مدبولي: التمويل أكبر تحد أمام خطط التنمية المستدامة
قال الدكتور مصطفى مدبولي مجلس رئيس الوزراء المصري، إنّ اختيار محافظة الإسكندرية شمال مصر بموقعها الاستراتيجي وتاريخها العريق لاستضافة يوم المدن العالمي، يجسد ما تعنيه المدن الساحلية من قدرة على التكيف والابتكار في مواجهة التحديات البيئية.
وتستضيف مدينة الإسكندرية (شمال مصر) فعاليات يوم المدن العالمي اليوم الخميس 31 أكتوبر 2024 تحت شعار “الشباب صناع التغيير في مجال المناخ: تحفيز التحرك المحلي من أجل الاستدامة الحضرية”، وذلك في إطار استضافة مصر للمنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشر في مدينة القاهرة وذلك خلال الفترة من 4 – 8 نوفمبر 2024.
وأضاف “مدبولي”، خلال كلمته في انطلاق فعاليات يوم المدن العالمي، اليوم الخميس، أنّ الإسكندرية مركز ثقافي وحضاري فريد في المنطقة، ونموذج ملهم للمرونة والتكيف مع التحديات الحضرية المعاصرة.
وتابع “وجودنا اليوم معًا يعكس التزامنا المتجدد بالعمل الجماعي والتعاون الدولي لبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا للجميع، ونتطلع من خلال هذا الحدث إلى تسليط الضوء على التجربة المصرية التنموية ورؤيتنا الواضحة لمستقبل يراعي الاستدامة البيئية ويسعى لتمكين المدن من مواجهة التحديات المناخية المتزايدة بفاعلية”.
وأكد “مدبولي” أن هذا الحدث سيتيح لنا فرصة لاستكشاف حلول جديدة للتحديات البيئية التي تواجه المدن، خاصة التي تتعرض لضغوط متزايدة جراء التغير المناخي مثل مدننا جراء التغير المناخي مثل مدننا الساحلية”.
وأضاف أن موضوع اليوم العالمي للمدن في الأقصر عام 2021 كان حول تكيف المدن للمرونة المناخية، أما موضوع اليوم يركز على دور الشباب في قيادة العمل المناخي والمحلي، موضحًا أن هذا التكامل بين الفعاليات المختلفة من قمة المناخ في شرم الشيخ عام 2022 إلى استضافة المنتدى الحضاري في القاهرة وتركيزه على أن جميع الجهود التنموية لجعل مدننا مرنة ومستدامة تبدأ محليًا، يؤكد التزام مصر العميق بقضايا التنمية المستدامة على المستوى الدولي ويبرز جهودها في توطين التنمية في مجالات المناخ وتمكين المجتمعات المحلية.
وأكد “مدبولي” التزام الحكومة المصرية بإحراز تقدم كبير في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وخاصة المتعلقة بالمناخ والمدن والمجتمعات المحلية المستدامة، ووفقًا لتقرير التنمية المستدامة لعام 2024 تقدمت مصر في التصنيف العالمي حيث تحتل اليوم المرتبة 83 من بين 166 دولية وهو تقدم ملحوظ يؤكد نجاح الاستراتيجيات الوطنية.
كما قال: إنه بالنسبة للهدف الحادي عشر الخاص بالمدن والمجتمعات المستدامة نواصل العمل على تطوير البنية التحتية وتعزيز الوعي البيئي لتحسين جودة الحياة وتقليل التحديات البيئية في المناطق الحضارية.
وذكر رئيس الوزراء المصري: “وفيما يخص الهدف الثالث عشر المتعلق بالعمل المناخي، تواصل مصر جهودها للتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية، إذ نسعى لدعم هذا التحول من خلال السياسات الحكومية وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في هذه المشروعات الهامة”.
وأضاف أن أكبر تحد أمام الخطط الطموحة للتنمية المستدامة هو توفير التمويل، وفي خطوة تهدف لتحقيق الاستدامة المالية، أطلقت الحكومة المصرية الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل، والتي تعتبر مرجعًا أساسيًا لضمان توافق السياسات المالية مع احتياجات التنمية في المدن، وتعزز هذه الاستراتيجية من التوازن بين المحافظات وتهيئ بيئة ملائمة لتوسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ومن خلال حدث اليوم نستعرض بعض الأمثلة الناجحة لهذه الشراكات في مدينة الإسكندرية حيث نجحت المدينة فى جذب الاستثمارات الخاصة بمشروعات مرتبطة بالمرونة المناخية.
وأشار رئيس الوزراء المصري إلى أن بلاده مستمرة منذ قمة المناخ عام 2022 في تمثيل القارة الإفريقية بجهود حثيثة لتعزيز الالتزام بالاستدامة الحضارية لمواجهة التحديات المتلاحقة التي تواجه المجتمع المحلي وتحويلها إلى فرص اقتصادية كبيرة لتطوير مشروعات جديدة لتوفير وظائف ودعم الاقتصاد المحلي.
وأوضح: “في هذا السياق تتبني الحكومة المصرية نهجًا تدريجيًا داعمًا للامركزية لضمان مشاركة مرنة وفعالة للمدن والمجتمعات المحلية في المسار التنموي، والعمل على تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص وشركاء التنمية الدوليين، على رأسهم منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، كما نؤمن بأن الشباب قادرون على ابتكار حلول جديدة للتحديات التي تواجه المدن لذا نعمل على تمكينهم من لعب دور فاعل في التنمية المستدامة في المجتمعات المحلية”.
كما أكد “مدبولي” أن مدينة الإسكندرية تعد نموذجًا يحتذى به للمدن الساحلية في تحويل التحديات إلى فرص وما حققته من إشادات دولية متعددة كمدينة رائدة في مجال التنمية للمدن الساحلية، أخرها حصول الإسكندرية على جائزة شنجهاى اليوم وما لذلك من دلالة كبيرة لنجاحنا في توطين أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن مصر ستظل حاضنة وداعمة للقارة الإفريقية ونموذجا للتحضر وتعزيز مرونة المدن، إذ تلتزم مصر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم الجهود المحلية لدفع عجلة التنمية ونتطلع لأن يكون الحدث بمثابة حجر الأساس لخطوات عملية تتبناها المدن حول العالم لتسريع التنمية الحضارية والعمل المناخي مما يفتح أفاقًا واسعة أمام المدن لتبني ممارسات مستدامة.
ودعا رئيس الوزراء المصري، في ختام كلمته، للَقاء مجددًا في المنتدى الحضري العالمي الذي تستضيفه القاهرة الأسبوع المقبل تحت شعار “الكل يبدأ محليًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة”، قائلًا “إن هذا الشعار يجسد إيماننا بأهمية العمل المحلي لتحقيق التنمية المستدامة ويمهد الطريق نحو تحقيق طموحنا المشترك”.
يشار إلى أن العالم يحتفي هذا العام باليوم العالمي للمدن، تحت شعار “الشباب صناع التغيير في مجال المناخ: تحفيز التحرك المحلي من أجل الاستدامة الحضرية”، وهو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 من ديسمبر عام 2013، باختيارها الحادي والثلاثين من أكتوبر كل عام بوصفه اليوم العالمي للمدن.