مديحة كامل.. أميرة السينما التي اعتزلت في القمة ورحلت في خشوع

كتبت / مايسة عبد الحميد 

في مثل هذا اليوم، قبل 77 عامًا، وُلدت واحدة من أيقونات الشاشة العربية، الفنانة الراحلة مديحة كامل، التي لقّبها الجمهور بـ”أميرة السينما المصرية”، تقديرًا لمسيرتها المتفردة وجاذبيتها الآسرة على الشاشة.

وُلدت مديحة كامل في 3 أغسطس عام 1948 بمدينة الإسكندرية، قبل أن تنتقل للقاهرة عام 1962 لتبدأ رحلتها مع النجومية. درست في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وبعد تخرجها اتجهت إلى عروض الأزياء ثم إلى التمثيل، حيث بدأت بأدوار صغيرة حتى خطفت الأنظار بدور البطولة في فيلم “30 يوم في السجن” عام 1966.

ورغم أن طريقها إلى القمة لم يكن مفروشًا بالورود، فإن دورها في فيلم “الصعود إلى الهاوية” عام 1978 أمام النجم محمود ياسين وتحت إخراج كمال الشيخ، كان محطة فارقة رسّخت اسمها ضمن نجمات الصف الأول. ومن أشهر أفلامها: العفاريت، الجحيم، أغنية على الممر، بريق عينيك، وفي الدراما قدّمت أعمالاً بارزة منها: البشاير، وانتقام امرأة. كما لم تغب عن المسرح، فشاركت في هاللو شلبي ويوم عاصف جدًا.

ورغم بريق الشهرة، عاشت مديحة كامل محطات شخصية صعبة، منها زواجها الأول الذي فُرض عليها وهي في سن صغيرة، وأسفر عن إنجاب ابنتها الوحيدة ميرهان، التي أصبحت محور حياتها لاحقًا. مرت بعدة زيجات أخرى، أبرزها من المخرج شريف حمودة، قبل أن تتفرغ لحياتها الخاصة.

وفي قرار فاجأ الوسط الفني، قررت ارتداء الحجاب والاعتزال في أوج نجوميتها عام 1992، رافضة أي عروض للعودة، حتى أن فيلمها الأخير “بوابة إبليس” استُكمل بدوبليرة بعد اعتزالها التام.

عانت مديحة كامل من مرض القلب منذ شبابها، وازدادت معاناتها الصحية في العام الأخير من حياتها، حيث قضت عشرة أشهر طريحة الفراش في مستشفى مصطفى محمود. وفي الرابع من رمضان عام 1997، وبعد أن أدّت صلاة الفجر، أسلمت الروح في هدوء، تاركة خلفها إرثًا فنيًا لا يُنسى.

رحلت مديحة كامل، لكن صورتها ما زالت حاضرة، كأيقونة للأناقة والموهبة والقرار الصعب في زمن المجد.