مقالات

نقطة نظام … بقلم : وفاء أنور

نقطة نظام … بقلم : وفاء أنور

نقطة نظام … بقلم : وفاء أنور
وفاء أنور

مهلًا عزيزى الرجل توقف قليلًا لتستمع إلى حديثي معك وتسلم مني رسالتك ، رسالة بعثت بها امرأة إليك ، رسالة إن آمنت بها واتبعت مافيها فسوف تمنحك وتمنحها تلك الصورة التي تتمناها لحياة جميلة يملؤها الود ، الحب والسلام ، إن فكرت أن تتحدث معها عن إنجازاتك وأعبائك فلا تنقصها قدرها ، اسعى لكسب ودها ، اعترف بدورها ، لاتبخسها حقها ، كن على قناعة بأنها تتحمل مايفوق طاقتها ، أثقلت كاهلها المسئوليات والأعباء مثلك فهي تسير في نفس ميدانك ، لا تقلل من شأنها أو تتجاهل عطاءها ، تفهم وجهة نظرها واتخذها صديقة ورفيقة درب ، ضم كفاحك العظيم  إلى كفاحها . 

إنها ترى نفسها جيدًا ولكنها تزن قيمتها بميزان الذهب ، تبغض الغرور ولكنها تنتظر منك تقديم الدعم لها ، إن امرأة هذا العصر دخلت مضمار السباق معك وقبلت التحدي ، امرأة لا تقبل تهميشها أو إنكار دورها ،  تتطالب فقط بعدالة من السماء فيما يجمع بينك وبينها ، تبحث عن حقها في التقدم ، تريد منك تعزز دورها . 

لا تسعى للاقتراب من امرأة اعتادت التحمل والعمل على تنمية ذاتها ، إياك والاقتراب من قدس أقداسها ، فإن سمحت لك بالتواصل معها فهى قد قبلت التحدى ووقفت على نفس خط البداية معك ،هى تعلم جيدًا أنها لها كيانها الخاص الذي يقبل مساندتك في كل مراحل عمرها ، ولكنها تؤمن بأنها ليست تابعةً لك ، ظلها لن يتبع ظلك ، شمسها هى نفس شمسك ، تكره تفسيرك الدائم الذي يصفها بنقصان العقل والدين بالمعنى الذى فسرته أنت بحسب هواك .

سوف تطالبك دومًا بمعاملتها كإنسان دون النظر إلى اختلاف النوع ، فاختلافك عنها لا يعني التقليل من إمكانياتها ومعارفها ، ستراها تقتحم جميع ميادينك تناقشك بالعقل والمنطق ، تقدم لك الدلائل على صدقها بالحجة والبرهان ، وليس بعاطفتها أو قلبها ، ستجدها أيضًا تحترم أفكارك ، تتبنى وجهات نظرك مادامت قد تأكدت من صحتها وصدقها ، تصفق لك إن رأيتها كما تحبك هى أن تراها ، ستسمح بوجود تلك المساحة بينكما وتحافظ عليها مادامت قضيتك هى نفس قضيتها ، عندما تقبل التعامل معها بطريقتها التي ارتضتها ستجدها تركض للحصول لك على كل ما تريده ، تهب لمؤزارتك ، تحتفل بنجاحك فهو أيضًا نجاحها ، ستهلل إن أحرزت تقدمًا فتقدمك هو تقدمها بالطبع إن لم يكن أيضًا إضافة لها .

المرأة لم تخلق لكي تصبح صورة داخل إطار ، إنها بذكائها تستطيع قراءة ما بين سطورك ، تسمعك قبل أن تتحدث بحديثك ، تفهمك وتترجم كل المعاني التي تحملها وكل المشاعر التي تخبئها في صدرك ، تطبق عليها حنايا قلبك ، هى لك مادمت أنت قد رضيت أن تكون لها ، وأخيرًا تسلم رسالتك ، تأملها جيدًا ، احفظها جيدًا لأجلي ولأجلها .

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى