مهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة يُكرم الراحل شفيع شلبي
مادونا عادل عدلي
ولد شفيع شلبي يوم 2 مايو عام 1947، تخرّج في كلية الزراعة عام 1967، وعمل في الإخراج والكتابة والإنتاج السينمائي والتليفزيوني، لم يكن يوما من الأيام رجلاً تقليديًا، فلم يكن موظفاً في مبني ماسبيرو فقط بل كان منفتحاً للدخول في عالم الفن بمختلف أطيافه.
وكان يذهب شفيع إلى مبنى التليفزيون المصري مرتديًا ملابس عادية، يصحبه شعر بطريقة الكيرلي، كما كان لا يحب السيارات ويهوي ركوب الـ«عجلة» يذهب بها في مشاويره الرسمية وغير الرسمية، بالطبع كان مظهره مميزًا عن كل مذيعي التليفزيون الذين حرصوا على تقديم النشرات ببزات كاملة وكرافتات ونبرات صوت رسمية.
ويحتفل اليوم الثلاثاء مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ22 برئاسة الناقد السينمائي عصام زكريا.
حيث يحتفلا بالمخرج والمذيع الرحل شفيع شلبي، الذي رحل عن عالمنا في يناير الماضي بعرض مجموعة من أفلامه يعقبها ندوة تكريمية يديرها الناقد الكبير مجدي الطيب ويتحدث فيها زوجته سمية الشناوي وصديقه المقرب شريف جاد مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي وعدد من السينمائيين.
ما لا تعرفه عن شفيع شلبي
عُرف “شفيع شلبي “في السبعينيات كأحد أشهر من يقدمون نشرة التاسعة مساء في التليفزيون المصري، وذلك بسبب فكره التحرري وطريقته في تقديم البرامج، حيث كان أول مذيع يطل على الشاشة الصغيرة بملابس كاجوال وقميص مفتوح وشعر مجعد.
كما كان شفيع شلبي نموذجاً متفرداً أيضاً عن مثقفي ذلك التوقيت، حيث كان بعيداً كل البعد عن الشاعر أمل دنقل، والأبنودي وغيرهم من الأدباء والشعراء، فقد كان مذيعًا لامعًا في التليفزيون المصرى خلال الثمانينيات إلى أن تم تجميده، بسبب تمرده الدائم على التعليمات، من بينها أنه كان يقدم برامجه في التليفزيون بملابس كاجوال وقميص مفتوح وشعر غير مسبسب، وظلت قضية تجميده تشعل الصحف لسنوات، كان خلالها يشغل فراغه بالنشاط في مجالات مختلفة: ثقافية وفنية وتليفزيونية، والقليل منها سياسى.
وكان شفيع شلبي كان متمردًا أيضًا حتى فيما يخص الألقاب الرسميّة، كان يفضل أن ينادى بـ”المذيع” أو”المهني” وليس “الإعلامي”، وخلال الفترة التي عمل فيها داخل التلفزيون المصري، أي من بداية السبعينيات وحتى بداية الثمانينيات، أصرّ على العمل دون أجر وقال: الأجر في ذلك الوقت كان 97 قرشًا، لكنني لم أتقاض من التلفزيون المصري مليمًا واحدًا انطلاقا من رؤيتي بأن الشخص المهني هو في المقام الأول صاحب الرسالة، ومن ثم لابد أن يعمل حرًا لحسابه وليس لحساب الغير.
قدم شفيع شلبي رصيدا لا بأس به من الافلام الوثائقية وكان يُلقب نفسه بـ”السينمائي الشامل” ومن ابرز أفلامه: فيلم “صانع الفرح” انتاج المركز العربى للإنتاج الوثائقي عام2003 وفيلم “أوركسترا النازلة” انتاج المكز العربي للانتاج الوقائقي 2009 وهو فيلم يصور حياة الناس والارض في إحدى قرى الفيوم فيلم “ياسلام على الميه” انتاج المركز العربي للإنتاج الوثائقي 1998، وهو فيلم يسلط الضوء على أهمية المياه في العالم خاصة وقت الحروب والنزاعات المسلحة.
كما أنتج افلام متعددة الأجزاء من موسوعات “وصف مصر” و”الحياة في المتوسط”، و”أعلام القرن العشرين”، من انتاج المركز العرَبيِ للإنْتَاجِ الوَثائقي.
شارك في القليل من الأفلام أبرزها خلف أسوار الجامعة وفيلم العوامة ٧٠، أمام أحمد ذكي وأسند له هذا الدور خيري بشاره واتهم شفيع بأن موهبته الفنية كانت محدودة.
وقد اختفي عن الأضواء منذ أربعين عامًا وأنشأ شفيع قناة على “يوتيوب” باسمه، كانت تعرض أفلاما تسجيلية مختلفة مثل: شفيع شلبي في قلب الشارع المصري، و”العيد في الصعيد”، “الشارع المصري عبر التاريخ”.
فاز بمنصب نقيب المهن السينمائية لمرتين على التوالي، كما تم انتخابة لمجلس اتحاد السينمائيين التسجيليين عام 1990، بالإضافة لذلك نجح في انتخابات مجلس جماعة الفنانين والكتاب عام 1999.
كما نجح شفيع في الوصول لرئاسة إدارة المهرجان العربي للتلفزيون غير الحكومي عام 1994، وأسهم على مدى أربعة عقود في الكتابة والعمل والإنتاج الفني السينمائي من باب مواهبه المتعددة مثل كونه إذاعيا، وكاتب سيناريو، ومخرجا ومنتجا سينمائيًا وتليفزيونيًا