سياسةعاجل

مصر تستطيع صنع المستقبل وتحدي دعاة التخريب رغم تداعيات الأحداث الدولية إقتصادياً ومجتمعياً

مصر تستطيع صنع المستقبل وتحدي دعاة التخريب رغم تداعيات الأحداث الدولية إقتصادياً ومجتمعياً

مصر تستطيع صنع المستقبل وتحدي دعاة التخريب رغم تداعيات الأحداث الدولية إقتصادياً ومجتمعياً
الرئيس عبد الفتاح السيسي

كتب: د/أحمد مقلد

إن الناظر لواقع مصر، ومستقبلها يثق في حجم الفرص الواعدة التي تنتظرها وكيف لا ونحن دولة محورية، وقد خصها الله بموقع استراتيجي غير متكرر فمصر تقع في الركن الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا أي في منتصف قلب دول العالم، وتربط بينها وبين دول أسيا وأفريقيا وأوروبا حدود طبيعية منها البحرية والبرية، وتمر عبر قناة السويس أغلب شحنات النقل من جميع دول العالم شرقاً، وغرباً وشمالاً وجنوباً وذهاباً وإياباً، وتربطها علاقات دولية ودبلوماسية مع كافة دول العالم، والجميع يعرف دور وأهمية “مصر” ويدرك قيمة مكانتها وأهمية موقعها.
ومن يطالع اليوم دعوات معاول الهدم وخفافيش الظلام بهدف الخروج في تظاهرات عامة يوم 11/11/2022م ممن يرغبون في عدم استمرار مصر في تقدمها، ويرغبون في إسقاطها في غيابات الفقر والجوع ونشر العوز، وإعادة مصر في موضع الطلب بهدف سلب إرادتها الحرة بعد أن أصبح لها بعد نصر أكتوبر درع، وسيف فقد قلدها السيسي الدرع والسيف، وجملها ببنية تحتية، وعلاقات دبلوماسية وقوة دولية تفرض علي الجميع احترام إرادتها وحماية حقوقها، ومن يطالع زيارات فخامة الرئيس السيسي منذ توليه مسئولية قيادة الدولة يدرك حجم الحب والتقدير الذي يحظى به دولياً وإقليمياً ومحلياً.

وكيف لا وهو الرجل الصادق الذي جاء في وقت المحنة، وقد ظهر ليقول بصوت القوة لن تركع مصر لإرادة دول الإرهاب، ولن يسقطها دعاة الهدم من الداخل أو الخارج، وقد اتخذ فخامة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” قراره بهدف الحفاظ علي مصر وشعبها ومقدراتها، فقد خاطر وجازف بحياته وروحه يوم أن تحدي قوة الإخوان في عز جبروتهم واسقوائهم بدول غربية وإقليمية حتى تدعمهم بالمال والعتاد وتوفير القوة المفرطة، ولكن السيسي قد أختار أن ينحاز للسواد الأعظم من البسطاء، وقد أعلن في حضور رموز ممثلي الشعب عن انحيازه للمصريين ورعايته لتحقيق إرادتهم وحمايتهم ممن توعد بنشر الدم وتوسيع دائرة القتل وإشاعة الزعر، ولكن شتان الفارق بين أخلاق الفارس الحر، وبين من خرج من قيد الحرية ليصطدم بقوة الدولة فالجميع لم يكن يتخيل وحتى الآن كيف استطاعت مصر عبور النفق المظلم، وبناء المستقبل المشرق في ظل تداعيات دولية ومحلية شرقا وغربا.

ومن يتابع خطوات تحقيق رؤية مصر 2030 يعلم أن الدولة المصرية قبل السيسي قد اختلفت تماماً خاصة بعد توليه السلطة فقد كنا نفتقر لإستشراف المستقبل، ودراسة إمكاناتنا وممكناتنا من أجل تحقيق الرؤية والرسالة ولكن واقع الازمة الدولية قد هدد دعائم العديد من الدول العظمي وخرب اقتصاد الكثير من الدول في شتى بقاع العالم، لذا زادت مؤشرات الفقر، وأنتشر الجوع وتداعت موازنات الدول، وارتفعت مؤشرات التضخم وزادت مؤشرات الكساد وتهددت دول كثيرة بتشريد العمالة وعدم القدرة على توفير مصادر الطاقة والغذاء أو توفيرهم بأسعار تفوق احتمال الأفراد خاصة ونحن مقبلون على فصل الشتاء.

