مقاصد الهجرة النبوية المطهرة
كتبت/ حنان محمد
يحتفل المسلمون هذه الأيام بالعام الهجري الجديد فلنتعرف علي ،متي وصل النبي إلي المدينة؟ ولماذا جعل الشهر محرم بداية العام الهجري ؟ ولماذا لم تكن هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الى الحبشة كما مر فى الهجرة الأولى وكانت الى المدينة ؟؟ ماهي مقاصد الهجرة؟
وكيف خرج النبى صلى الله عليه وسلم من بين أيديهم ؟وماحكم الإحتفال بالهجرة النبوية؟ كل هذا تجيب عنه الأستاذة حنان محمد واعظة بوزارة الاوقاف المصرية فلتسرد لنا الرد علي إجابات هذه الاسئله
وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة في شهر ربيع الأول، لكن جُعِل شهر المحرم بداية العام الهجري لأنه كان بداية العزم على الهجرة،وأول من جعل بداية التقويم الهجري هو شهر المحرم من سنة الهجرة هو عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أما الهجرة النبوية فكانت في شهر ربيع الأول على المشهور، وقيل اختار شهر محرم لأنه بعد قدوم الحجاج من الحج..
ولكن هنا السؤال
لماذا لم تكن هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الى الحبشة كما مر فى الهجرة الأولى وكانت الى المدينة ؟؟
وللإجابة نقول
إذا قارنا بين الحبشة والمدينة ومدى انتشار الدعوة الإسلامية بعد الهجرة فإننا سنجد :-
١- إن الحبشة طبيعتها وبيئتها ولغتها أعجمية وهى بذلك بعيدة عن البيئة التي هى موطن الدعوة الإسلامية ومعنى هذا أنه لو كانت الهجرة إليها لفسر ذلك ان الدعوة الإسلامية غير صالحة للعرب .
٢- موقع المدينة لها تميز واضحا من حيث التجارة وذلك لإن تجارة مكة ذهابًا وايابا إنما تأتى عن طريق المدينة ،ومن هنا يمكن التأثير من أهل المدينة على من أتى إليها من مكة.
من مقاصد الهجرة أيضا ، نجد عناية الله ورعايته لرسوله الكريم ويظهر ذلك في مواطن كثيرة منها :-
١-من يتدبر قوله تعالى (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) الانفال
نجد ان الكفار ارادوا ان يمكروا بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واتفقوا على قتله فأبطل الله مكرهم.
٢- من يتدبر قول الله تعالى ( إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ )
هل الكفار بالفعل أخرجوا النبى صلى الله عليه وسلم ام ان الله تعالى هو الذى اخرج رسوله ؟ وما هو هدف الكفار من ذلك وما هو الهدف الاسمى من هجرته صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
حين خرج النبى صلى الله عليه وسلم ظن هؤلاء الكفار ان الدعوة ستضيق ولن تنشر ، بينما نستطيع أن نقرر هنا أن الهدف الاسمى من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم هو انتشار دعوته صلى الله عليه وسلم فى كل القبائل ، فإخراج الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان هدفة التعنت أمام دعوته والقضاء عليها ولكن الله أراد من هذا الخروج امراً آخر وهو النصر لرسوله .
وكذلك من الأمور المدهشة أنهم وقفوا جميعًا أمام بيت النبى يترصدون خروجه صلى الله عليه وسلم ليضربوه ضربة رجلٍ واحد فيتفرق دمة فى البلاد.
والسؤال هنا:-
كيف خرج النبى صلى الله عليه وسلم من بين أيديهم ،
بأن يفتح باب بيته ثم يميل الى الارض ليأخذ حفنه من التراب ثم ينثرها فى وجوههم ، كل هذا وهم ينظرون اليه صلى الله عليه وسلم ويدْعونه يفعل كل ذلك دون ان ينقضَّ احدهم عليه ، ونحن نعلم أن من يترصد احداً فإنه يكون فى أتم حالات الانتباه ‼️إلا أننا هنا نجد أنفسنا أمام إعجاز حسى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أن يخرج من بين ايديهم جميعًا وينثر عليهم التراب فتُغشى أبصارُهم ..
ونجد الكثير والكثير من العبر فى هذه الهجرة المشرفة
فمن أصلح ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس، فالصحابة رضوان الله عليهم تركوا أرضهم وأموالهم وهاجروا في سبيل رضا الله تعالى ونصرة دينه، فأيدهم الله بنصره، وردهم إلى أرضهم سالمين.
🔆حكم الإحتفال بالهجرة النبوية
إنه يستحب تهنئة المسلمين بعضهم البعض بالعام الهجري الجديد.
أن الله سبحانه وتعالى سنى لنا ذلك حيث قال في محكم آياته { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ } الأيام التي أنعم الله سبحانه وتعالى فيها على الأمة الإسلامية ومن أفضل الأيام التي أنعم الله فيها على الأمة الإسلامية يوم الهجرة حيث كانت الهجرة فرقا بين الحق والباطل وحيث كانت الهجرة دليلاً ناصعا على نصرة الله سبحانه وتعالى لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و إنجائه من أذى المشركين.
هاجرت يا خير خلق الله قاطبةً من مكةً بعد ما زاد الأذى فيها
هاجرت لما رأيت الناس في ظلم وكنت بدرا منيراً في دياجيها
هاجرت لما رأيت الجهل منتشراً والشر والكفر قد عمّا بواديها
هاجرت لله تطوي البيد مصطحبا ً خلاً وفياً .. كريم النفس هاديها
هو الإمام أبو بكر وقصته رب السماوات في القرآن يرويها