محافظ الاسكندرية “محمد الشريف في حوار خاص لـ عالم النجوم
إعداد: د. أحمد مقلد .. حوار / دعاء نصر
تزامن العيد القومي لمحافظة الإسكندرية مع الحوار الصحفي لسيادة اللواء محافظ الإسكندرية وتجدد الوعد والعهد من صاحب الإنجازات المتتالية بأن يحفظ بريق وعبق عروس البحر المتوسط ويشهد بذلك كل من زار الإسكندرية فقد تزينت بإنشاءات ومشروعات خدمية وتنموية داعمة للمواطن السكندري ومعززة لمكانة المحافظة وقيمتها التاريخية والحضارية ومن أجل متابعة خطط المحافظة للتطوير وواقع التحديث فقد خصنا سيادة اللواء المحافظ بهذا الحوار الحصري لجريدة عالم النجوم مع الصحفية دعاء نصر رئيس مجلس إدارة الجريدة، ومن خلال الأسئلة التالية نحصد الأجوبة لكل ما يشغل الجماهير العريضة من محبي محافظة الإسكندرية ومن يرغبون في معرفة خطوات التطوير ودعائم التحديث فيها.
ما هي رؤية سيادتكم لواقع التغيير في سوق العمل والتحويل من القطاع الحكومي للقطاع الخاص وهل هناك خطوات قامت بها المحافظة لدعم الشباب وتوفير فرص العمل؟
لقد تم الإعلان من خلال جريدة عالم النجوم في حوار سابق أن المحافظة تقدم فرص توظيف خلال أسبوعين بإحدى الشركات الكبرى والمصانع في المنطقة الحرة ومنطقة العامرية لكن المشكلة الحقيقية أن الشباب لا يرغب في الذهاب للعمل بمصانع بعيدة في منطقة برج العرب ولدينا تلك الفرص للتوظيف براتب شهري قدره 3,000 جنيه لجميع المؤهلات وبدون مؤهلات لكون هذه الجهات الراغبة في التوظيف لديها نقص شديد في العمالة من الشباب وأكرر تأكيدي على وجود تلك الفرص للتوظيف حيث أنه قد تم التواصل مع رئيس مجلس إدارة إحدى مجموعات المصانع التي تعمل في قطاع الغزل والنسيج، وغيره من أصحاب المصانع بأنهم يرغبون في أخذ موافقة المرور حتي تبدأ سيارة لتعلن للجماهير عبر شوارع المحافظة عن فرص التوظيف وحاجة المصانع للشباب وإذا كانت المشكلة في بعد المسافة وقلة المواصلات فإني أعلن من واقع مسئوليتي كمحافظ للإسكندرية بأني على استعداد لتوفير وسائل مواصلات من خلال هيئة النقل العام بمحافظة الإسكندرية لكون المحافظة ترغب في دعم الشباب الباحث عن العمل كما أني أدعوا أبنائي الشباب للجد في العمل خاصة في بداية حياتهم العملية فربما كان التعب بداية لقمة النجاح والذي سيمحو أثر هذا التعب خاصة وأن فرص العمل قد أصبحت تحتاج لمن يبادر لها لا من ينتظرها أو يبحث عنها بالقرب من سكنه.
سيادة المحافظ هل يتاح لكم من خلال متابعتكم لخطوات تنفيذ رؤية المحافظة للتطوير الاستماع لصوت المواطن ومتابعة وجهة نظره للتطوير؟ وهل تقوم المحافظة بعمل اجتماعات دورية لمعرفة نبض الشارع واحتياجاته؟
من واقع متابعتي فإن العديد من المحافظات كانت تقوم بعمل لقاء أسبوعي يحضر فيه المواطنين ممن لديهم شكاوي ويريدون لها الحل، لكن من خلال تاريخي الوظيفي ومن واقع مسئوليتي فقد كان لي المبادرة بأن أسعى للمواطنين بنفسي وأستمع لشكواهم، والمحافظة لديها مكتب العلاقات العامة والذي يتلقى يوميًا مئات الشكاوي ونعمل على حلها ولكن الشكاوي والطلبات لا تنتهي لكون هناك طلبات خاصة ببعض المواطنين ومنها ما هو حقيقي وبعضها ليست حقيقية والبعض يتقدم بطلبات غير واقعية وجموع الجماهير تأمل في الأفضل وينتظرون منا الأفضل، وبإذن الله سنكون لهم سند وعون ودوماً تسعى المحافظة بكامل أجهزتها وإداراتها أن تكون عند حسن ظن الجماهير وفق ما يتاح لنا من إمكانات وليثق المواطنين بمحافظة الإسكندرية بأننا نعمل من أجلهم خلال طوال ساعات اليوم وعلي مدى 24 ساعة متواصلة لكون مصلحة المواطن السكندري قبل أي اعتبار.