مصر تستطيع صنع المستقبل وتحدي دعاة التخريب رغم تداعيات الأحداث الدولية إقتصادياً ومجتمعياً
مشاهد من أعتصام رابعة

وكيف يرغب الجُهال عودة مصر لبداية دائرة نفق السقوط نحو هاوية المستقبل المظلم والمجهول نتائجه ومعلوم توابعه ولكن من ينظر بعين البصيرة يعلم أننا نعاني ويلات الغلاء وإنهيار الأسواق عالمياً عقب الحرب الروسية الاوكرانية بل هي حرب عالمية ثالثة، ومن يدرس واقع التجربة المصرية لتخطي تلك الأزمة يعلم أنها تجربة رائدة، وسيتم تدريسها للأجيال القادمة فقد استطاعت “مصر” تطوير بنيتها التحتية وامنت مخزونها الاستراتيجي من الغذاء والدواء والكساء ووفرت مصادر الطاقة بعد أن قامت الدولة بترسيم الحدود مع اليونان واكتشاف “حقل الغاز ظُهر” واستطاعت حمايته ممن أرادوا المناوشة وحين ظهرت قوة وجاهزية جيش مصر ارتعد جمعهم ليعود لقاعدته خوفاً من مواجهة المصريين فهم أسود لا تهاب الموت دفاعاً عن شرف الولاء لهذا الوطن والدفاع عن مقدراته.

مصر تستطيع صنع المستقبل وتحدي دعاة التخريب رغم تداعيات الأحداث الدولية إقتصادياً ومجتمعياً
الرئيس عبد الفتاح السيسي

ومن يرى فعل الدولة ودعم الرئيس السيسي لهذا الوطن وكيف دعم فئات المجتمع من المهمشين يعلم أنه أب لكل المصريين فقد حفظ المرأة وراعي اليتيم، وأسعد ذوي الهمم، وأمن المغرمين فسدد دينهم، وأخلي سبيلهم، وراعي العاملين بالدولة، وصنع لهم منظومة لتطوير الأجور وزادت مخصصات أصحاب المعاشات، وزادت المشروعات، وتعددت النجاحات دولياً، ومحلياً فقد أصبحت مصر الأن أقوى من أي وقت سابق في فرض رؤيتها، وإعلان قرارها، وقريباً تزول الأزمة الاقتصادية الدولية، ويتعافى الاقتصاد العالمي، وتعود مؤشرات التشغيل وفق مؤشرات العرض والطلب فينمو الاقتصاد المصري بما فيه من فرص واعدة للاستثمار، وبتسهيلات غير مسبوقة ورعاية رئاسية لضمان نجاح التجربة المصرية في التعافي الاقتصادي.

ومن وجهة نظري أن مصر قد نجحت في عدم الانجراف نحو الهدم وعدم قبول الظلم ورفض رغبات أعداء الوطن في هدم مقدرته، وزعزعة استقراره بعد أن ذاقت مرارة ألم الحكم الفردي لجماعة الاخوان ويوم عرف الشعب حقيقتهم، وميلهم لإراقة الدماء فداءًا للإمامة على حساب الدولة فهم لا يعرفون حدود، وتجمعهم رابطة المصلحة دون النظر لصالح البلاد، والعباد لذا فقد غابت معالم الدولة، ونظامها الجمهوري، وتخلت عن تقاليدها الدبلوماسية ولم تكن في وضع قوتها يوم تولاها جهلة لا يعرفون قدر قوة ومكانة وقدرة مصر، والمصرين وحين جاء الرئيس السيسي ليعلن إزاحة هذا الظلم فقد توعدوه والدولة والشعب وكافة المؤسسات بسيل من التهديدات بالقتل وإسالة الدماء، ونشر الزعر عبر القنابل المفخخة، والاسلحة المدمرة، ولذا فقد ذاعت أخبار استشهاد العديد، والعديد من الأبرياء من صفوف الشرطة والجيش وأبناء مصر الأنقياء بل وتعدي الحد منهم أن فجروا المساجد والكنائس والمؤسسات العامة المملوكة للدولة.

