عاجلمقالات

مصر تصلى … بقلم: حمدي رزق

مصر تصلى … بقلم: حمدي رزق

مصر تصلى … بقلم: حمدي رزق
حمدي رزق

عطفًا على مقال صديقى الأستاذ “سليمان جودة”، أمس، تحت عنوان “تسييس صور العيد!” بعلامة تعجب لا تخطئها عين لاقطة.

لا تتعجب يا صديقى ولا تتفجع، إنها من فعل إخوان الشيطان، وأزيدك من الشِّعر بيتًا.

احتفاء “إخوان الشيطان” بحشود المصلين فى صلاة العيد «مكايدة سياسية» فى الحكومة المصرية، باعتبارهم من يؤذنون بالصلاة حصريًا فى العباد، استخدام سياسى بغيض لعاطفة المصريين الدينية الجياشة.

الإخوان بلغوا حالة من «الخرف السياسى» فصاروا يهرفون، ويخلطون (من التخليط) بين السياسى والدينى، ويشيرون صلاة العيد، ويشهلونها (من التشهيلات) على أنها فعل ثورى ضد السلطة فى مصر.

الخبل استولى على عقول خلاياهم النائمة فاستيقظوا مبكرين يحصون أعداد المصلين، وتبعهم الموتورون بتويتات وتغريدات مخاتلة، لإثبات ما يصعب إثباته، وتوكيد ما لا يمكن تأكيده، وتخريج ما لا يمكن تخريجه سياسيًا من صور المصلين الطيبين الذين عادة ما يصلون العيد جماعة غبطة وفرحة وسرورًا.

ناقص يقولوا نحن من أخرجناهم من قعور بيوتهم، وهم أنفسهم (الإخوان) يخشون الخروج أو الظهور علانية، وإذا صادفت أحدهم فى صلاة العيد، يبتدرك منكرًا: «أنا مش إخوان.. ده كان زمان»!!.

لفظهم الناس، ورفضوهم، ولا يأمنون لوجودهم، ويستنكفون الصلاة خلف أئِمَّتهم، لم يعد لهم مصلى يستخدمونه ستارًا لأعمالهم الإرهابية، تجنيد، وتحشيد، وتخطيط، ومخازن سلاح.

ما يشيرونه ضحك على دقون القواعد المغيبة من شباب الإخوان، حشود المصلين صورة مصرية حصرية، لا تراها إلا فى الحرم المكى فى موسم الحج، المصريون عادة يحجون إلى المساجد، ويحتشدون فى صلاة العيد، ويلبسون الجديد، ناقص يقولوا إن الإقبال على أكل الكحك نكاية فى قرارات الترشيد الحكومية، وأكل الفسيخ والسردين تمرد على ارتفاع أسعار اللحوم.

إذ فجأة ظهر زعران الإخوان فى المنافى فرحين، ويشيرون صور صلاة العيد، ويتبادلون التهانى، خبل سياسى يحتاج علاجًا نفسانيًا مستدامًا، قرص على الريق الناشف، لإحداث واقعية فى الرؤية الضبابية، الإخوان فعل ماض، جماعة منقرضة، وفلولها تعض أذيالها، لن تقوم لهم قائمة فى مصر، لم يعد لهم مكان.

بالمناسبة السعيدة، عمر الإسلام فى مصر يزيد على ١٤٢٠ عامًا، والمصريون يصلون العيد طوال ١٤ قرنًا، وثابت تاريخيًا أن «عمرو بن العاص» هو من فتح مصر، وليس «خيرت بن الشاطر» فتحها يوم الجمعة العصر!!.

فضوها سيرة، واسمعوا طيب الذكر الشيخ الشعراوى، رحمه الله، قائلًا: «مصر التى صدَّرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها، صدَّرته حتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام.. هى التى صدَّرت إلى علماء الدنيا علم الإسلام.. وأما الدفاع عن الإسلام. فانظروا إلى التاريخ..».

على قلوبهم أكنة، جمع كِنان، وذلك ما يتغشَّاها من خذلان الله إياهم، لو عقلوا الصورة لنال منهم الإحباط، سنوات طوال وهم يتهمون الحكومة- أى حكومة- بالتضييق على المصلين، وتأميم المساجد، بضاعتهم الرخيصة، وبلغ الخرف الإخوانى مبلغه بزعم أن الحكومة تعادى الإسلام!.

فإذا بالحشود تخرج للصلاة فى أمن وأمان، ومساجد يُرفع فيها الأذان، وتكبيرات العيد تخترق أجواز الفضاء، صورة لا تجدها سوى فى مصر، صورة تمحق أكاذيبهم التى تنطلى على قواعدهم. المصريون يصلون منذ فجر الإسلام، سيماهم فى وجوههم من أثر السجود، مش مستنيين إخوان الشيطان يدعونهم للصلاة، محض مكايدة سياسية إخوانية مفضوحة.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى