مواقف وطرائف الملوك.. بقلم: عبد الشكور عامر
مواقف وطرائف الملوك … قدم وفداً من كبار العلماء العراقيين في زيارة للمغرب لتقديم الوعظ والتدريس لأهل المغرب وطلابها. فلما شارفت مهمتهم عل الإنتهاء. استقبلهم الملك الحسن الثاني فى القصر الملكي بالرباط. وأقام لهم حفل ومأدبة عشاء تكريماً لهم واعترافاً بفضلهم وشكراً لما بذلوه من جهد فى تزغية وتثقيف المغاربة. وحضرها الملك الحسن الثاني واشرف على اعدادها بنفسه .
وفى نهاية حفل التكريم قام الملك الحسن بإهداء كل عضو من أعضاء الوفد العراقي ساعة يد ثمينة. إلا رئيس الوفد ، فقد لمح الملك فيه مهابةً ووقاراً. فأهداه بدلاً من الساعة مصحفاً شريفاً فاخراً .
فلما انتهت مراسم تسليم الهدايا. وقف رئيس الوفد العراقي خطيباً يشكر الملك على حُسن ضيافته للوفد وجزيل كرمه.
ثم قال فى نهاية كلمته : ولقد فتحت كتاب الله الذي أهدانيه جلالة الملك. فوجدت مكتوباً فيه : (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا ) .
فانفجر الملك الحسن والحضور ضاحكين ، حتى كاد أن يستلقي الملك على ظهره من شدة الضحك. وانبهر بنباهة الشيخ وذكائه الشديد ، وخلع ساعته الملكية من معصمه. وأهداها للشيخ الحصيف تقديراً له واعجاباً بصنيعه وبلاغته ودهائه الشديد .
كان الملك الحسن من أشد المعجبين بالعلم والعلماء والقراء والحفاظ لكتاب الله تعالى. وكان دائما مايُحضرهم إلى القصر الملكي لتكريمهم وإقامة حفلات الذكر وتلاوة القرآن .