ولكن الدولة لم تغفل مخططهم فقد تنبهت منذ البداية لهذا الخطر فكانت خطة النهاية لفكر الجماعة وبداية عصر الدولة القوية مع تولي السيسي لمقدرات الحكم ويوم ان وعد المصريين بالحماية طلب منهم الصبر لكون المهمة كبيرة، وتكلفة البناء أصعب وتحتاج الكثير والكثير من التحديات، ويعلم الله انه قد نجح في كل تحدي، وكسب كل معركة واجهها فقد استطاع بذكاء القائد نشر دفاعات جوية، وقوات عسكرية غير مسبوقة لحماية حدود مصر مع دول الجوار وهذا الأمر لم يكن متاح سابقاً، ولقد تنبه لضرورة القوة فامن العتاد للجيش من مصادر عدة وألغى فكرة المصدر الواحد وكون قوة عسكرية غير مسبوقة لجاهزية الجيش المصري جواً وبحراً وبراً فكان الجيش المصري من بين اقوى ١٠ جيوش على المستوى العالمي، وفي إطار إحكام رؤيته فقد فرض رؤيته وتعالي صوته أفريقياً ودولياً واقليمياً لتسود قوة مصر فيتولى سيادته رئاسة الاتحاد الافريقي بعد أن أوقف عضوية مصر في تداعيات ٢٥ يناير وما تلاها من أحداث وحصلت مصر على عضوية الام المتحدة فكان لها القوة في نشر الفكرة الداعمة لبناء الدولة وكون علاقات قوية مع الدول الخمس الدائمة العضوية ودعم الاقتصاد بفكر الاقتصاد الحر لتتحول الدولة بشكل حقيقي لسياسة العرض والطلب ضمن قوانين الدولة.

وبالطبع فإن الازمة قد تكون كبيرة وتداعياتها قد الجمت دولاً كثيرة عن النهوض، ولكن الدولة المصرية لم تنكسر للظروف، ولم تتخلى عن دورها في حماية محدودي ومعدومي الدخل، ولذا كيف يفكر البعض في إعادة مسلسل التخريب ونشر الفساد وبالطبع لن يكون في صالح أي منا أن تعود مصر للبحث عن من يديرها من ذوي المصالح والهوى، ممن تدثروا بثياب حقوق الإنسان وحماية الأقليات، وغيرها من الإدعاءات التي تعزز وجودهم، ولكن لولا ثقة مصر في نفسها، وفي سياساتها النقدية والاستثمارية ما كانت قد أقامت مؤتمر الاستثمار واحدثت كافة التسهيلات المطلوبة بما يعزز زيادة رأس المال الأجنبي بهدف تحقيق اتساع خارطة الاستثمار، وفتح فرص عمل جديدة بهدف القضاء على البطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية المرتبطة بها.

مصر تستطيع صنع المستقبل وتحدي دعاة التخريب رغم تداعيات الأحداث الدولية إقتصادياً ومجتمعياً
مشاهد من الثورات

وفي نهاية الأمر فإني كلي يقين بقدرة المصريين على الفرز والنقد بين من لم يقدم غير النقد، ومن بذل من طاقته سبباً لاستمرار الإنجازات، ورفعة الدولة حتى تحقق لها الاكتفاء الذاتي في الطاقة، واستثمار ما زاد منها، ومن جعل المواطن المصري هو محور اهتمامه، ولو اشتدت الأحوال والظروف المجتمعية نتيجة الازمة العالمية فإنني كلي يقين بأن الله قد وعدنا بالحماية، والمؤنة وقد ذكر ذلك في كتابه الكريم فقال تعالي :(وَقَالَ ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ) ومصر محمية بإرادة إلهية، ولن يخترقها أو يتسلل إليها جاهل أو عابث بمقدراتها، أو مدلس راغباً في كسر رابطة المجتمع فنحن شعب اليد الواحدة تجمعنا المحنة فنستقوي عليها، ونتغلب عليها ولم يقهرنا على مر التاريخ أي غزو مهما طال زمن استعماره لكون مصر لا تقبل الغزو، وتقهر أعدائها بيد أبنائها وأسأل الإخوان ما حل بهم؟ وهل من كانوا قبلهم دام حكمهم؟ فالجميع يزول، وتبقى مصر باقية أبد الدهر، وشعبها خالد في أصل التاريخ، وتوثق حياته كتب التاريخ، ويتحدث عن إنجازاته كل من تتبع خطوته ورغب في الوصول لقمة المجد مثله، وتحيا مصر وتحيا مصر وتحيا مصر، وحفظ الله أرضها، وسمائها وشعبها تحت قيادة وطنية نفتخر بها، وهو فخامة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” حفظه الله ورعاه وسدد علي الخير خطأه ومعا نستكمل طريق البناء والفداء من أجل بقاء مصر قوية وقادرة على فرض إرادتها وبناء مستقبلها المشرق مع الوعد بكل نجاح ممكن وتخطي كل المصاعب.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى