محمد خميس في حوار لـ جريدة عالم النجوم.. “طبيعة الكتابة هي اختياري للعمل اولًا وكنت قلق من ردود الأفعال”
حوار : مادونا عادل عدلي
فنان مميز، عشق الفن ولغته العربية العريقة، أحبه الكثيرون، وتألق في شخصيات مميزة ، لفت انتباه الكثير من خلال أدواره المميزة منهم مسلسله توبة
ولد في مدينة دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة عام 1976، شارك في العمل مع العديد من الفرق المسرحية، منها فرقة الفنون المسرحية بكلية طب الأسنان وفرقة مركز الاسكندرية للإبداع وفرقة الإسكندرية المستقلة للفنون المسرحية.
وشارك محمد خميس في عدد من الأفلام السينمائية بأدوار قصيرة، منها “1000 مبروك، عسل أسود، الكبير قوي، فاصل ونعود، ميكروفون”.
وإليكم نص الحوار
حدثني عن قراءتك للعمل وشعورك بعده عامةُ؟
أستكشف أي عمل من خلال قراءة السيناريو بالطبع… وتحدد طبيعة الكتابة انطباعي عن العمل
ولكن… على الرغم من بعض الانطباعات غير المريحة للقراءة، فإن الإخراج يكون قادرًا على تخطي للمشاكل الموجودة في الورق، والمخرج الجيد يستطيع أن يعالج هذه المشاكل ولذلك فالأهمية الرئيسية لدي عند اختيار العمل هو “مخرج العمل”، ويليه السيناريست، ويليه “بطل العمل” لأن هذه العناصر هي التي تفرق في تكوين العمل
أما شعوري بعد العمل احاول ان اكون متحفز جدا لردود الأفعال ويصيبني القلق بأن من الممكن أن الناس ترى العمل بشكل خطأ.
هل ترى أن الأعمال التي تعرض في الوقت الحالي هادفة ام تريد التريند فقط؟
التريند هو منظور تجاري فهو شيء منتشر ليس من الضروري أن يكون له قيمة حقيقية، ولكن يتم استغلاله من باب التسويق
وهذه الأفكار التسويقية ليست جديدة بالطبع، فهناك أعمال فنية كثيرة قدمت بغرض السوق فقط والحالة التجارية، وقد استغلت هذه الأعمال عناصر ذات شعبية عالية بغض النظر عن مستواها الفني أو قيمتها مثل عادل هيكل في إشاعة حب بسبب شعبيته والرياضي إكرامي في رجل فقد عقله وفيلم يارب ولد بسبب الشعبية
والفنان عدوية في 424 بسبب شعبيته على مستوى الغناء، وهذا لا يعني أنهم كانوا سيئين، ولكنهم كانوا يمتلكون شعبية في مجالات بعيدة عن المجال التمثيلي تمامًا، وتم استغلال هذا في هذه الأعمال حتي تحقق نجاح جماهيري وإيرادات عالية.
فالفكر التجاري قائم على هذا وحاليًا السوشيال ميديا لها تأثير مهول على مستوى العالم كله، وبسبب هذا نجد أشخاصا ليس لديهم أي مضمون أو موهبة حقيقية، ولكنهم يمتلكون شعبية عظيمة على السوشيال ميديا… فيتم استغلال هذا كمضمون تجاري، وأنا ضد هذا
ولكن من الممكن أن تستغلهم في حدود الإمكانيات الفنية المطلوبة ولكن لا يكن موضوعًا مبالغًا فيه؛ فهم ليست نجومًا ولم يسلكوا الطريق الصحيح.
ولو نظرنا للأعمال حاليًا لوجدنا أعمال تستغل التريند بشكل كبير واعمال أخرى تعتمد على المواهب فقط وأعمال تعتمد على أسلوب وعمل راقي.
من وجهة نظرك ما هو التريند ؟
ليس دائمًا التريند يقصد الأشخاص، فقد يكون التريند عن حدث يهتم به العالم زيادة عن اللزوم وايضا ليس دائمًا يكون له مضمون عالي أو لا.
هل احتجت لمجهود في شخصية معينة قدمتها ؟
كل الشخصيات تحتاج لمجهود، فأنا مؤمن بمدرسة قائمة على فكرة أن أعيش الشخصية حتى تظهر تفاصيلها، وعندما تتقمص الشخصية تظهر علاماتها وتفاصيلها من الداخل للخارج
فهناك مدرستان كبيرتان الاولى وهي تقمص الشخصية مثلما وضحت، ومن أشهر النجوم الذين انتموا لهذه المدرسة النجم الراحل أحمد زكي
والثانية أن أقدم الشخصية بتفاصيل خارجية كثيرة، وعندما تطبق هذه التفاصيل، تدخل داخل الشخصية وتصدقها ومن أشهر من انتمى لهذه المدرسة النجم نور الشريف
ولكن عن نفسي فأنا أسعى لتصدؤق الشخصية، وعندها تظهر التفاصيل من تلقاء نفسها، طبعا لم أصل لبراعة النجم الجميل أحمد زكي، ولكني أحاول فهذا إضافة للجدية، وهذه الطريقة دائما ما تكون مرهقة.