كيف يمكن توظيف المكانة السياحية والتاريخية في تنمية الخريطة السياحية للمحافظة؟
نعم هذا الأمر هام جداً وهو محور من محاور اهتمامي بشكل شخصي لان محافظة الإسكندرية تتميز بموقعها مما جعلها قبلة السياحة الداخلية للمصريين وأصبحت السياحة الداخلية هي المسيطرة على مقدرات السياحة في الإسكندرية رغم ان الإسكندرية مدينة متميزة وجاري التنمية في مجال السياحة لوضع المحافظة في مكانها الذي تستحقه من واقع تاريخها وحضارتها وموقعها حيث أن محافظة الإسكندرية تعد أقدم المدن التي تلقبت بذات الاسم على مستوى العالم، كما أن المحافظة فيها شارع النبي دانيال وهو أقدم شارع في التاريخ ولدينا من الآثار الكثير والكثير ولدينا تراث غني من تاريخ الحضارات ولدينا المتاحف التي تعرض نماذج من الآثار عبر كل العهود ولكن حقيقة مازالت محافظة الإسكندرية لم تحصل على مكانتها التي تستحقها من هذه السياحة الثقافية ولكن ربما ذاعت شهرتها أكثر في السياحة الساحلية والشاطئية ونحن نعمل جاهدين علي التطوير والتحديث في إدارة تلك الملفات المهمة لذا قمت بإحداث تغييرات في الهيئة القومية للسياحة بشكل جذري لكون تنشيط السياحة بأنواعها هدفنا خلال الأعوام القادمة ان شاء الله.
ما هي الخدمات الإدارية التي تم استحداثها خلال عهد سيادتكم؟ وما هو مردود ذلك على المواطن والأجهزة التنفيذية؟
في الحقيقة العديد من الخدمات الإدارية على مستوى الأحياء بالكامل، أصبحنا نقدمها في شكل خدمات إلكترونية تماشياً مع متطلبات التحول الرقمي لجميع أحياء الإسكندرية باستثناء منطقة العامرية الأولى والتاني فمازلنا نعمل على إضافتهم لمنظومة التحول الرقمي، حيث أن جميع الخدمات التي تقدمها المحافظة والاحياء قد تم حصرهم في عدد 37 خدمة وقد تم إتاحة تنفيذهم من خلال تطبيق application على الهاتف ومن خلال مراكز نموذجية يتم تقديم بيانات الخدمة المطلوب تنفيذها والمسجلة من خلال الهاتف المحمول وبالتالي يحصل علي الرد، وخلال المرحلة القادمة سيتم إضافة تراخيص البناء أيضا للتطبيق الإلكتروني وليس مطلوب بعد ذلك أن يذهب المواطن أو المقاول أو المستثمر أو المطور العقاري إلى الحي أو أن يذهب لأي مكان لتقديم الطلبات بهدف تقديم الطلبات لكون تقديم الطلب وجميع البيانات والخدمات متاحة من خلال التطبيق الإلكتروني application والذي تم إتاحته من خلال الهاتف المحمول حيث أنه يتم التعامل مع تلك الطلبات من خلال مكتب خدمة المواطنين في غرفة العمليات ومن خلال هذا التطبيق يتم التعامل مع كافة الاوراق التي يتم إرسالها بالبريد دون التعامل المباشر مع أي شخص أو جهة حرصاً على السرية وتحقيقاً لراحة المواطنين وجميع تلك الخدمات قد أصبحت من خلال هذا التطبيق ولحين استقبال رخصة البناء أو أي تراخيص أخرى أو أي خدمة على مستوى المحافظة كلها، وبالطبع فإن التحول الرقمي هو نابع من رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو جوهر التطوير والذي نسعي لتعميمه في كافة أرجاء مصرنا الحبيبة وذلك رغبة في مساعدة أهلنا بإتاحة الخدمات لتكون بين أيديهم وبشكل سهل ويسير وهذه أقل هدية نقدمها لأهلنا، ورغم وجود البعض ممن لا يجيدون التعامل مع تلك التطبيقات الإلكترونية مثل تطبيق application أو web side والمتاح ضمن تطبيقات الهاتف المحمول لذا قد تم إتاحة الفرصة بمنطقة المنتزه أول والمنتزه تاني ومن خلال المركز التكنولوجي الموجود هناك ومن خلال بعض الموظفين أن يقوموا بتدريب المواطنين على التعامل مع تطبيق Application بهدف تعريفهم به وكيفية استخدام خدماته.
