- مفاتيح الخير والشر والحرص علي معرفتهم
- الإعتناء والحرص على معرفة مفاتيح الخير والشر
مفاتيح الخير والشر
مفاتيح الخير والشر ليس من مفتاح إلا وله أسنان قال الشيخ الشعراوي رحمه الله
ذكر البخاري عن وهب بن منبه أنه قيل له :
((أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟قال بلى ، ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح))
كتبت :- نور القرآن
باب من أبواب الجنة
وفي المسند من حديث معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ألا أدلك على باب من أبواب الجنة .؟
قلت بلى قال : لا حول ولا قوة إلا بالله )).
مفاتيح الخير :
من أهمِّ مفاتيح الخير تعليم العلوم النَّافعة وبثُّها في النَّاس، بإقامة الدُّروس والمحاضرات والنَّدوات والدَّورات العلميَّة المفيدة.
فإنَّها مفاتيح الخيرات كلِّها، وكذا الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر برفق وحكمة ولين، ومن ذلك أيضًا سنُّ السُّنن وإحياؤها
ويدخل في ذلك أيضًا أن يقيم الإنسان مشروعًا طيِّبًا يتبعه عليه النَّاس، كمن يسعى لفتح وإنشاء مدارس قرآنية، وكذا السَّعي في طباعة الكتب النَّافعة وتوزيعها،
وإصدار المجلاَّت المفيدة المباركة الَّتي تدعو إلى الإصلاح والتَّوحيد ودين الله الخالص، والتَّعاون على دعمها ونشرها وإيصالها إلى النَّاس كافَّة للاستفادة منها.
وللإمام ابن القيِّم رحمه الله كلامٌ جميل في بيان مفاتيح الخير حيث قال: “وقد جعل الله سبحانه لكلِّ مطلوب مفتاحًا يفتح به؛
فجعل مفتاح الصَّلاة: الطُّهور، كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مِفْتَاحُ الصَّلاَةِ: الطُّهُورُ»،
ومفتاح الحجِّ: الإحرام، ومفتاح البِّرِّ: الصِّدق، مفتاح الجنَّة: التَّوحيد، ومفتاح العلم: حُسن السُّؤال وحُسن الإصغاء،
ومفتاح النَّصر والظَّفَر: الصَّبر، ومفتاح المزيد: الشُّكر، مفتاح الوَلاية والمحبَّة: الذِّكر، ومفتاح الفلاح: التَّقوى، ومفتاح التَّوفيق: الرَّغبة والرَّهبة،
ومفتاح الإجابة: الدُّعاء، ومفتاح الرَّغبة في الآخرة: الزُّهد في الدُّنيا،
ومفتاح الإيمان: التَّفكُّر فيما دعا الله عباده إلى التَّفكُّر فيه، ومفتاح الدُّخول على الله: إسلامُ القلب وسلامته له والإخلاص له في الحبِّ والبغض والفعل والتَّرك،
ومفتاح حياة القلب: تدبُّر القرآن والتَّضرُّع بالأسحار وترك الذُّنوب،
ومفتاح حصول الرَّحمة: الإحسان في عبادة الخالق والسَّعي في نفع عبيده،
ومفتاح الرِّزق: السَّعي مع الاستغفار والتَّقوى، مفتاح العزِّ: طاعة الله ورسوله،
ومفتاح الاستعداد للآخرة: قِصر الأمل، ومفتاح كلِّ خير: الرَّغبة في الله والدَّار الآخرة..»[14].فهذه من مفاتيح الخير الَّتي جمعها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في قوله:
«إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ».ففتح أبواب الخير يستلزم إغلاق أبواب الشُّرور،
فما فُتح باب للخير إلاَّ وأُغلق مكانه باب من الشَّرِّ، كما أنَّه ما أُحييت سنَّة إلاَّ أُميتت بدعة.
مفاتيح الشر :
وأمَّا ما يقابل مفاتيح الخير فهي مفاتيح الشَّرِّ وأعظم تلك المفاتيح الكفر والإعراض عن الله والصَّدُّ عن سبيله،
ومحاربة السُّنَّة وإظهار البدع، وكذا منع المصلحين من الإصلاح والوقوف في وجه الدَّعوة والصدُّ عنها وتنفيرُ النَّاس من حقائقها،
ونَبْزُ وتعييرُ القائمين عليها، كلُّ ذلك من أعظم مفاتيح الشَّرِّ.وجميع المعاصي مفاتيح الشَّرِّ، فالخمر مفتاح كلِّ إثم، والكسل والخمول مفتاح الخيبة والحرمان، والكذب مفتاح النِّفاق،
والحرص والشُّحُّ مفتاح البُخل وقطيعة الرَّحم، والإعراض عن السُّنَّة مفتاح البدعة، ومفتاح كلِّ شرٍ: حبُّ الدُّنيا وطول الأمل.
وهذا كلُّه يحصل للعبد إذا عُدمت فيه الرَّغبة في الخير، وقصد إضرار نفسه وعباد الله المؤمنين لأغراض نفسيَّة وعقائد سيِّئة فاسدة،
فأشغل عباد الله بما يضرُّهم ولا ينفعهم، وسعى في إشعال نار الفتن والشِّقاق والتَّنافر،
وحرص كلَّ الحرص على مضرَّة العباد فملأ مجالسه بالنَّميمة والغيبة والوقيعة في النَّاس،
وثبَّط عباد الله عن الخير، بل دعاهم إلى ما يفسد أعمالهم وعقائدهم، فهذا مغلاق للخير مفتاح للشَّرِّ والآفات.
وما أكثر هذا اللَّون في هذا الزَّمان،وصدق الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام حين خطَّ لأصحابه خطًّا
ثمَّ قال:«هَذَا سَبِيلُ اللهِ، ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِ الخَطِّ وَعَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ السُّبُلُ،
وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ:
{وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153]»
وهذا لأنَّ الطَّريق الموصل إلى الله واحد، وهو ما بعث به رسله وأنزل به كتبه، ولا يصل إليه أحدٌ إلاَّ من هذا الطَّريق،
ولو أتى النَّاس من كلِّ طريق واستفتحوا من كلِّ بابٍ فالطُّرق عليهم مسدودة،
والأبواب عليهم مُغْلَقة، إلاَّ من هذا الطَّريق الواحد؛ فإنَّه متَّصل بالله مُوصِل إلى الله.
الإعتناء والحرص على معرفة مفاتيح الخير والشر .
فينبغي على العبد أن يعتني أشدَّ الاعتناء بمعرفة مفاتيح الخير وما جعلت المفاتيح له، ويدعو إليها، ويرشد النَّاس ويفتح عليهم وجوه الخير وأعمال البرِّ، ويجتهد في أن يكون مغلاقًا للشُّرور والآفات، ويعلم ما كان منها مفتاحًا للشَّرِّ مغلاقًا للخير ويحذر كلَّ الحذر ويحذِّر غيره من تلك المفاتيح حتَّى ينال رضى الله فطوبى لمن كان كذلك، وويل لمن كان ضدَّ ذلك.
“وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم، وهو معرفة مفاتيح الخير والشَّرِّ، لا يُوفَّق لمعرفته ومراعاته إلاَّ من عظُم حظُّه وتوفيقه”فكونوا عباد الله مفاتيح الخير مغاليق الشَّرِّ تفلحوا وتسعدوا في الدُّنيا والآخرة، وتُسعدوا غيركم و تنالوا رضى ربِّكم.
نسأل الله تعالى أن يرينا الحقَّ حقًّا ويرزقنا اتِّباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يجعلنا هداةً مهتدين، مفاتيح للخير مغاليق للشَّرِّ.