ” ليجوب قرى مصر ومحافظتها بين الناس ومن اجل الناس الذين هم بالاساس الركيزة الأساسية لهذا الفن العظيم ومادته الخام فمنهم وعبرهم استقى الشاعر اهازيجه وهم صانعوا تراثه الباقى وفنه الخالد ..هكذا فهم المبدعون قيمة هذا الانسان المصرى عبر خريطة مصر كلها ومن هنا كانت الدعوة استمرارا لهذا الإيمان المستقر والمتبادل بين الفنان وجمهوره بين الانسان والانسان لاينفصلان ابدا عن بعضهما البعض ..ان فكرة ( قطار تحيا مصر ) هو عوده لقوة مصر الناعمة بالداخل قبل الخارج بل قل ان الداخل هو ميكانيزم وآلة الدفع لتمكين هذه القوة بالخارج .. قوة تغزل قيم ومبادئ هذا المجتمع بالمشاركة المادية والوجدانية لفناني مصر الأعزاء.