( نوم وشخير ونفير ) حسين نوح
كتبت / رانيا حسن
وكأنه شرف عظيم يُكتب بماء الذهب، سأروي لكم حكاية أعتز بها .
في مساء هادئ، رن هاتفي، وإذا بصوت أستاذي ومُلهمي الكاتب الكبير حسين نوح .
“مساء الخير يا كوبة”، هذا اللقب الذي يخصني ويُطلقه على مسامعي له حكايته الخاصة، والتي سأدخرها لمقالة قادمة.
قال لي نوح: “لديك مسودة لكتاب ، خذ وقتك في قراءته ، أسبوع أو أسبوعين، ثم نتحدث.”
عند تلك اللحظة، تجلى أمامي الخلط بين الدهشة والفخر، ففتحت المسودة لأجد بين يدي كتاباً يحمل عنوان ( نوم وشخير ونفير ) للكاتب حسين نوح.
بدأت أقرأ، صفحة تلو الأخرى، وجدت نفسي أضحك، أحياناً أبكي، وفجأةً دوت أصداء الفجر في المكان، فتوجهت بالصلاة وأنهيت الصفحتين الأخيرتين، منتظراً بلهفة بزوغ شمس النهار لأستطيع الحديث مع نوح.
“ألو، أستاذي! لقد قرأت، استمتعت، وفكرت، وكونت رأيي.”
كتابك عبارة عن رحلة ساحرة، وحكايات تأخذني بعيداً في عالم من الضحك والمشاعر. أحببت بلدي مصر أكثر من الحروف التي تنادي وتزأر بحب الوطن. الكتاب ليس مجرد قصص مضحكة فحسب بل ينقل رسائل عن المجتمع والسياسة والثقافة في طياته.
ماً أعجبني هو الربط العبقري بين صورة والدتك، الحاجة نوحة، وصورة مصر في عينيك. شعرت بالغضب من السلبيات التي نواجهها اليوم، لكنني عرفت الأمل من رؤيتك الإيجابية، وكأنك ترسم لمصر لوحة من الجنة.
سألت استاذي عن هذا الجهد الضخم لرصد المجتمع وتشريحه بمشرط الكاتب، وليس بمشرط الطبيب، فقال لي إنه وليد ست سنوات من الجهد والمعاناة، التي يعرفها فقط المبدعون.
أنهت مكالمتي مع نوح، تمنيت له النجاح، وانتظرت بفارغ الصبر ظهور هذا الكتاب، ومغامراته في المجتمع كحجر يُلقى في البحيرة.
وما أدهشني أكثر كان مقدمة الكتاب، التي كتبها دكتور مدحت العدل، كلماتها الصادقة جاءت كرسالة حب لمصر ، لكن في الواقع هي رسالة حب للإبداع ولإصرار هذا الكاتب المستنير المعجون بحب الوطن.
الكتاب صدر عن دار دُرة الشرق للنشر والتوزيع، وسيشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
أطيب التمنيات بالتوفيق لكاتب كبير كتابه بمثابة نفخة بوق لعلهم يستيقظون .
