الدين معاملةعاجل

من هو أول من نسخ القرآن الكريم وكيف تطورت نسخ المصاحف

من هو أول من نسخ القرآن الكريم وكيف تطورت نسخ المصاحف

كتبت / دنيا أحمد

أول من نسخ القرآن الكريم (بمعنى جمعه وكتبه في مصحف واحد) هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، أول خليفة للمسلمين بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

تفاصيل القصة:

بعد معركة اليمامة، استشهد عدد كبير من حفّاظ القرآن، فخاف الصحابة أن يُفقد شيء من القرآن.
فجاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق واقترح عليه أن يتم جمع القرآن في مصحف واحد.
تردد أبو بكر في البداية، لأنه أمر لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، لكنه اقتنع في النهاية.

من أشرف على النسخ؟

كلّف أبو بكر الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه، وكان كاتب الوحي، بجمع القرآن.
وكان زيد دقيقًا جدًا، لا يكتب آية حتى يجد شاهدين عدلين حفظًا وكتابةً.

ملخص:

أول من نسخ القرآن في مصحف: أبو بكر الصديق.
الكاتب والمنفّذ للجمع: زيد بن ثابت.

كيف تطورت نسخ المصاحف بعد ذلك في عهد عثمان بن عفان

تطور نسخ المصاحف في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه كان نقطة مفصلية في تاريخ القرآن، لأنه هو اللي أمر بكتابة مصحف موحد وإرسال نسخ منه إلى الأمصار الإسلامية، عشان يمنع الاختلاف في القراءات، وده اللي اتعرف بعدين باسم “مصحف عثمان”.

القصة بالتفصيل:

بداية المشكلة لما توسعت الدولة الإسلامية، ودخل ناس كتير في الإسلام من بلاد مختلفة (زي الشام، العراق، مصر)، بدأ يظهر اختلاف في طريقة قراءة القرآن.

في معركة أرمينيا وأذربيجان، الصحابي حذيفة بن اليمان لاحظ اختلاف المسلمين في قراءة القرآن بشكل يهدد بفتنة.
فرجع المدينة وقال لعثمان:
“أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.”

قرار عثمان:

عثمان استشار الصحابة، وقرر جمع المسلمين على مصحف واحد موحّد.
أمر زيد بن ثابت ومعاه تلاتة من قريش: هما عبد الله بن الزبير، سعيد بن العاص، عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إنهم ينسخوا القرآن بطريقة موحدة.

خطوات العمل:

استخدموا المصحف الذي جمعه أبو بكر (وكان محفوظًا عند حفصة بنت عمر، زوجة النبي)، كمصدر أساسي.
كتبوا عدة نسخ من المصحف بخط واحد وبلسان قريش (لغة النبي صلى الله عليه وسلم).
بعد ذلك عثمان أمر بحرق أي مصاحف أو صحف أخرى فيها اختلاف عن المصحف الموحد، عشان يمنع التفرّق في القراءة.

إرسال المصاحف:

أرسل عثمان نسخًا من المصحف إلى الأمصار الكبرى زي:
• الكوفة
• البصرة
• الشام
• مكة
• اليمن
• البحرين
وأرسل مع كل مصحف قارئ معتمد لتعليم الناس القراءة الصحيحة.

نتيجة هذا العمل:

اتحّد المسلمون على قراءة واحدة موثوقة.
وبقي مصحف عثمان هو الأساس اللي بيعتمد عليه المسلمون لحد النهاردة.
ومنه اتنسخت كل المصاحف التي ظهرت بعد ذلك.

أهمية ما فعله عثمان بن عفان رضي الله عنه:

1- وحدة الأمة
بتوحيد المصحف على حرف واحد، عثمان منع حدوث فتنة واختلاف كبير في الأمة الإسلامية، خاصة مع اختلاف اللهجات والقراءات.

2- الحفاظ على النص القرآني
بفضل جمعه، وصلنا القرآن الكريم محفوظًا بنفس ترتيب الآيات والسور، وده كان سبب في استمرارية حفظه وتلاوته بنفس الشكل من عهد النبي لحد النهاردة.

3- اعتماد الرسم العثماني
الرسم اللي كتبوا بيه المصحف بقى هو الرسم المعتمد في المصاحف، وده اللي بنسميه “الرسم العثماني” تكريمًا لجهوده.

ملحوظة هامة:

عثمان لم يبتدع شيئًا جديدًا، بل اعتمد على النسخة الأصلية اللي كانت عند حفصة بنت عمر، واللي جمّعها زيد بن ثابت في عهد أبي بكر.
هو فقط وحّد القراءات وأمر بنسخ المصحف بطريقة موحدة عشان يتفادى الاختلاف، خاصة بعد اتساع رقعة الدولة.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى