سياسةعاجلمقالات

محمد نجيب ما بين حكم مصر والإعتقال ربع قرن

 محمد نجيب ما بين حكم مصر والإعتقال ربع قرن

محمد نجيب ما بين حكم مصر والإعتقال ربع قرن
مُحمد نجيب

 محمد نجيب هو رجلاً  حكم مصر سنة لكنها أضاعت  من عمره ربع قرن حبيسا تحت الإقامة الجبرية،  قبل أن تتحول مصر لجمهورية.

كانت دولة تعمل بالنظام الملكي ، لكن تبدلت كل الأحوال عام 1952 بعد الاطاحة بالملك،

ومنذ تلك الفترة حكم البلاد العديد من الشخصيات وكان أولهم اللواء مَحمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية ،الرئيس المنسي!!

 

في ذكرى وفاته يأخذكم لحظات لنلقي نظرة على أبرز محطات حياته منذ ولادته ومراحل حياته حتى حكم مصر،

ثم نزاعه مع الضباط الأحرار وعزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية،

هو وأسرته تحت حراسة مشددة وتركوه في غرفة مهملة بها سرير متواضع ومكتب وكرسي

ومنعت أي زيارات له طوال عهد حكم عبد الناصر ولم يخرج نجيب من الفيلا طوال 30 عاما   25 عام تقريبا إلى  وفاته.

مراحل حياة اللواء محمد نجيب منذ ولادته

 

ولد اللواء محمد نجيب في منطقة “ساقية معلا” بالخرطوم بالسودان في 19 فبراير 1901،

كان والده مصريا وأمه سودانية واسمه كاملا محمد نجيب يوسف قطب القشلان .

 

 كان والده يعمل ضابطا بالجيش المصري في السودان ، وشارك في حملة دنقلة الكبرى ضد الثورة المهدية،

كما شارك في أغلب معاركها، وهناك في السودان عاش نجيب إلى أن أتم دراسته الثانوية ثم عاد إلى مصر والتحق بكلية غردون ثم بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1918.

 ثم التحق بالحرس الملكي عام 1923، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1927 ،

ورقى إلى رتبة اليوزباشى (نقيب) فى ديسمبر 1931 ونقل إلى السلاح الحدود عام 1934.

 ثم انتقل إلى العريش وكان ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936

ورقي لرتبة الصاغ (رائد) في 6 مايو 1938، ورفض في ذلك العام القيام بتدريبات عسكرية مشتركة مع الإنجليز في مرسى مطروح .

 

 قدم استقالته عقب حادث 4 فبراير 1942 الذي حاصرت فيه الدبابات البريطانية قصر الملك فاروق ، لإجباره على إعادة مصطفى النحاس إلى رئاسة الوزراء ،

وقد جاءت استقالته احتجاجاً ، لأنه لم يتمكن من حماية مَلِكه الذي أقسم له يمين الولاء ، لكن الملك رفض الاستقالة .

 عام 1948 شارك نجيب في حرب فلسطين وتعرض للإصابة مرات عدة ، بينها ثلاث إصابات خطيرة، ومنح “نجمة فؤاد العسكرية الأولى”

تقديرا لشجاعته ، بالإضافة إلى رتبة “البكوية”، وعقب الحرب عين مديرا لمدرسة الضباط .

ترقي نجيب إلى رتبة لواء في 9 ديسمبر 1950، ثم مديراً لسلاح المشاة . 

و في 1 يناير 1952 انتخب نجيب رئيسا لمجلس إدارة نادى الضباط بأغلبية الأصوات وأمر الملك فاروق بحل المجلس .

 اختاره الضباط الأحرار قائدا لحركة 23 يوليو 1952 ، لما كان يتمتع به من شخصية صارمة في التعامل  العسكري وطيبة وسماحة في التعامل المدني .

ويقول المؤرخ العسكري اللواء جمال حماد وهو أحد الضباط الأحرار : 

أن الحركة لم تكن لتنجح ، لولا انضمام محمد نجيب إليها لما كان له من سمعة طيبة في الجيش ولما كان لمنصبه من أهمية،

إذ أن باقي الضباط الأحرار كانوا ذوو رتب صغيرة وغير معروفين .

 شكل نجيب أول وزارة بعد استقالة علي ماهر باشا وتوليه رئاسة الجمهورية عام 1953،

وأعلن مبادئ الثورة الستة وحدد الملكية الزراعية.

 لكنه كان على خلاف مع ضباط مجلس قيادة الثورة، ونتيجة لذلك قدم استقالته في 22 فبراير 1954 ،

تاركا منصب رئيس الجمهورية شاغرا، وقد أذاع المجلس علي المواطنين بيانا بأسباب الخلاف بين المجلس ومحمد نجيب ،

 لكن المجلس اضطر لإعادة محمد نجيب كرئيس للجمهورية فى 27 فبراير 1954 ،

فقد كان التأييد لمحمد نجيب في صفوف الشعب كبيرا حيث خرجت المظاهرات لتأييد محمد نجيب فى جميع أنحاء مصر .

 

وضع رئيس مصر الأول تحت الإقامة الجبرية

 

 في 14 نوفمبر 1954 أجبر مجلس قيادة الثورة بزعامة جمال عبد الناصر محمد نجيب على الاستقالة،

ووضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته في قصر زينب الوكيل بحي المرج بالقاهرة بعيدا عن الحياة السياسية،

وما ان وصل نجيب إلى فيلا زينب الوكيل بضاحية المرج ، حتى سارع بعض الضباط والعساكر الموجودون ، 

بإخلاء الفيلا من الأثاث والسجاد واللوحات والتحف وتركوها عارية الأرض والجدران وأقيمت حول الفيلا حراسة مشددة وتركوه في غرفة مهملة بها سرير متواضع

ومكتب وكرسي ومنعت أي زيارات له طوال عهد حكم عبد الناصر

ولم يخرج نجيب من الفيلا طوال 30 عاما ، إلى أن أطلق السادات سراحه عام 1974 .

"دعاء

 فى أبريل 1983 أمر الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك بتخصيص مسكن له بمنطقة قصر القبة .

وقد أصدر لمحمد نجيب كتاب وحيد يوثق لمرحلة مهمة من تاريخ مصر الحديث عنوانه “كنت رئيسا لمصر” .

 

وفاة أول رئيس لمصر

 

 في 28 أغسطس 1984 يلقى محمد نجيب ربه وقد أوصى بأن يدفن في السودان بجانب أبيه،

إلا أنه دفن في مصر بمقابر شهداء القوات المسلحة، بعد تشييعه بجنازة عسكرية مهيبة،

وحمل جثمانه على عربة مدفع، وقد تقدم الجنازة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك وأعضاء مجلس قيادة الثورة الذين بقوا حينها على قيد الحياة.

وهكذا انطوت صفحة رجل قاد أكبر وأهم نقطة تحول وتحرر في تاريخ مصر،

رجلاً حفر أسمه في التاريخ بحكمه لأم الدنيا حتى وإن كانت فترة حكمه سنة واحدة فقط.

دعاء سنبل تكتب : محمد نجيب ما بين حكم مصر والإعتقال ربع قرن

"دعاء

زر الذهاب إلى الأعلى