سيادتكم أعلنت في حفل العيد القومي بمحافظة الإسكندرية عن افتتاح مشروع تطوير ميدان محطة مصر بعد شهر تقريبًا فما هي اللمسات الأخيرة لافتتاح هذا المشروع الحضاري؟
بالطبع هذا المشروع من ضمن المشروعات العملاقة التي أفتخر بإنجازها خلال فترة إدارتي للمحافظة كما أن هناك مشروع كبير أخر يتضمن تطوير ميدان محطة مصر وذلك نظراً لكون يد التطوير لم تمتد له منذ اكتر من 50 عام مضت أما الآن فقد شملته عملية تجديد ونظافة وجاري تطويره بحيث سيتم منع كافة الباعة الجائلين المترددين على المكان، وسيتم منع التكاتك وقمنا بعمل موقف لانتظار كافة الاتوبيسات والسيارات الخاصة، سيارات النقل العام أو النقل الخاص حيث أن قد تم تخصيص مكان محدد لكل منها وقد انشأنا فيه مجموعة من الحدائق وسوق حضاري مكون من 4 أدوار تم تخصيصه للباعة الجائلين، انشأنا فيه 100 شاشة إعلامية للإعلان عن السلع بإلاضافة لمجموعة من الكافيهات والمطاعم قد تم تصميمها على أحدث مستوى، كما أنه قد تم إنشاء حوالي 100باكية من الباكيات الكبيرة أو المحلات الكبيرة للباعة المتواجدين هناك حيث ستكون كل الخدمات متاحة في ميدان محطة مصر بعد أن شمل المنطقة التنظيم والتطوير وفق تصميمات متوافقة مع روح التراث الخاص بهذا الميدان وحفاظاً على تاريخ هذا الميدان لم نقم بأي تعديل في الألوان القديمة والتي ميزت ميدان محطة مصر، لذا بقيت بذات الألوان نظراً لكوني قد وعدت الجماهير بأنه سيكون من أجمل الميادين في مصر، وان شاء الله الخطوة التالية ستكون موجهة نحو المحافظة على هذا الميدان ولذا قمنا بتوقيع بروتوكول تعاون مشترك مع جهاز الخدمة الوطنية في شأن إدارة هذا العمل الضخم من نواحي الإدارة والحراسة والنظافة وتحصيل الرسوم الإدارية بشكل كامل وذلك حرصاً على الحفاظ على بقاء هذا البناء في كامل رونقه.
هناك خطوات لإدخال المترو إلى محافظة الإسكندرية فهل يتبع ذلك تطوير محطات وأماكن مرور خطوط السير له بما يستدعي التطوير والتحديث؟
بالتأكيد لدينا العديد من عمليات التطوير فعلى سبيل المثال الترام ورغم انه يتسبب أحياناً كثيرة في إحداث إعاقات مرورية داخل بعض الشوارع بالمحافظة، ولكن يظل وجوده ضرورة لكونه تراث ومعلم من معالم الإسكندرية لذا قررت المحافظة أن تحتفظ به ، وذلك التقليد وجدته خلال زيارتي لمدينة مرسيليا حيث وجدت الترام لديهم محتفظ بطابعه الأصلي كما هو لذا تم التخطيط لعملية تطوير شاملة لترام الرمل وحيث أن المحافظة بها خطين من الترام وهما خط ترام الرمل وترام المدينة ، لذا تم اختيار ترام الرمل للتطوير بشكل كامل وسيكون هناك زيادة في عدد المحطات ربما أكثر قليلًا من المحطات الحالية، وقد تم تكليف وزارة النقل لتولي عملية هذا التطوير بالإضافة إلى القطار السريع والذي يمر بمدينة الإسكندرية من ناحية ماريه بجوار الاستاد وسوف يتم تنفيذ محطة كبيرة وهذه المحطة قد خطط لها لتصل تقريبا حتى مدينة برج العرب تيسيراً على الذاهبين والعائدين من المطار ويمتد هذا الخط إلى مدينة العلمين والصعيد والبحر الأحمر وهذا الخط مسافته كبيرة جداً ومدينة الإسكندرية إحدى محطات المرور.
