الدين معاملة

مفهوم الطهارة الحسية والمعنوية في الإسلام

مفهوم الطهارة الحسية والمعنوية في الإسلام

"<yoastmark

مفهوم الطهارة في الإسلام :

الطهارة هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهي روح المؤمن وسبيله في الحياه فيها يكون المسلم أقرب إلى الله وهي تطهير للبدن والروح لإزالة كل شئ يعكر مرادها

فقد أمرنا الإسلام بالطهارة الحسية والمعنوية أي الظاهر منها والباطن، ولكن يبقى لنا ان نتعرف عليها تعريفا ومضمونا لكي نعرف ما هي وكيف تكون :

معنى الطهارة:

هي نظافة كل شئ بالمفهوم المطلق  قد أحدثت له نجاسة وتغيرت خصائصة الحسية والمعنوية 

وتنقسم الطهارة إلى قسمين

 

القسم الأول:  الطهارة الظاهرة:

وهي تبدأ بالنية وأن تكون بالوضوء أو الغسل بالماء، وطهارة الثوب والبدن والأماكن التي نجاسة

القسم الثاني: الطهارة الباطنة:

وهي تبدأ بطهارة الروح ثم تكون بطهارة القلب من الكفر والشرك بالله،  والبعد عن والكبر والعجب، والكذب والحسد، والنفاق والرياء وما شابه  ذلك من الصفات السيئة،

وان يعيد الإنسان توازنه ويملأ حياته  بالصفات الحسنة كالإيمان بالله  والتوحيد، والصدق والإخلاص، واليقين والتوكل على الله، وحسن الظن في التعاملات مع الناس

مفهوم الطهارة هو من أساسيات  الإسلام، وتكون باستعمال الماء الطاهر رفع الحدث، وإزالة الخبث، والسعي الدائم لاستعادة 

عافية الروح والبدن ، فلقد خلق الله الإنسان من بدن وروح

في البدن تتراكم عليها الأوساخ والأقذار من جهتين:

من الداخل كالعرق والغائط

ومن الخارج الغبار والأوساخ

ولكي يتعافى  البدن لابد من الأغسال المتكررة

والروح كذلك تتأثر من جهتين:

من الداخل بما في القلب من الأمراض كالحسد والكبر والبغض ومن الخارج بما يقترفه الإنسان من الذنوب والظلم والمعاصي

والعافية الروح لابد من الإكثار من التوبة والاستغفار

والله يحب التوابين ويحب المتطهرين 

كما قال سبحانه وتعالى في،كتابه الكريم

: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [222]} [البقرة:222].

الحكمة من الطهارة:

إذا طهر ظاهر الإنسان بالماء، وطهر باطنه بالتوحيد والإيمان ،وكمّل ذلك بالطيب والاستغفار.. صفت روحه.. وطابت نفسه ، واطمأن قلبه ،وصار مهيئاً لمناجاة ربه في أحسن هيئة

بدن طاهر، وقلب طاهر، ولباس طاهر، في مكان طاهر.

وهذا غاية الأدب، وأبلغ في التوقير والتعظيم والإجلال لرب العالمين.

ومن هنا صار الطهور شطر الإيمان

كما قَالَ رَسُولُ: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالحَمْدُ لله تَمْلأُ المِيزَانَ». أخرجه مسلم.

للطهارة سنن من الفطرة وهي: 

1- السواك

السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.

ويكون التسوك بعود لين من أراك، أو عرجون، أو زيتون، أو نحوها.

صفة التسوك:

يمسك الإنسان السواك بيده اليمنى أو اليسرى، ويبدأ من الجانب الأيمن للفم

ويُمِرّه على لثته وأسنانه، وأحياناً يجعل السواك على طرف لسانه.

حكم السواك:

السواك مسنون كل وقت، ويتأكد السواك فيما يلي:

عند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل وعند قراءة القرآن وعند القيام من الليل وعند تغير رائحة الفم.

عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ: أنَّ رَسُولَ قال: «لَوْلا أنْ أشُقَّ عَلَى أمَّتِي، أوْ عَلَى النَّاسِ، لأمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ». متفق عليه.

يجوز استخدام الفرشاة ومعجون الأسنان في تنظيف الفم والأسنان، واستخدام عود الأراك أفضل؛ لأنه سواك النبي صلى الله عليه وسلم

ولما فيه من مواد طبيعية منظفة ومطهرة، ولأنه أيسر تناولاً، وأقل كلفة، وأقرب إلى اتباع السنة.

2- الختان:

وهو قطع الجلدة التي تغطي حشفة الذكر؛ لئلا يجتمع فيها الوسخ والبول.

