هل أصبحنا بحاجة إلى غرامة لـ نرتدي الكمامة؟ بقلم : العارف بالله طلعت
لم يمض يوم إلا وتفوه كبارنا وصغارنا بكلمة كورونا هذا الفيروس الذي بات حديث الناس صباحا ومساء. إنما الخوف والذعر من فيروس كوفيد 19 هما أسوأ من الفيروس نفسه بسبب الانتشار العالمي للكورونا. وكل ما بإمكانكم أن تفعلوه في هذه الفترة الحرجة هو تطبيق واحترام تعليمات السلامة. والخطوات الاحترازية لإقصاء نفسكم والآخرين عن مخاطر التقاط عدوى الكورونا التي تشبه طريقة التقاطها من إنسان لآخر وأهمية ارتداء الكمامة ومراعاة إجراءات الوقاية. لم تعد خياراً أمام المواطنين بل هو أمر واجب يجب على الجميع الالتزام به حماية لأنفسهم وللمجتمع وحتى لا يضطر المخالفون إلى تلقي العقوبات في حالة مخالفة تلك الإجراءات كما في إقامة المناسبات والتجمعات التي من شأنها أن تؤدي إلى انتشار العدوى بشكل كبير.
هل أصبحنا بحاجة إلى عقوبة وغرامة حتى نرتدي الكمامة ونحمي أنفسنا من خطر عدوى وباء كورونا ونضطر إلى دفع الغرامات المالية؟. لماذا ننتظر قراراً بعقوبة تلزمنا أن نكون حريصين على صحتنا؟ الأمر أصبح واجبا. ومسؤولية علينا جميعاً حماية أنفسنا وأبنائنا واهالينا كبار السن. إلا أن البعض للأسف ما يزال يصر على عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية. إما استهتاراً وكل ذلك بالرغم من مرور أكثر من ستة أشهر على بدء انتشار الوباء إلا أن انتشار الوباء يتطلب من الجميع تحمل المسؤولية والالتزام حتى لا يكون سبباً في نقل الوباء.
دور الشخص المعافي من كورونا:
فالشخص السليم المعافى مطلوب منه أن يحافظ على نفسه وأن يحرص على عدم انتقال العدوى إليه وذلك بالالتزام بالإجراءات الوقائية وأن يدرك أن ذلك مسؤولية شرعية واجتماعية. حيث يتوجب على الجميع الحرص على الالتزام بالإجراءات الوقائية وواجب الالتزام بالحجر الصحي وعدم التهاون. في ذلك حتى لا يتسبب في نقل العدوى للآخرين وقد يكونون من أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو غيرهم وهذا يتنافى مع القيم والأخلاق والشريعة فهو تعمد للضرر بالآخرين. واستهتار بصحتهم بل بأرواحهم أيضاً أن البعض ما يزال يعتقد أن من حقه أن لا يلتزم بالإجراءات الوقائية معتبراً ذلك حرية شخصية. هو يتحمل مسؤولية نتائجها وهذا فهم خاطئ لأن حفظ النفس واجب شرعي وليس حق الشخص أن يفرط بنفسه ويرمي بها إلى التهلكة سواء أدى ذلك إلى المرض أو الموت لا قدر الله.
الثقة الكاملة في الجيش الأبيض المصري:
ومازال يراهن الشعب والحكومة والقيادة السياسية على أطباء مصر وممرضيها وتصديهم للجائحة. التي ضربت العالم حتى لقبهم الشعب المصري بـ”جيش مصر الأبيض”. لتصدرهم المشهد وقوفهم في وجه الخطر تقديرا لما يواجهه الأطقم الطبية. ولم يترك الرئيس عبدالفتاح السيسي مناسبة منذ ذلك الوقت إلا وتكلم عن الأطباء. ودورهم وبطولاتهم في هذا الوقت العصيب معربا عن كامل التقدير والدعم والامتنان بالإضافة لدعمهم ماديا وتكريم شهداء الجيش الأبيض. ومعاملتهم مثلما يتم معاملة شهداء العمليات من الجيش والشرطة.فإن التعاضد والتعاون ليسا فقط في تقديم العون والمساعدة للآخرين. بل في الالتزام أيضاً وقد يكون التزام الجميع في هذه الظروف أكثر أولوية ويشمل كل شخص مهما كان موقعه فهو عنصر مهم في المجتمع. بمحافظة الشخص على نفسه هي خدمة للمجتمع أيضاً وتأكيد لصدق انتمائه والتزامه.
فيجب علينا الحفاظ على النظافة بكل ما في جهودنا لكي ننعم بحياة سليمة لنا ولأبنائنا. وكما تقول الحكمة العقل السليم. في الجسم السليم. وان النظافة من الإيمان والنظافة. حاجة إنسانية. ملحة لا يستطيع الفرد العيش بدون توفرها فلنحرص على الاهتمام بنظافتها الشخصية. كأفراد وبنظافة البيئة من حولنا. وإلى الارتقاء في فكرنا وما يحويه من قناعات وقيم فكما. يقول جورج برنارد شو: (ما أجمل النظافة ولكن ما أعظمها عندما تكون في عقولنا!)
وأدعو الله أن يحفظنا وإياكم و يعافينا ويعفو عنا وأولادنا .واحبابنا وكل عبادك وعبيدك ياالله. من كل شر ووباء. وأن ترفع مقتك وغضبك عنا بحقك يا واحد يا أحد وحق نبيك محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم اللهم أمين يارب العالمين .