تعشق الآثار والتاريخ، وخريج طب أسنان، وتعمل فنانا… فما هذا الخليط الرائع… فهل الفن موهبة بالنسبة لك؟
هو شغف منذ الطفولة وهذا بسبب الوالد -رحمه الله- فقد كان مُوجها للغة العربية، وكان شخصية مميزة جدًا ونحن كنا دائمًا ما نحاول فعلا الأشياء على أصح ما يكون أمامه… وكنا في المنزل في حالة منافسة في هذه النقطة، فنحن رُبينا في بيت يحترم اللغة العربية ويقدرها، وهذا كان منشأ علاقتي بالتاريخ وحبي له لأن والدي -رحمه الله- كانت لديه مكتبة عامرة بالتاريخ الإسلامي، فقرأت فيه وبدأ يصبح اهتمامي الأول، وبعد ذلك اهتممت بتاريخ مصر القديم أكثر.
واعتقد أن اهتمامي الكبير بالقراءة كان السبب في تعدد اهتماماتي بهذا الشكل
وبسبب مجموعي في الثانوية العامة التحقت بكلية طب الأسنان، وهي كلية جميلة جدا، أرى أنها آجمل كليات القمة، ولكنها ليست الاهتمام الأول في حياتي، فالاهتمام الأول لدي هو الفن، أما عن الموهبة ف إن كنت موهوبا أم لا فهذا أنر يرجع الحكم فيه للجمهور.
هل من عمل كنت تود أن تشارك فيه؟
لا… كتير جدا، إذا كان في مطلق الأمر، ولكن فيما يتعلق بالأعمال المعروضة هذا العام، فقد كنت أود أن أشارك في بطلوع الروح مع الأستاذة كاملة أبو ذكري ومع الأستاذ حسين المنباوي في جزيرة غمام وفي مسلسل الكبير قوي مع الأستاذ احمد الجندي والأستاذ أحمد مكي
وكنت أتمنى المشاركة في أعمال أخرى كثيرة أيضا مثل أن أشارك مع الاستاذ محمد دياب في فارس القمر… moon knight
هل من موقف احزنك قبل ذلك؟
بالطبع مواقف حزينة كثرة مررت بها وطبيعي أن نمر بلحظات حزن.
كواليس العمل كثيرًا يحدث بها مواقف وطرائف هل من موقف لم تنساه بعد؟
كواليس توبة كانت جميلة جدا، فطاقم عمله من أجمل من عملت معهم، قد أكون واجهت صعوبات كثيرة في لبنان وقت التصوير، ولكن طاقم العمل كان جميلًا جدا، سواء الأستاذ عمرو سعد أو الأستاذ آحمد صالح أو باقي طاقم الإخراج: مصطفى، ضياء، وإنجي، وكل المجموعة، فلا أحب أن أنسى أحدا… والنجوم أيضا مثل انتصار، ودياب، وأسماء أبو اليزيد، ومصطفى أبو سريع -الذي شاركت معه قبل ذلك في المسرح- والمغربي، ومحمد لطفي، ومحسن منصور، ورحاب الجمل والكثير فلا أحب أن أنسى أحدا
ما هو الخذلان من وجهة نظرك ؟
هو توقع أو امل في شخص ما وأحيانا في حلم ما، حلم لا يتحقق على الرغم من كل مجهودك، أو شخص لا يكون أهلا للاحترام او التقدير على الرغم من احترامك وتقديرك له، الخذلان هو رغبتك أن يقابلك الشخص الذي أمامك بمثل ما في داخلك له، ولكنه لا يفعل ذلك فهي أرزاق وكل أرزاق ربنا لها معنى ودور.
هل تحتاج لوقت للاختيار والموافقة على عمل معين ؟
لا، لأن قراءتي سريعة، ولأنني أركز على عناصر في الاختيار أولها المخرج، فالورق، ثم البطل وأخيرًا شركة الإنتاج
فبالتالي… فأنني حين أجد أن مخرج العمل هو أحد المخرجين الذين أحب التعامل معهم، فإنني أوافق بنسبة 70٪
وبعد ذلك مرحلة قراءة الورق فإذا كان الورق في منطقة صحيحة ومميزة فاوافق عقب خطوات اخرى وإذا شعرت بوجود مشكلة في الورق أبدأ في مناقشة المخرج والمؤلف لأفهم عن بعض ما قراءته
وهناك من النجوم من يجعلني أوافق بمجرد ذكر اسمه، مثل النجم خالد النبوي وسيد رجب وصبري فواز وأحمد أمين ومحمد ممدوح وحنان مطاوع ومنة شلبي وهند صبري ومحمد فراج وكثيرين آخرين
هل من شخصية أثرت في وجدانك في عالم الفن؟
لو افترضنا أن الكتابة والقراءة جزء من العملية الفنية فلن أتردد في ان أقول إن الدكتور أحمد خالد توفيق -رحمه الله- كان شديد التأثير… ليس فيّ فقط، بل في جيل كامل، لأنه كان شديد الصدق فيما يفعله، كما كان موسوعي الثقافة وشديد التواضع وكان لديه رغبة حقيقية في جعل الناس تتطور لمنطقة أفضل، كانت روحه عظيمة، وساعدتنا كثيرًا.