حكم الختان:

الختان واجب في حق الرجال ، وسنة في حق النساء.

حكمة الختان:

الختان علامة العهد بين إبراهيم عليه السلام ونسله الحنفاء الموحدين، فهو علامة الدخول في الملة الإبراهيمية للحنفاء.

وفي الختان من مفهوم الطهارة والنظافة ما هو معلوم، وفيه تعديل للشهوة التي إذا أفرطت ألحقت الإنسان بالحيوانات، وإذا عُدمت ألحقته بالجمادات، والختان يعدلها، ولهذا نجد الأقلف من الرجال والنساء لا يشبع من الجماع.

3- قص الشارب

الشارب: هو الشعر النابت فوق الشفة العليا.

اللحية: هو الشعر الخارج من الذقن والخدين معا

4 – إعفاء اللحية:

وفي حلق اللحية عدة مخالفات منها:

تغيير خلق الله بدون إذنه.. وطاعة الشيطان.. والتشبه بالنساء وهو محرم.. وموافقة المشركين والمجوس وهي محرمة.. ومعصية الله ورسوله.

قال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [63]} [النور:63].

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عَنهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَالِفُوا المُشْرِكِينَ: وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأحْفُوا الشَّوَارِبَ». متفق عليه.

5 – حلق العانة

6 – ونتف الإبط

7 – وقص الأظفار

وشعر الإنسان في الإسلام له ثلاثة أقسام في حكم الشرع: 

1- قسم نص الشرع على تحريم إزالته:

كشعر اللحية، ونَمْص الحاجب

.2- قسم نص الشرع على طلب إزالته:

كشعر العانة والإبط، أو تقصيره كشعر الشارب

.3- قسم لم ينص عنه الشرع في شئ :

كشعر اليدين والساقين، والصدر والظهر، فيبقى على الإباحة، والأولى تركه إلا ما خرج عن المعتاد.

عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ قَالَ: «الفِطْرَةُ خَمْسٌ، أوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتَانُ، وَالاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ». متفق عليه.

وَعَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الأَظْفَارِ، وَنَتْفِ الإِبِطِ، وَحَلْقِ العَانَةِ، أنْ لا نَتْرُكَ أكْثَرَ مِنْ أرْبَعِينَ لَيْلَةً. أخرجه مسلم.

8- الطيب بالمسك

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كُنْتُ أطَيِّبُ النَّبِيَّ? بِأطْيَبِ مَا يَجِدُ، حَتَّى أجِدَ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ. متفق عليه.

9- إكرام شعر الرأس ودهنه وتسريحه.

10- تغيير الشيب بالحناء والكتم

وأما صبغ الشعر بالسواد فله ثلاث حالات:

إن كان الغش والمكر فهو محرم.. وإن كان في الحرب فهو جائز.. وإن كان للزينة فقط فهو مباح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصبغ الشعر ولم يحدد لوناً.

عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ قالَ: إِنَّ رَسُولَ قالَ: «إِنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى لا يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ». متفق عليه، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدالله رَضيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكّةَ، وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثّغَامَةِ بَيَاضاً، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «غَيّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ»

أخرجه مسلم.

حكم استعمال أواني الكفار:

مباح استحدام آنية الكفار وثيابهم إن جهل حالها لانه في الاصل الطهارة

حكم استعمال أواني الذهب والفضة:

يمكن ان يستحدم اي اناء للوضوء. مالم يكن الاناء مغصوبا او كان الإناء من الذهب والفضة

فيحرم اتخاذه واستعماله، فإن توضأ أحد منها فوضوءه صحيح، لكنه آثم

ويحرم على الرجال والنساء الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة، وجميع أنواع الاستعمال، إلا الحلي للنساء، والخاتم من الفضة للرجال، وما له ضرورة كسن وأنف.

وقد روي عن حذيفة رضي الله عنه قال:

سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا تَلْبَسُوا الحَرِيرَ وَلا الدِّيبَاجَ، وَلا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا، فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَنَا فِي الآخِرَةِ». متفق عليه.

أقسام المياه:

تنقسم المياه إلى قسمين:

.الأول: الماء الطاهر:

هو الماء الباقي على خلقته كماء المطر، وماء البحر، وماء النهر، وماء العيون، وما نبع بنفسه أو بآلة، عذباً أو مالحاً، حاراً أو بارداً، وهذا هو الماء الطهور الذي يجوز التطهر به.

.الثاني: الماء النجس:

هو الماء الذي تغيرت خصائصة وتغير لونه او طعمه او رائحته باي نجاسه بقليلها وكثيرها

 

 

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى