أخبار وتقارير

موازين القوة تحسم حقيقة من يلعب بالنار ومن سيحترق بها داخل دائرة الصراع بين دول العالم

موازين القوة تحسم حقيقة من يلعب بالنار ومن سيحترق بها داخل دائرة الصراع بين دول العالم

موازين القوة تحسم حقيقة من يلعب بالنار ومن سيحترق بها داخل دائرة الصراع بين دول العالم
ارشيفية

كتب د:أحمد مقلد

إن إتساع دائرة الحرب شرقاً وغرباً توحي بمؤشرات خطيرة، إذا لم يتنبه حكماء العالم لما تم إعداده لفناء البشرية من أجل بقاء النخبة، ولا مجال لبقاء الضعيف في حياة أهل النور، وأصحاب مثلث الحكمة والذين ينتمون للماسونية، وذلك لكونهم قد خططوا ودبروا للهدف الأكبر والذي لم يتم إنجازه حتى الآن، وربما دبروا ما يضمن تحقيقه بعد فشل نشر الأوبئة والأمراض بالنسبة المراد تحقيقها لفناء البشرية، لذا فإن الحقيقة الوحيدة المؤكد أن أرواح البشر لا قيمة لها في ميزان القوة الدولية، وذلك لكون توازنات القوى تستدعي التضحية من أجل بقاء الأقوى وبخاصة حين تزول قوة الضعيف.

ارشيفية

ونظراً لكون الصراع أصبح وسيلة لإثبات القوة مهما كانت التضحيات فقد وجدنا “الصين” تسعى لاستعادة “تايوان” باعتبارها ولاية غائبة عنها وتتخذ الخطوات لاستعادتها، وحين تم استفزازها بزيارة “نانسي بيلوسي” رئيسة مجلس النواب الأمريكي، إلى “تايوان”، فقد قامت بالقيام بنشر “الصواريخ الفرط صوتية” والمحمولة على مركبة إطلاق برية مضادة للسفن، من طراز (DF-17)، والتي أطلقت عليها وسائل الإعلام الصينية “قاتل حاملات الطائرات”، كما أنها قد قامت بتنفيذ مناورات عسكرية أمام سواحل “تايوان” في إشارة تحذيرية منها بأن “تايوان” جزءاً من أراضيها، ولا مجال للإعتراف بإستقلالها، وربما لن تقوم حرب بعد فهم رسالة “الصين”، مع الوعد منها بتحقيق إنتصارها حال تحقق الصراع العسكري مهما كانت الدماء المهدرة سواء من بكين أو من خصومها.
وذلك الصراع بين “الصين” و”الولايات المتحدة” قد بدأ منذ فترة طويلة حينما حاولت “الصين” إحتلال صدارة القوة الاقتصادية عالمياً، رغم أن تلك المكانة قد تصدرتها “الولايات المتحدة الأمريكية” منذ “الحرب العالمية الأولى”، مما دفع “أمريكا” لعرقلة التقدم “الصيني” نحو تحقيق هدفه، لذا تم رفض إشتراكها في المؤسسة الفضائية العالمية، وعدم قبول منحه أصوات أكثر في “مجلس الأمن الدولي” و”البنك الدولي”.
ومن الواضح أن “أمريكا” قد عرضت المساعدة في دعم “تايوان”، ولكنها لم تعلن تدخلها بشكل مباشر في هذا الصراع بين “الصين” و”تايوان” حال حدوثه، ولنا في تجربة “أوكرانيا” المثل حيث تم التأكيد على دعم “أوكرانيا” حال وقع هجوم من “روسيا”، مكتفياً بتقديم أسلحة، مع التحذير من خطورة إرسال جنود لكون الجيش الروسي من أكبر الجيوش في العالم، ويمكن أن تسوء الأمور بسرعة وهذا الأمر قد يمنع أمريكا من الدخول في مواجهة مباشرة مع واحدة من أكبر القوي الاقتصادية عالمياً.
وقد وجدنا (حلف الناتو) يخرج علينا بتصريحات تؤكد أن “روسيا” تمثل التهديد الأكبر والمباشر لسلام وأمن أعضاء الحلف، والصين تشكل تحدياً لمصالح دول التحالف وأمنها، وكان تعقيب “روسيا والصين” هو توجيه الإتهام نحو الحلف بالرغبة في فرض السيطرة، والعمل على إشعال الأزمات حول العالم، وذلك نظراً لكون حلف الناتو هو أداة لحفظ هيمنة وسطوة بعض الدول على غيرها.
لذا فإن “روسيا” ستحتفظ بالسيطرة على أغلب المناطق “الأوكرانية” والتي تقع تحت سيطرتها في الوقت الحالي، وأغلبها في “الشرق وشبه جزيرة القرم”، إلى جانب الممر الذي يربطهما، مع السعي لتحقيق السيادة على “إقليم الدونباس”. وربما لن يكون هناك اتفاق بشأن حدود دائمة، مع ثبات الموقف الغربي بالإعتراف بحق “أوكرانيا” في جميع الأراضي التي إنتزعتها روسيا منها، وربما تم الضغط من “الجانب الأوروبي” على “أوكرانيا” من أجل القبول بمطلب روسيا بإلقاء السلاح، من أجل التوصل إلى إتفاق وقف إطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية، مع العلم بأن روسيا تشدد على توفير بعض الضمانات لعدم عضوية “أوكرانيا” (لحلف الناتو)، ونزع سلاح “أوكرانيا” والأمن الجماعي، واستخدام اللغة الروسية، والتخلص من النازية الجديدة والتي تنشر بشكل ممنهج جرائم الكراهية ضد الأجانب والأقليات في أوكرانيا، وحقيقة “روسيا” لا تتعامل مع العمليات العسكرية في “أوكرانيا” باعتبارهما حرب ولكن الرئيس “بوتين” يطيل الوقت ليمتلك اليد العليا في إدارة دفة المفاوضات.
وفي ظل تلك الموجات الهجومية تخرج علينا إسرائيل بزعمها حماية مواطني إسرائيل من خلال تنفيذ مواجهات مع حركة الجهاد الإسلامي، برغم أن القتلى من المدنيون الفلسطينيون والذين يدفعون الثمن الباهظ للحرب، وقد تزامن ذلك مع الإعلان أن “غزة” قد أصبحت ساحة لتصفية الحسابات، بين “إيران وإسرائيل”، وهذا ما وثقه التليفزيون الرسمي الإيراني عن قائد الحرس الثوري الميجور جنرال “حسين سلامي” حين قال “إن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً لهجماتها الأخيرة على الفلسطينيين في غزة”، وقد تزامنت تلك التصريحات مع لقائه “بزياد النخالة” الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في “إيران”.

ارشيفية

ومن هذه الصراعات نجد “الصين” تحافظ على هيبتها وتحذر العالم من الصراع المباشر معها حال دعمهم لإستقلال، وربما كانت روسيا تسعى لتوسعة حدودها من خلال إطالة أمد الحرب الدائرة، وربما كانت إسرائيل تسعى لبسط قوتها وتنفيذ مخططاتها في ظل صمت المجتمع الدولي وبدعم امريكي، ولكن هل يظل الوضع كما هو، وهل ستتأثر موازين القوي الاقتصادية والعسكرية بتلك الحروب، وهل قريباً ستدخل دولاً أخري لدائرة الصراع مثل كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
ربما كانت تلك توقعات عسكرية وربما نتج عنها تغير في قيم العملات وفق متغيرات ندرة الغذاء وقلة الموارد، لذا أعتقد أن الذهب والمعادن النفيسة لن يكون لها قيمة في الفترة القادمة خاصة عند تحديد مقايس قوة إقتصاد أي دولة، وربما لن يكون للدولار قيمته السوقية والتي تضمن قوة الاقتصاد في ظل ضوابط مجتمعية جديدة تهدف لتأمين المخزون الغذائي للمجتمعات، وربما كانت الحروب القادمة حروب الماء والغذاء بعد زوال بعض الدول أو تفكك بعض التكتلات الاقتصادية، وربما غاب عنا جمال الطبيعة ليحل محلها دخان الأسلحة والأشعة المدمرة.

زر الذهاب إلى الأعلى