نورين لحقت بوالدها المعلم الحنون قبل الأربعين “حزنًا عليه”
رغم مرور أعوام على إنهاء محمد عاطف تعليمه الثانوي، لكنه مازال يتذكر معلم مادة التاريخ، صاحب الأثر الطيب في حياته، والمتميز بالمعاملة الحسنة مع تلاميذه، ليصطدم اليوم، بوفاة معلمه فرج الغرابلي ورحيل ابنته “نورين” حزنًا عليه، خبر وقع كالصاعقة على “محمد”.
“مكنش أستاذ لينا.. كان أب وصديق نتكلم معاه، لو عندك مشكلة بيحلهالك غير أنه بيحفزك بكل الطرق”، هكذا تذكر “محمد” معلمه الراحل، الذي توفى في أوائل الشهر الماضي متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.
وصف “محمد” أسلوب معلمه بـ “السلس”، فهو اعتاد على الشرح البسيط الذي يمكن طلابه من فهم ما يشرحه دون الحاجة لأساليب التعنيف: “مكنتش بتخرج من الحصة إلا والكل فاهم”.
عاصر “محمد” مشاهد الحب والحنان من علاقة المعلم بابنته “نورين”، التي لحقت به: “كانت بتيجي بنشوف فيها مثال البنت الصالحة مع والدها.. كان بيستقبلها بالأحضان أول ما يشوفها ويدلعها.. وهي كانت دايمًا تقعد تتفرج عليه وهو بيشرح بتبقى فخورة أنه والدها”.
لم تسر علاقة المعلم الراحل بتلاميذه في إطار الدراسة فقط، فكان دائمًا ما يطمئن على أخبارهم والحديث معهم عن الوفاء والحب: “كان حريص دايمًا أنه يراعي أهل بيته.. عمره ما يتكلم غير بالخير”.
مشاغل الحياة لم تمهل “محمد” فرصة للاطمئنان على صحة معلمه، ليعلم بنبأ وفاته من “فيس بوك” بعدما انتشر خبر رحيل ابنته: “ياريتني كنت موجود في حياته بعد مرحلتي”.
