من القلب للقلب … بقلم : د. عبير منطاش
من منا ليس له أمنية يدعو الله ليحققها ليلا ونهارا.. كبارا كنا أم صغارا ، رجالا أو نساء نحن بشر لسنا كاملين دائما ينقصنا شيء ندعو الله ليتحقق.
قد تكون الأمنية مادية مثل المال ، الذرية ، المكانة الاجتماعية ، الزواج ، الصحة وقد تكون معنوية مثل الصبر على فقد الأحباب، تحمل الابتلاء، البحث عن الأمان والاستقرار، التخلص من أذى الناس، أو مجاهدة النفس..وغيرها الكثير والكثير وبرغم تعدد الأمنيات وتنوعها إلا أن لكي. تتحقق ليس لها إلا سبيل واحد فقط وهو اللجوء إلى الله .. من وجهة نظري المتواضعة أرى أن قانون سعادة البشر يكمن في هذه الآية الكريمة. “من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا”
يقول الإمام ابن كثير في تفسيره: “من أَعرَض عن ذكري”
أَي خالف أمري وما أنزَلته على رسولي؛ أَعرَض عنه وتناساه وأَخذ من غيره هداه، فإنّ له معيشة ضَنْكًا، أَي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق حرج لضلاله، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإنّ قلبه ما لم يخلص إِلى اليقين والهدى …
عجبا للإنسان ما أجهله يذهب إلى الشقاء والنعيم بين يديه ولا يدري قيمته. وليس اللجوء إلى الله هو الذهاب للمساجد والصلاة والزكاة والصوم والحج فقط. ذكر الله هو طريقة للحياة تعيش فيها بالقرب من الله بقلبك قبل جسدك.
حالة من الحب الإلهي لكل ما خلق الله أن تخشى الله في السر والعلن..أن تخاف أن تظلم أحدا ويشتكيك إلى الله. أن تحب الله طمعا في حبه ورضاه لا خوفا من عقابه، أن تجعل حبك لله يسبق أي حب آخر سواء حبك لأم أو زوج أو ولد
عندما تصل لهذه المرحلة من الحب الإلهي وقتها لن يقف أمامك شيء ولن تشعر أنك ينقصك شخص أو أمنية لأن ببساطة كل ما تطلبه بيد الله وليس بيد البشر.
فإن سعيت لرب العباد أتتك الدنيا راكعة بكل من عليها من بشر وأمنيات. (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ) اللهم اجعلنا دائما أن نسعى لرضاك يارب وننعم به.
لكم مني كل الحب والأحترام والتقدير.