إذا كان العيد القومي بمثابة ذكرى سنوية للمحافظة فهل كان العيد القومي الحالي هو انطلاقة وتحول جديد في مجالات التنمية الشاملة لمحافظة الإسكندرية؟
لقد نالت مصر في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ما لم تناله خلال سنوات سابقة من التحديث والتطوير في مجال التنمية الشاملة والتنمية المستدامة على مستوى الجمهورية وقد كانت مدينة الإسكندرية من المحافظات التي نالت الحظ الأكبر فبعد أن كانت المحافظة تعاني من العشوائيات على مدار السنوات الماضية مما تسبب في مشاكل كثيرة منها ما تم حله ومنها ما هو جاري إصلاحه وبصفتي محافظ الإسكندرية وكذا جميع القيادات التنفيذية نعترف بأنه ما يزال لدينا مشاكل نرغب في معالجتها، مثل مشكلة الباعة الجائلين ومشاكل الانشغالات ومشاكل التكاتك ومشاكل الميكروباص “المشاريع”، وما تزال مشكلة التزايد الفج في أعداد السكان حيث وصل تعداد المحافظة لما يقارب 5 مليون ونصف نسمة بالإضافة لعدد 2 ونصف مليون ضيف على مستوى الإسكندرية وقد وصلت نسبة الإشغالات في الشواطئ لحد 100٪ ، وكذا نسبة الإشغالات في الفنادق سواء 5 نجوم أو 3 نجوم أو حتى نجمة فإن نسبة الاشغال 100٪، وكذا الشقق المفروشة أصبحت مكتملة العدد وهذا الأمر يشكل مصدر سعادة لنا لكونه موسم تجاري للإسكندرية فعلى سبيل المثال شارع خالد ابن الوليد، شوارع المنشية ومحطة الرمل تجدها مكتظة بالجماهير وهذا الأمر يسعد شعب الإسكندرية ويسعد المحافظة لكونه موسم للرواج التجاري في كل عام خاصة هذا الوقت من العام.
في نهاية الحوار الحصري لجريدة عالم النجوم هل أستطيع أن استأثر بكرم حضرتك في معرفة المشروعات التي أدخلت السعادة على قلبك وكان لها صدى إعلامي وجماهيري كبير؟
بالتأكيد فان أكثر شيء أسعدني هذا العام وخاصة خلال أخر شهرين هو افتتاحي لشاطئ جديد مجاني لأهالينا في مدينة الإسكندرية للبسطاء وضيوف المحافظة من على مستوى الجمهورية، وهو شاطئ الانفوشي، وهذا الشاطئ يتسع لعدد 1000 أسرة يومياً وبدرجة خدمة VIP مجانًا بالإضافة إلى شماسي وكراسي وكل الخدمات على مستوى عالي جدًا بدون أي مصروفات، والافتتاح الثاني كان من نصيب شاطئ المندرة حيث أننا قد قمنا بافتتاحه منذ شهر مضي وبه شاطئ للمكفوفين وقد أسعد الجماهير وأدخل السرور على المكفوفين حتى أن صدى هذا الأمر قد تخطى العالمية فقد تداولته وكالة رويترز العالمية ووكالة أنباء الصين ووكالة الأنباء الالمانية وجميعهم قد حضر للشاطئ بهدف توثيق صورة سعادة الأطفال المكفوفين وهم يسبحون بدون مساعدة من أسرهم وهذا الأمر قد أسعدني جداً، لكون سعادتي نابعة من رؤية أهل محافظة الإسكندرية وجموع أهلنا البسطاء وهم سعداء، وربما سعادتي بالإنجاز يسبقها سعادتي بما أجده رضا الجماهير وسعادتهم بما يقدم لهم من خدمات والقادم أفضل بإذن الله تعالي، وكل عام وأنتم طيبين وفي سعادة بمناسبة الإسكندرية القومي.