كثيرًا منا يحب التحدي هل تحديت شخص ما قبل ذلك في تقديم شخصية معينة ؟
أتحدى شخصًا ما؟ هذا موضوع آخر… ولكن طبعا هناك شخصيات كثيرة يتحدى الممثل نفسه؛ ليقدمها، فهي في المعتاد تكون مغايرة للمنظور المعتاد للناس، فالناس عندما تراك تصنفك لا إراديًا.
كل الناس تصنف بعضها فهو نوع من أنواع الحكم على الآخر… وهو سلوك ربما يكون ليس صحيحًا، لكنه يحدث بشكل لا إرادي.
حين نتحدث عن الشخصيات التي تحديت نفسي لأقدمها أتذكر العرض المسرحي: “حلبة حليب سكر برة” وهذا العرض لم يلق ما يستحق من نجاح؛ لأنه كان عرضا من عروض نوادي المسرح 2008… وكان لعبة لعبها ميدو منصور عكس فيها الواقع “كل ما يحدث في العرض يحدث بالعكس” ففي العرض تتحكم النساء في الرجال مثلا؛ فأحببت أن ألعب بدور فيه؛ فطلبت المشاركة من المخرج الجميل السكندري ابراهيم الفرن، و رحب بذلك جدا، و لكنه قال لي وقتها إن الدور بعيد عني، ولكني قلت له: نجرب
وكان تحديا لي… استمتعت بهذا التحدي جدا على خشبة المسرح.
محمد خميس ما رايك في التيك توك هل يُفيد صانع الفيديو ؟
التيك توك هو منصة عرض، لماذا يتركه صناع المحتوى الجاد لهؤلاء الذين لا يملكون أي محتوى على الأطلاق ليقدموا هذه الأشياء الغريبة؟
كيف نترك منصة العرض لمن لا يفرق معهم شيء إلا زيادة عدد المتابعين، بأي شكل كان و بلا اهتمام باي مضمون؟
ولكن الخطأ أن المنصة تترك هؤلاء ثم نعود بعدها و نلوم على من يشاهد المحتوى؟! فهل هذا صحيح؟
من وجهة نظرك ما الذي يقدم الفنان للأفضل ؟
إحساسه طول الوقت أنه لم يصل بعد… إحساسه باحتياجه لتطوير نفسه… هذا الإحساس هو ما يدفعه للعمل المستمر على مناطق الضعف لديه.
تقمصت الشر بجدارة في أكثر من عمل، فهل كثرة أدوارك في الشر من باب الصدفة ؟
بالتأكيد بها جزء من الصدقة، ولكن قد يكون هناك دور لحدة ملامح وجهي عندما أغضب… كما قد يكون لطبقة صوتي تأثيرا على ذلك
ودعينا لا ننس أن أول ظهور لي في السينما والتلفزيون كان فيل فيلم 1000 مبروك، و كان دورا يميل للشر
كما أن ظهوري بعدها كان في مسلسل رقم مجهول وكان أيضا لشخصية شريرة… هذا أعطى من يفكر في كممثل في عمل يفكر في منطقة الشر… قد تكون الصدفة قد لعبت في ذلك دورا، لكن الطبيعة الجسمانية أيضا لها دور… و إن كنت لا أرى أنه من الصواب أن تكون سببا لذلك؛ فالطبيعة الجسمانية لأي شخص لا تحدد طبيعته النفسية بشكل مباشر، فالأوقع ان يستطيع أي شخص تقديم أي دور ، و قد قدمت أدوار كوميدية من قبل… وقدمت ادوار غيرها أيضا… لكن الناس تراني أكثر في الشر
هل من عادة تفعلها في رمضان؟
بالطبع… بغض النظر عن حالة رمضان الروحانية والتفاصيل الدينية، ولكني حريص فيه على ممارسة الرياضة؛ فالرياضة يجب أن تدخل داخل تركيبة المجتمع كما انني أحرص على التواصل مع الأهل ويكفي جمال الصلاة في الشهر الفضيل.
حدثني عن الأعمال التي تشاهدها في رمضان؟ أم لا تشاهد أعمال؟
من الصعب أن نتابع الأعمال في رمضان؛ فالتصوير مستمر والزحام شديد، ولكن زيارتي المتكررة لوالدتي تجبرني أحيانًا على مشاهدة ما تتابعه هي من أعمال
وإن كنت مهتما بشكل شخصي ببعض الأعمال مثل: جزيرة غمام وبطلوع الروح
وسأتابع ما أستطيع متابعته بعد رمضان، بإذن الله