محسنة توفيق.. صوت الثورة وضمير الشاشة الذي لا يُنسى

تقرير / دنيا أحمد
رحلت عن عالمنا في السادس من مايو، الفنانة محسنة توفيق، تاركة خلفها إرثًا فنيًا وإنسانيًا نادرًا، جعلها واحدة من أبرز نجمات الشاشة المصرية والعربية، ليس فقط بموهبتها، بل بمواقفها الصلبة، وشخصيتها الاستثنائية التي جمعت بين الفن والوعي الوطني.
ولدت محسنة توفيق في 29 نوفمبر عام 1939، وبرزت منذ بدايتها في عالم الفن كممثلة تحمل قدرًا هائلًا من الصدق الداخلي، كانت لا تؤدي أدوارها بل تعيشها بكل كيانها.
عرفها الجمهور العربي من خلال أعمال أيقونية، أبرزها شخصية “بهية” في فيلم “العصفور” للمخرج الراحل يوسف شاهين، حيث جسدت دور المرأة المصرية التي تصرخ في نهاية الفيلم:
“انتهى الكلام… بهية لسه صاحية!”
صرخةٌ لا تزال ترن في الوجدان كرمز للثورة والمقاومة.

لم تكن محسنة توفيق مجرد ممثلة، بل كانت مثقفة ومُنظّمة سياسية وناشطة وطنية، ابتعدت عن أضواء الشهرة حين شعرت أن الساحة الفنية لم تعد تعبّر عن قناعاتها.
قدّمت أعمالًا تلفزيونية عظيمة مثل:
“ليالي الحلمية”،
“أم كلثوم”،
و**“الوسية”**،
واختارت دائمًا الأدوار التي تحمل بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا عميقًا.
رغم قلة عدد أفلامها مقارنة بنجمات جيلها، إلا أن تأثيرها كان طاغيًا، وظلت أعمالها تُدرَّس كنموذج للفن الملتزم والواعي.
منحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسامًا تقديريًا لدورها الوطني، وكرّمتها الدولة في أكثر من مناسبة، آخرها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2018، حيث صعدت إلى المسرح وسط تصفيق حار، وقد بدت ملامحها كما هي: شامخة، بسيطة، حقيقية.
رحلت محسنة توفيق في 6 مايو 2019، لكنها تركت لنا صورة لا يمكن نسيانها:
امرأة قاومت بالصوت والصورة، ومثّلت بصدق، واختارت أن تظل ضمير الفن في زمن التنازلات.
رحم الله محسنة توفيق…
بهية الفن المصري التي لن تغيب.





